شهدت مدينة طرابلس، مساء أمس، حادثاًَ مؤسفاً بعد قيام مجهولين بإحراق مكتبة "السائح" التي يملكها كاهن رعية طرابلس للروم الأرثوذكسية الأب إبراهيم سروج، الأمر الذي أدى إلى موجة استنكار عمّت المدينة. وكان الأب سروج تلقى تهديدات من مجموعات مسلحة في أسواق المدينة، قبل يومين، على خلفية اتهامه بإصدار بيان يسيء إلى النبي محمد صل الله عليه وسلم، ولكنه أكد أن لا علاقة له بأي بيان، وقام بإبلاغ القوى الأمنية. وتعد المكتبة "إحدى معالم الهوية الثقافية والحضارية لمدينة طرابلس". من جانبه أعلن اللواء أشرف ريفي المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي في لبنان أن طرابلس ستتحمل مسئلية بناء مكتبة "السائح" الخاصة بالأب إبراهيم سرّوج التي تم حرقها أمس، قائلا:"نصرّ على وجود الأب بطرابلس ووجود مكتبته، ونحن على تواصل مع الكنيسة الأرثوذكسية، لحماية تراثنا وعيشنا المشترك في طرابلس". وقال ريفي في بيانه: "ارتكبت بعض الجهات المشبوهة، اعتداء بالحرق استهدف مكتبة السائح التي يملكها ابن طرابلس الأب ابرهيم سروج، في منطقة السرايا العتيقة في المدينة. وقد سبقت هذا الاعتداء شائعات مغرضة وكاذبة نسبت للأب سروج دراسة نشرت على الانترنت، تتعرض للدين الإسلامي وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم. والصحيح أن الدراسة كتبها شخص غير لبناني يدعى أحمد القاضي، وهي لا يمت إلى الأب سروج بصلة، وهو الكاهن المفكر ابن طرابلس، الذي عاش فيها حياته بتواصل مع جميع أبنائها، والذي تشهد له أعماله وكتاباته، على احترام القيم والأديان السماوية والتعايش والحوار ". تسبب الحريق في تلف ثلثي الكتب والمخطوطات في المكتبة التي تقع في شارع الراهبات بطرابلس، وتعد أثرية وتضم أكثر من 80 ألف كتاب ومخطوط بعضها نادر.