تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم اليوم الاثنين صوب مدينة زيوريخ السويسرية لمتابعة الحفل السنوي الذي يقيمه الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لتوزيع جوائز الأفضل في عالم كرة القدم لعام 2013. ويدخل الصراع على أبرز جوائز العام اثنان من نجوم الدوري الأسباني هما الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة، والبرتغالي كريستيانو رونالدو النجم الأول لفريق ريال مدريد، كما يتنافس الاثنان مع الفرنسي فرانك ريبيري نجم فريق بايرن ميونيخ الألماني وصاحب النصيب الوافر من الترشيحات للفوز بالجائزة هذه المرة. وبعد ثلاثة أعوام متتالية، فرضت كرة القدم الأسبانية وفريقا برشلونة وريال مدريد قطبا الكرة الأسبانية سيطرتهم على حفل جوائز الفيفا، تترقب الكرة الألمانية نصرا جديدا على نظيرتها الأسبانية على يد «ريبيري» عبر هذا الحفل. ورغم الأداء الرائع لرونالدو في الموسم الماضي واستمراره في الموسم الحالي وفوز ميسي مهاجم برشلونة بلقب الدوري الأسباني وصعودهما مع منتخبي بلادهما لنهائيات كأس العالم، يبدو ريبيري هو الأوفر حظا في المنافسة على جائزة الكرة الذهبية هذه المرة في ظل الإنجازات الرائعة والأرقام القياسية العديدة التي حققها اللاعب مع بايرن والجوائز التي أحرزها على المستوى الشخصي في عام 2013. وعلى الرغم من سيطرة «ميسي» على الجائزة خلال الأعوام الأربعة الماضية، تبدو فرص اللاعب صاحب ال«26 عاما» متواضعة للغاية في الفوز بالجائزة للمرة الخامسة على التوالي، وإذا فاز ميسي بالجائزة مجددا خلال حفل اليوم فإنه سيثير جدلا هائلا في أوساط الساحرة المستديرة خاصة وأن اللاعب لم يكن بالفعالية والتأثير في 2013 التي كان عليها منافساه رونالدو وريبيري. واجتاز ميسي إنجاز الثلاثي الهولندي يوهان كرويف والفرنسي ميشيل بلاتيني والهولندي الآخر ماركو فان باستن الذين سبق لكل منهم الفوز بالجائزة ثلاث مرات حيث أحرز الجائزة للمرة الرابعة وأصبح أول لاعب يفوز بالجائزة أربع مرات متتالية حيث تفوق على إنجاز بلاتيني الذي فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، وإذا ذهبت الجائزة له هذه المرة أيضا، سيعزز النجم الأرجنتيني رقمه القياسي. وجاء تمديد فترة التصويت على الجائزة لما بعد الملحق الأوروبي الفاصل لتصفيات مونديال 2014 ليعزز فرص وآمال رونالدو في الفوز بالجائزة بعد أهدافه الأربعة التي قاد بها المنتخب البرتغالي للفوز الرائع والثمين 4-2 على نظيره السويدي في الملحق ليحجز مقعده في النهائيات. لكن نقطة الضعف التي تهدد فرص رونالدو في الفوز بالجائزة تكمن في عدم إحرازه أي لقب مع الريال على مدار 2013 حيث حل ثانيا مع الفريق في الدوري الأسباني خلف برشلونة وثانيا في كأس ملك أسبانيا بالخسارة في النهائي أمام أتلتيكو مدريد كما احتل رونالدو المركز الثاني في قائمة هدافي الدوري الأسباني في الموسم الماضي برصيد 34 هدفا مقابل 46 لميسي. وفي المقابل ، يبدو ريبيري هو صاحب الإنجاز الأكبر في 2013 من بين الثلاثي المرشح للجائزة حيث أحرز اللاعب مع بايرن خمسة من ستة ألقاب متاحة في هذا العام بإحراز الثلاثية التاريخية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية ولم يفلت منه سوى كأس السوبر الألماني بالهزيمة أمام بوروسيا دورتموند. ويشترك الفيفا مع مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية الرياضية منذ عام 2010 في تقديم جائزة الكرة الذهبية بعدما ظلت جائزة الفيفا لسنوات عديدة منفصلة عن جائزة «الكرة الذهبية» التي تقدمها المجلة الفرنسية والتي ظهرت قبل استفتاء الفيفا بسنوات طويلة. وكانت جائزة الكرة الذهبية المقدمة من المجلة الفرنسية قاصرة على أفضل لاعب في أوروبا ولكنها امتدت بشكل تلقائي وتدريجي في السنوات الأخيرة لتصبح لأفضل لاعب في العالم في ظل استحواذ الأندية الأوروبية على أفضل اللاعبين في كل أنحاء العالم ومن مختلف الجنسيات. وتستمر الشراكة بين الفيفا و«فرانس فوتبول» للعام الرابع على التوالي حيث قسمت عملية التصويت لاختيار الفائز بالكرة الذهبية بين ثلاث جهات بالتساوي حيث يشارك في عملية التصويت المديرون الفنيون لجميع منتخبات العالم وكذلك قادة كل من هذه المنتخبات إضافة إلى مجموعة الصحفيين والنقاد الرياضيين الذين تختارهم «فرانس فوتبول» وذلك بنسبة 33 بالمئة لكل من هذه العناصر الثلاثة (المدربون وقادة الفرق والصحفيون) .