أكد المندوب الفرنسي لدى الأممالمتحدة إن بلاده أساءت تقدير مدى الكراهية التي يكنها مسلمو ومسيحيو جمهورية أفريقيا الوسطى للجانب الآخر. ووفقا لما جاء على وكالة أنباء "الشرق الأوسط" قال المندوب جيرارد اراو في اجتماع بمقر المنظمة الدولية يوم الأربعاء إن القوات الفرنسية والأفريقية العاملة في جمهورية أفريقيا الوسطى تواجه "وضعا صعبا للغاية." وأضاف الدبلوماسي الفرنسي إن قوات حفظ السلام الفرنسية والافريقية تجد نفسها محشورة "بين مجموعتين تريد الواحدة منها افناء الاخرى." وقال اراو إن الطرفين المتناحرين يتجاهلان الدعوات التي وجهت اليهما لإنهاء القتال. يذكر أن فرنسا، الدولة التي كانت تستعمر جمهورية أفريقيا الوسطى، نشرت 1600 من جنودها في محاولة لاعادة السلم الى جمهورية أفريقيا الوسطى. ونشر الاتحاد الأفريقي بدوره 4000 جنديا للمهمة ذاتها. وقال اراو في احتفال اقيم في مقر الأممالمتحدة في نيويورك لإحياء الذكرة السنوية ال 20 للمجازر التي شهدتها رواندا "يجب ان نفكر بالتكتيكات التي ينبغي علينا اتباعها، اي بما ينبغي أن نفعله لكي نتمكن من منع هؤلاء الناس من قتل بعضهم البعض في وقت يتوقون فيه لذلك." وأضاف "لم نكن نعلم بعمق الكراهية التي يكنها الجانبان لبعضهما. ربما علينا العمل مع علماء نفس او علماء اجتماع لاكتشاف مصدر هذه الكراهية، وكيفية تهدئة الموقف." وكان أكثر من ألف شخص قد قتلوا في العنف الطائفي الذي انفجر في جمهورية أفريقيا الوسطى عقب استيلاء متمردي "سيليكا" على السلطة في مارس / آذار من العام الماضي تولي ميشيل ديوتوديا الرئاسة كأول رئيس مسلم للبلاد. ورغم قيام ديوتوديا بحل ميليشيا سيليكا، واصل هؤلاء اعتداءاتهم على المدنيين المسيحيين مما حدا بهؤلاء الى تشكيل ميليشيات خاصة بهم استهدفت المسلمين. وتنحى ديوتوديا عن الحكم يوم الجمعة الماضي، بعد أن تعرض إلى ضغوط قوية من الدول المجاورة لجمهورية أفريقيا الوسطى، وعقد البرلمان جلسة استثنائية لانتخاب رئيس مؤقت للبلاد. ويقول المراسلون إن مستوى العنف في جمهورية أفريقيا الوسطى ايقظ المخاوف من احتمال تكرار ما حدث قبل عشرين عاما في رواندا حيث قتل نحو 800 الف من سكان ذلك البلد في حملة للابادة الجماعية دخلت التاريخ. وكانت الأممالمتحدة قد اصدرت في وقت سابق من الاسبوع الحالي تحذيرا من ان جمهورية افريقيا الوسطى تمرفي "أزمة كبرى"، وان الكثير من سكانها يعيشون في رعب وهلع نتيجة الهجمات الدينية والأثنية. وقال جون جينج، المسؤول في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بانجي عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى إن ثمة مخاوف من تدهور الموقف. وقال جينج إن جمهورية أفريقيا الوسطى شهدت نزوحا واسع النطاق، إذ هرب نحو مليون من السكان دورهم، ودعا الى جهد دولي كبير لتدارك الموقف.