حذرت صحيفة "الشرق" القطرية من تفاقم الوضع السياسي في العراق مع استمرار الاحتجاجات الشعبية في عدد من المحافظات. وشددت الصحيفة، على أنه إذا أصرت حكومة نورى المالكي على استخدام العنف والقوة لفض الاعتصام والتظاهر، سيؤدى ذلك إلى رفع سقف المطالب السياسية والانتقال بالتالي إلى "فجر ربيع عراقي جديد". وقالت "الشرق" - في افتتاحيتها "الجمعة 4 يناير"- "إن رئيس الوزراء العراقي يتعامل مع انتفاضة الشعب بتناقض واضح، ففي بداية الأمر اعترف بأنها تحمل مطالب مشروعة، لكنه عاد ليصفها بالطائفية وليحذر من تسييسها واتهامها بالارتباط بأجندات خارجية وحسابات سياسية وفئوية، ثم هدد بالقضاء عليها بالقوة". وأضافت "أن هذه التوصيفات العديدة التي يراها المالكي لانتفاضة الشعب العراقي - والتي ثبت إلى الآن أنها لا تحمل أية هوية سياسية أو طائفية، ولم يثبت أن لها امتدادات خارجية - تطرح تساؤلات عدة عن تأثيرها على العملية السياسية في بلاد الرافدين ومستقبلها". ولفتت إلى أن العراق ما يزال يعانى من وضع أمنى مضطرب ومن الفرقة والخلاف بين سياسييه والكتل النيابية، موضحة أن العراقيين ما يزالون يئنون من منظومة قوانين سياسية اقصائية استهدفت لونا واحدا من مكونات المجتمع العراقي، كما يعانون من تجاذبات أساسها طائفي ومذهبي وعرقي، الأمر الذي دفع إلى حراك شعبي ينظر إليه على أنه الأقوى والأكثر اتساعا على جغرافية العراق للمطالبة بالحريات الأساسية وإلغاء القوانين التي استغلت لإقصاء الآخرين واعتقالهم، والعزل والاضطهاد.