قالت صحيفة التليجراف البريطانية انه من غير المحتمل إطلاق أي صحوة ضد الحكام العسكريين الجدد في مصر, ولذلك لجأت قيادات من جماعة الإخوان المسلمين الذين لم يتم القبض عليهم حتى الآن إلى إطلاق صحوة من الخارج بعد إعلانهم منظمة إرهابية. وأوضحت الصحيفة أن مجموعة من قيادات الإخوان يستخدمون شقة في العاصمة لندن لتكثيف جهودهم لإعادة تجميع صفوفهم بعد الإطاحة برئيسهم المعزول محمد مرسى. وأشارت الصحيفة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تواجه في مصر أصعب الحملات عليها منذ عقود , حيث تم اعتقال الآلاف من أنصارهم, وصودرت جميع أصولها, كما أن الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسى يحاكم بتهم الخيانة, ومعظم قيادات الإخوان و من بينهم المرشد العام في السجون. وبالرغم من ذلك أوضحت الصحيفة أن حفنة من كبار الشخصيات الاخوانية التي لازالت حرة طليقة, سافرت إلى الخارج و اختارت لندن كقاعدة يمكن من خلالها إعادة بناء المنظمة. وبحسب الصحيفة يدير المكتب في لندن اثنين من أقارب الرئيس المعزول محمد مرسى, والذين تم القبض عليهم جنبا إلى جنب مع مرسى بعدما اقتحمت قوات الجيش قصره لإعلان إطاحته من الحكم. و أوردت الصحيفة ما قاله احد أقارب المعزول و الذي رفض الإفصاح عن هويته أنهم يعتبروا لندن "مدينة آمنة", وعاصمة دولة ديمقراطية حرة تحترم حقوق الإنسان و العدالة الاجتماعية، وقال آخر "نحن نتطلع إلى رؤية لإعادة ديمقراطيتنا و حريتنا من الديكتاتورية و القمع المتفشيين". ونوهت الصحيفة إن الأربعاء المقبل سينزل الشعب المصري للمشاركة في الاستفتاء للموافقة على الدستور الجديد والذي من شأنه أن يرسخ القوى العسكرية و يمكنها من الاستمرار في كبح الإخوان في المستقبل المنظور. ومن جانبه وجه إبراهيم منير, القيادي البارز في الجناح الدولي للمنظمة, و الذي يعمل في مكتب لندن, تهديدا للنظام الجديد مؤكدا انه لن يدوم، وقال في حديث له مع التليجراف "كل الانقلابات العسكرية يجب أن يكون لها نهاية" مشيرا إلى ما حدث في كلا من باكستان و شيلي، كما أوضح أن الجماعة تواجه القمع منذ 60 عاما و لكنها لا زالت تقاوم، وأصر على أن الأوامر العليا لجماعة الإخوان المسلمين تأتى من مصر, و مكتب لندن هو المحور الرئيسي الذي يمكن أن يتقابل فيه أعضاء الجماعة في أمان نسبى. وأضاف "منير" أن مرسى حاول طرد كل من كان لهم تاريخ فاسد, و لذلك خاف النخب من تهديدات مرسى ولذلك انقلبوا عليه". جدير بالذكر, أن الحزب السياسي في جماعة الإخوان المسلمين استخدم فريقا من المحامين المشهورين التابعين لمقرهم في لندن, لرفع دعوى ضد السلطات المدعومة من الجيش في مصر.