محيط وكالات : في الوقت الذي قالت فيه الإدارة الأمريكية أنها تعمل مع اسرائيل على صياغة استراتيجية مشتركة لمكافحة من وصفتهم ب"المتطرفين" في غزة, قالت تقارير صحفية أن مبعوث الأممالمتحدة للشرق الأوسط " إلفيرو دي سوتو" بعث إلى الأمين العام "بان كي مون" بوثيقة سرية تؤكد أن واشنطن عملت منذ البداية بالتعاون مع مقربي الرئيس محمود عباس على إسقاط الحكومة الفلسطينية برئاسة حماس بأي ثمن، حتى لو كان عن طريق حرب أهلية, فيما اتهمت حماس النائب الفتحاوي محمد دحلان بأنه يعيد تشكيل فرق الموت لإعادة السيطرة على مقار الأجهزة الأمنية بنهاية الشهر الجاري. تعاون مشترك ****************** ومن جانبه قال الرئيس الأمريكي جورج بوش أنه يعمل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت على صياغة استراتيجية مشتركة لمكافحة من وصفهم ب "المتطرفين في قطاع غزة وأماكن أخرى," معتبراً أن الصراع في قطاع غزة هو بين من يؤمنون بالديمقراطية وبين المتطرفين . وأضاف بوش في مؤتمر صحفي مشترك قبل اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن حل الدولتين هام للفلسطينيين المعتدلين الذي يسعون إلى السلام مع إسرائيل التي "تواجه ضغطا ديموجرافيا, ولدينا نحن واسرائيل رؤيا مشتركة حول القضايا الرئيسية, معتبرا أن إٍسرائيل وأبو مازن هما "صوت متعقل بين متطرفين ." واعتبر بوش أن الصراع بين الفلسطينيين هو صراع أيدلوجي بين من يؤمنون بالديمقراطية وبين من يؤمنون بالتطرف والعنف. وتناسى بذلك الانتخابات التشريعية التي حصلت فيها حركة حماس على أغلبية نيابية وما أعقبها, مشيراً إلى أن عباس رئيس كل الفلسطينيين, ومعرباً عن قناعته أن ثمة فرصة لتعزيز قوة المعتدلين والعمل مع أبو مازن" لمنح الفلسطينيين ظروف حقيقية لبناء دولتهم". هذا وقد أعلنت الولايات المتحد على لسان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان الولاياتالمتحدة قررت معاودة تقديم مساعدتها الاقتصادية "كاملة" الى الحكومة الفلسطينية, وقالت رايس ان بلادها قررت "رفع القيود المالية" و"تطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الفلسطينيين". عزل حماس ******************** ومن جهة أخرى قالت مصادر مطلعة أن أولمرت سيعرض على بوش أن تتركز الجهود الدولية الآن في عزل حركة حماس، ومنع عودتها إلى اللعبة الدولية بأي ثمن, وكانت الإدارة الأمريكية قد اتخذت يوم أمس، الإثنين، عدة خطوات لإبراز دعمها لعباس، ولحكومة الطوارئ الجديدة في الضفة الغربية برئاسة سلام فياض, معلنةً أنها سوف تجدد تقديم المساعدات "الأمنية والإنسانية" للسلطة الفلسطينية. وأضافت التقارير الإسرائيلية أن أولمرت قد تحدث هاتفيا مع الملك الأردني عبد الله الثاني حول الطرق التي يمكن بواسطتها تعزيز قوة أبو مازن، مشيراً إلى أن إسرائيل ستقوم من جهتها بتحويل أموال الضرائب الفلسطينية المجمدة إلى السلطة, وكان أولمرت قد التقى رايس أمس الإثنين كما التقى مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض ستيف هادلي، وأجرى محادثات تمهيداً لاجتماعه ببوش. ومن المتوقع أن تكون الأوضاع في مناطق السلطة الفلسطينية في مركز محادثات أولمرت- بوش، بالإضافة إلى طرق تعزيز قوة أبو مازن وحكومة الطوارئ، وفي المقابل عزل حماس في قطاع غزة, علاوة على التنسيق بين إسرائيل والولاياتالمتحدة بشأن الخطوات المستقبلية لمنع تعزز قوة حماس في الضفة الغربية. إلى ذلك تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن هذا اللقاء هو مهم جداً بالنسبة أولمرت لتحسين صورته في إسرائيل، بالإضافة إلى تعيين إيهود براك وزيراً للأمن، وانتخاب شمعون بيرس رئيساً لإسرائيل, كما أن سيطرة حماس على قطاع غزة أحدث إرباكاً للإدارة الأمريكية، التي كانت تخطط لسلسة من الخطوات الدبلوماسية. دعم مالي *************** وعلي صعيد متصل ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل والولاياتالمتحدة ستقومان بتحويل مئات ملايين الدولارات للسلطة الفلسطينية, وستقوم إسرائيل بتحويل أموال الضرائب المجمدة، والتي تصل قيمتها إلى 600 مليون دولار، أما الإدارة الأمريكية فستعمل على سن قانون يتيح تحويل المساعدات المالية للسلطة. وأضافت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة ستجدد التدريبات العسكرية لعناصر الأمن الرئاسي وأجهزة الأمن التابعة لحركة "فتح", كما تتعهد إسرائيل بتجديد التعاون مع أجهزة الأمن الفلسطينية ووزارات حكومة الطوارئ، بما في ذلك تقديم المساعدات الأمنية, مشيرةً إلى أن أولمرت سيتعهد بتجديد المفاوضات مع أبو مازن حول الحل الدائم، بما في ذلك قضية الحدود والقدس واللاجئين. تحرير البرغوثي ******************** وفي نفس السياق أعرب "جدعون عزرا" نائب رئيس جهاز الشاباك السابق، عن اعتقاده بأنه يجب على إسرائيل إطلاق سراح القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي في إطار اجراءاتها الهادفة إلى تعزيز مكانة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس . واوضح عزرا في تصريحات صحفية له صباح اليوم الثلاثاء على اذاعة اسرائيل " سبق لإسرائيل أن أفرجت منذ توقيع اتفاق أوسلو عن شخصيات فلسطينية كانت مسؤولة عن اعتداءات "إرهابية" ثم اعتدلت مواقف هذه الشخصيات". وأوصى عزرا بإجراء مباحثات اسرائيلية- أميركية - مصرية مشتركة حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، مضيفا الى أنه يتعين السماح للفلسطينيين الراغبين في مغادرة قطاع غزة المرور عبر الأراضي الإسرائيلية على أن يتعهد عباس باستقبالهم في الضفة الغربية حسب قوله فرق الموت **************** وفي تطور لاحق كشف المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري، أن النائب في حركة "فتح" محمد دحلان، الذي يشار إليه باعتباره قائد التيار الانقلابي، يحاول إعادة تشكيل "فرق الموت" التي تم القضاء عليها وتشتيتها بعد سيطرة الحركة على مقار الأجهزة الأمنية منتصف الشهر الجاري. وقال أبو زهري إن "فرق الموت" عملت منذ سنوات في إطار الأجهزة الأمنية، وتتخذ من المقار التي سيطرت عليها "حماس" مأوى لها، لتنفيذ عمليات القتل والإعدامات بحق المواطنين، وبدعم مباشر من دحلان الذي كان قد أسس عام 1995 جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، وعاد قبل أشهر وسيطرة على كافة الأجهزة الأمنية وسلحها جيداً بدعم أمريكي، وموافقة صهيونية للقضاء على حماس. وقال أبو زهري في تصريح صحفي له "إن معلومات وصلتهم مؤكدة باتصال دحلان الهارب إلى رام الله، بعدد من عناصر وقادة هذه الفرق الذين شملهم العفو العام الذي أصدرته حركة حماس، بعد سيطرتها على القطاع، وبعد مسامحة أهل الضحايا بقتلاهم، من أجل إعادة تشكيل "فرق الموت" من جديد لتعود وتروّع الآمنين كما كانت تفعل سابقاً". وأضاف القيادي بحماس"إننا نعرف بكل هذه الاتصالات وبالأسماء، ومواقع هؤلاء الأفراد الذين يفكرون في التحرك، وعلى إطلاع مباشر بكل ما يدور حولهم، ولكن سنمنحهم فرصة أخيرة لعدم الانصياع لهذا الرجل الذي كاد أن يدمّر غزة، ودمّر الأجهزة وفتح، وهرب إلى الضفة ليدمرها". وحذّر أبو زهري من أن العفو الذي منحته حماس لهؤلاء الذين مارسوا القتل في إطار فرق الموت كان من منطلق الدين الإسلامي الحنيف، ومن أجل طي صفحة سابقة، لكنه قال "إن العفو يكون لمرة واحدة فقط، وإذا ما عاد هؤلاء وحاولوا العبث بأمن المواطن الفلسطيني، فإنهم يدفعون "حماس" للتعامل معهم بطريقة أخرى، ونحن ندعوهم إلى عدم الانصياع لأوامر دحلان، والعودة إلى أحضان الشعب". وثيقة سرية **************** وفي شأن ذا صلة كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر اليوم أن نائب الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى الشرق الأوسط، إلفيرو دي سوتو، بعث إلى الأمين العام بان كي مون بوثيقة سرية هامة, تؤكد أن الإدارة الأمريكية عملت منذ البداية، وبالتواطؤ مع مقربي رئيس السلطة محمود عباس على إسقاط الحكومة الفلسطينية التي تشكلت بعد الانتخابات التشريعية، "بأي ثمن حتى لو كان ذلك بثمن حرب أهلية دامية". ونقلت الصحيفة عن سوتو قوله في الوثيقة "كان من الممكن تشكيل حكومة وحدة وطنية في البداية على غرار الحكومة التي شكلت في أعقاب اتفاق مكة بعد الانتخابات التشريعية في الضفة الغربية وقطاع غزة"، وأضاف: "كان هذا سيحدث لولا أن قادت الولاياتالمتحدة الرباعية إلى اشتراط شروط غير ممكنة وإلى معارضة حكومة الوحدة مبدئياً". وتابع قائلاً "إن الإدارة الأمريكية دفعت منذ الانتخابات وحتى التوقيع على اتفاق مكة إلى مواجهة بين فتح وحماس"، مشيراً إلى أنه خلال اجتماع اللجنة الرباعية، الذي عقد قبل أسبوع من لقاء مكة حيث كانت المواجهات على أشدها بين حركتي فتح وحماس؛ قال المندوب الأمريكي في اللجنة مرتين "أُحب هذا العنف، ويعني هذا أنه يوجد فلسطينيون يقاومون حماس"، على حد تعبيره. وأردف سوتو في وثيقته ليدلل على تواطؤ رئيس السلطة محمود عباس ومن حوله مع المخطط الأمريكي قائلاً "إن المستشارين المقربين من عباس كشفوا لنا على نحو خاص عن أنهم صاغوا مبادرة لحل حكومة حماس, مضيفاً لقد خططوا لفعل ذلك باستفتاء شعبي يُطلب فيه إلى الفلسطينيين أن يصادقوا على تأييد حل دولتين على أساس اتفاق أوسلو، وكما في عدة حالات في الماضي، فقد اعتقد الأمريكيون أن عباس كان مستعداً لتحدي "حماس"، ولم يعرفوا تقدير الرجل وميزان القوى الذي واجهه"، على حد تعبير الوثيقة. مقاطعة فتح *************** الى ذلك أعلنت اللجنة المركزية لحركة فتح الثلاثاء أنها قررت عدم قطع كافة الاتصالات مع حركة حماس حتى تنهي الحركة "انقلابها العسكري" في قطاع غزة، وفقاًَ لما ذكره عضو اللجنة النائب عزام الأحمد . بالمقابل، دعا خليل الحية عضو الحركة في المجلس التشريعي الفلسطيني حماس الثلاثاء إلى استئناف الحوار مع حركة فتح لحل القضايا العالقة قبل "فوات الآوان" معربا عن صدمة واستغراب حماس من رفض فتح التحاور معها بينما تجري محادثات مع إسرائيل .