خلص تقرير أعدتة شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" العالمية، بأن شركة التطوير والاستثمار السياحي بالإمارات تلتزم بمراقبة أداء المقاولين الرئيسيين والفرعيين لديها، وتهتم بحقوق العمال الذين يتولون تطوير المشاريع المختلفة على جزيرة السعديات بإمارة أبوظبي. وشمل التقرير حسبما جاء بموقع "سكاي نيوز عربية" على زيارات أولية جرت في شهري مارس وأبريل الماضي، مع العديد من المتابعات اللاحقة وزيارات الرقابة الإضافية التي جرت في الفترة ما بين يونيو ونوفمبر. ونظمت شركة الرقابة المستقة "برايس ووترهاوس كوبرز" مقابلات مع 565 عاملا يمثلون نحو 19% من متوسط عدد العمال الشهري العاملين في جزيرة السعديات. ويشدد التقرير على امتثال المقاولين لوثيقة "سياسة ممارسة التوظيف"، وهي الوثيقة التي أصدرتها الشركة في العام 2009، وتتضمن عدد من الشروط والأحكام المستمدة من قانون العمل الإماراتي وفي بعض الأحيان من ممارسات عالمية خاصة بهذا الشأن. وأشار التقرير إلى إصدار الشركة نظام غرامات مالية في حال أخلّ أحد المقاولين في اتباع "سياسة التوظيف"، إذ أصدرت الشركة أول مخالفة بحق شركة مقاولات بشهر أغسطس الماضي عند اكتشافها أن المقاول الفرعي تأخر في دفع الأجور، واتخذت الشركة إجراءات فورية نتج عنها سداد كامل المستحقات إلى جميع العمال. من جهة أخرى أظهر تقرير المراقبة المستقل أن جميع عمال البناء الذي تمت مقابلتهم، أي نسبة 100%، يستحوذون على جوازات سفرهم أو قد أعطوها طوعا لأرباب عملهم لحفظها لهم من الضياع. وتعليقا على ذلك، قال نائب العضو المنتدب في شركة التطوير والاستثمار السياحي علي الحمادي :"نحن نلتزم باتباع أعلى معايير الشفافية، وضمان المحافظة على حقوق العمال العاملين في مشاريعنا. وحاليا نحن في طور القيام بدراسة أفضل الطرق لتطبيق التوصيات الواردة في التقرير مع جميع الأطراف المشاركة في مشاريع البناء الجارية بالسعديات". وأظهر التقرير تحسنا ملحوظا في العديد من القضايا مقارنة بتقرير العام الماضي، غير أن هناك قضية رئيسية واحدة بقيت عالقة، وهي دفع العمال لرسوم توظيف وتكاليف الانتقال إلى بعض الوكالات في بلدانهم. يأتي هذا التقرير مخالفاً لما نشرته صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية الأحد، بشأن اتهامات جماعات عمالية وفنية للشركات العاملة في جزيرة السعديات بانتهاك حقوق العمال مثل تأخير الرواتب ومنع تكوين النقابات. وكانت الصحيفة قد ذكرت أن نقابات عمال وناشطين حقوقيين وسياسيين دعوا إلى إصلاحات عاجلة في قوانين العمل لحماية آلاف العمال المهاجرين في مركب يضم فنادق ومتاحف في جزيرة السعديات في الإمارات العربية المتحدة. وأضافت الصحيفة إن الكونفدرالية الدولية للنقابات العمالية ونشطاء حقوقيين حضوا الهيئات الغربية المشاركة ي المشروع، على غرار المتحف البريطاني، على اتخاذ خطوات لمناقشة مسألة ظروف العمال المهاجرين، والضغط على الحكومة في الإمارات لتحسينها. وتابعت "الأوبزرفر" :"إن محققيها وجدوا أن شركة تطوير السياحة والاستثمار الإماراتية، التي تشرف على مشروع السعديات، لا تلتزم بشروط التوظيف التي وضعتها، إذ تقوم بترحيل العمال المهاجرين الذين ينظمون إضرابات احتجاجا على ظروف العمل، إلى بلدانهم".