قالت مصادر يمنية مطلعة اليوم الخميس، إن الحوثيين ما زالوا يرفضون تنفيذ بنود ونقاط الاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة الرئاسية، والذي جرى وفقه تهجير السلفيين من سكان منطقة دماج بمحافظة صعدة إلى العاصمة صنعاء. ووفقا لموقع " العربية نت"، إن "مقاتلي جماعة الحوثي منعوا انتشار قوات الجيش حسب الاتفاق المبرم معهم في مناطق عدة بدماج، وبدأوا أمس الأربعاء عملية اقتحام للمنطقة"، منوهاً بأن "كل الاتفاقيات التي يتم التوقيع عليها بدأت تتآكل بسبب رغبات وأمزجة جماعة الحوثي التي تقود الوضع إلى ما تريد تحقيقه فقط". وأوضح أبو إصبع، في تصريحات صحافية، أن قوات من الجيش تتكون من سريتين عسكريتين يقدر قوامهما بحوالي 100 ضابط وجندي انتشرت قبل يومين في نقاط التماس بين السلفيين والحوثيين، إلا أن مقاتلي الحوثي رفضوا تسليم مواقعهم العسكرية، وأحبطوا تحركات الجيش في المنطقة، وشرعوا في عملية الاقتحام والنهب، وهو الأمر الذي يخالف نصوص الاتفاق. وفي سياق متصل، أشار إلى أن اللجنة الرئاسية تمكنت من فك الحصار الذي كان قد فرضه مقاتلون قبليون يساندون السلفيين على محافظة صعدة في كل من حرض وحاشد في عمران والجوف وأرحب. كما قال أبو أصبع إن عملية تهجير السلفيين وسكان منطقة دماج إلى خارج محافظة صعدة قد تمت بنسبة 90% حتى مساء الأربعاء. وكانت عملية نقل مجموعة من السلفيين من معقلهم في دماج بمحافظة صعدة شمال البلاد إلى العاصمة صنعاء قد بدأت الثلاثاء بناء على اتفاق هدنة لإنهاء اشتباكات بدأت في 30 أكتوبر 2013 بعد أن اتهم الحوثيون الجماعة السلفية في دماج بتجنيد آلاف المقاتلين الأجانب لمهاجمتهم. وخلفت تلك المواجهات أكثر من 200 قتيل، إضافة إلى مئات الجرحى وتهديم مئات المنازل وعشرات المساجد بصورة كلية أو جزئية. وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي كامل مدهش ل"العربية.نت": "الاتفاق الذي تم التوصل إليه والذي أفضى إلى تهجير السلفيين إلى العاصمة صنعاء يفترض أن يعقبه ليس فقط إنهاء تلك الاشتباكات وإنما فرض سيطرة الدولة على دماج ومختلف مناطق صعدة، لكن للأسف الشديد أن ما جرى يقود إلى أن جماعة الحوثي سوف تحكم قبضتها على كامل أرجاء محافظة صعدة، مستغلة انشغال السلطات اليمنية بجبهات مفتوحة أخرى". وأضاف مدهش: "يبدو أن انقلاب الحوثيين لا يقتصر فقط على الاتفاق الخاص بدماج، وإنما أيضاً بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف المواجهات بين الحوثيين ومسلحين قبليين في محافظة عمران جنوب صعدة، حيث تفيد المصادر بأنهم يرفضون لليوم الثالث تسليم مواقعهم في منطقتي دنان وخيوان للجيش، مما يعني وجود نوايا مبيتة للعدوان مجدداً".