اهتمت صحف قطرية بتطورات الأحداث في العراق ، وخاصة التوترات في محافظة الانبار بعد اعتقال مرافقي مسئولين من المحافظة واتهام آخرين بالإرهاب. ودعت صحيفتا "الشرق والوطن" القطريتان في افتتاحيتيهما اليوم الحكومة العراقية إلى الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي والاتجاه نحو المصالحة الوطنية ..وأكدتا أن اللجوء للحل الأمني والعسكري يثبت فشله كل مرة. وتحت عنوان " العراق إلى أين؟" ، رأت صحيفة "الشرق" في افتتاحيتها" أن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فشلت في إدارة عملية سياسية ، تقود بلاد الرافدين الى الاستقرار ، وفقدت العملية شرعيتها بسبب تغليب المالكي لغة الدم وتصفية الشركاء بدوافع طائفية ، على لغة الحوار والتفاهم بين الإطراف السياسية". وقالت إنه من حق الشعب العراقي أن ينال حقوقه كاملة ، دون تفرقة أو إقصاء كما فعل المالكي مع نائبه السني طارق الهاشمي . مؤكدة أن هذا لن يسفر إلا عن المزيد من الكراهية والاحتقان والتأزم. ولفتت "الشرق" إلى أنه ليس مقبولاً أن تهدد حكومة المالكي معتصمي المحافظات المنتفضة والمطالبة بحقوقها وفي مقدمتها الأنبار، بالقمع ومواجهة المتظاهرين السلميين بالحديد والنار والرصاص والاعتقالات ، التي لم يسلم منها حتى نواب الشعب ، وهذا من شأنه أن يزيد المشهد السياسي توترا. وشددت على أنه يجب لتجاوز الأزمة في العراق استخدام الحوار بين الفرقاء ، والاحتكام إلى الشعب وتلبية مطالبه المشروعة ، ولجم مثيري الفتنة ومسعري الحرب ، الذين يتعطشون للكراهية ورائحة الدم والبارود. وخلصت "الشرق" في ختام افتتاحيتها إلى أن الحراك الشعبي مشروع ، وعلى الحكومة العراقية الاستجابة له ، وتمكين مجلس النواب من أداء دوره ، والاتجاه نحو المصالحة ، واحترام خيار الإرادة الشعبية ، وأنه لا سبيل للخروج من هذا النفق إلا بالإجماع الوطني ، وإن استدعى ذلك أن يذهب المالكي ليبقى العراق. من جانبها ، قالت صحيفة "الوطن" في افتتاحيتها تحت عنوان " إنقاذ العراق من الطائفية البغيضة " إن المؤسسات العسكرية في الدول لم تؤسس وتزود بالأسلحة المتقدمة والحديثة إلا لتدافع عن أوطانها ، وتكون الدرع والسيف لحماية شعبها ، لا أن تجهز للدخول مع الشعب في اقتتال يزهق أرواح الأبرياء ويؤدي إلى سقوط القتلى والجرحى ، ويخلق فجوة شاسعة بين الجيش والشعب. وأضافت أن قيام جيوش نظامية في دول بشن حروب على شعوبها أصبحت الظاهرة المؤسفة والغريبة في وطننا العربي ، وأحدث صورها ما يجري في العراق حاليا ، حيث تحدث اشتباكات دموية وعنيفة بين عشائر الأنبار وقوات الجيش العراقي قرب ساحة الاعتصام في (الرمادي) غربي البلاد ، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين لم يعرف عددهم بعد . وأكدت الصحيفة أن هذه الاشتباكات ستزيد العراقيين فرقة وطائفية وتباعدا بين العراق والاستقرار السياسي المنشود له ، وهو ما يهدد سقوط كافة المؤسسات السياسية ، ويوسع مساحة العنف ، على نحو يهدد وحدة العراق. وأوضحت "الوطن" أن المسارعة إلى اللجوء للحل الأمني والعسكري يثبت فشله في كل مرة يتم فيها اللجوء للقوة بدلا من الحوار الذي يحفظ العراق من السقوط في هاوية الطائفية .