شيخ المعجميين : تدريس الأدب الجاهلي مبكرا ينفر من اللغة .. واللغات ليست مضرة مروة مختار لمحيط : الراديو والمكتبات أدوات مهمة للأم العربية محمد العبد : هذه كوارث مناهج التعليم العربية قال شيخ المعجميين الدكتور حسين نصار، أن علاقته باللغة بدأت مع مدرس اللغة العربية أحمد عوض، حين كان في مرحلة التعليم الأساسي، وقد أهداه كتابين بعد أن كتب أفضل موضوع إنشائي . وتذكر نصار أنه حين صار شابا عمل بإذاعة كويتية وقدر له أن يشاهد كيف تتوجه برامج الأطفال بلغة راقية للأطفال وبشكل تربوي ومن ذلك برنامج "افتح يا سمسم" والذي لم يدخل مصر لما رآه المسئولون الإعلاميون من أنه ثقيل على أبنائنا لأن الطفل يقول "بلى" بدلا من "نعم" ويعطش الجيم !! والحال تغير في دول الخليج العربي الآن حيث صارت المربيات فلبينيات وصار الأطفال يتحدثون بالإنجليزية بطلاقة أكثر من العربية مع الأسف. وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أمس، تحدثت الدكتورة مروة مختار أستاذ اللسانيات والأدب العربي عن تنشئة الأطفال على إجادة اللغة الفصحى، وذكرت في تصريح خاص لمحيط تجربتها مع ابنتها البالغة من العمر تسع سنوات، وقد اعتادت على قراءة القرآن الكريم وتشغيل صوته منذ أن كانت جنينا وبعد أن ولدت ، كما اعتادت على تشغيل برامج الراديو طوال اليوم بالمنزل، وكانت تهدي لها برامج الكارتون العربية على الكمبيوتر كما ساعدتها على ارتياد المكتبات العامة واختارت لها مدرسة تحسن تدريس اللغة العربية وتوفر أنشطة مكتبية متنوعة ، وقد صارت ابنتها بالفعل تكتب القصص والأشعار على حداثة عمرها . وفي كلمتها بالاحتفالية قالت أنه من الخطأ أن تفرح الأمهات بأن أبنائهم الصغار في سنوات عمرهم الأولى يرددون عبارات إنجليزية مثل "sorry" بدلا من "أسف" و"merci" بدلا من "شكرا" وما شابه وهو ما يرسخ لدى الطفل المزاوجة بين لغتين مبكرا . كما حذرت من تشغيل برامج الأطفال والمسابقات والكارتون باللغات الأجنبية مثل "mbc3" و باربي وغيرها من المحطات ، وقارنتها بمجلات مثل "قطر الندى" التي تطورت شكلا ومضمونا وساهمت في إثراء لغة أطفالنا . وذكرت مختار بأن أطفالنا يشبهون الصفحات البيضاء التي نسطر فيها ما يحلو لنا سطرا سطرا . من جانبه أشار الدكتور محمد العبد، أستاذ العلوم اللغوية بكلية البنات جامعة عين شمس، أننا طالما نردد خطاب الشكوى بالمجلس فلن نحل شيء ولابد ألا نضيع وقتنا بمزيد من المؤتمرات دون مشاركة المسئولين وتعهدهم بتنفيذ التوصيات . ومن أهم تلك التوصيات أن نحترم لغتنا التي ميزتنا عن سائر الأمم قبل أن يميزنا الدين وعاب العبد على مناهجنا التعليمية غياب التطور فيها، فالنص أو القصيدة يدرسان لعشرات السنين باستثناءات قليلة، ناهيك عن أزمة الكتب الخارجية التي تفصل كل شيء وتكون إجابات الامتحانات منها لا من الكتاب المدرسي، وهي تجارة رائجة يشارك فيها واضعو المناهج والامتحانات بأنفسهم ! وشارك المحاضر الدكتور محمد العبد أستاذه وزميله على المنصة الدكتور حسين نصار، في وجهة نظره أن الأدب الجاهلي بعيد عن خبرة طلبة المدارس ويجب تدريسه بالمرحلة الجامعية لمن يتخصصون في الأدب العربي . كما شارك من تحدثوا عن أهمية تدريس النصوص العامية الراقية كأشعار جاهين والفاجومي وأمين حداد وهو لن يؤثر على اللغة القومية أبدا . من جهة اخرى لفت "العبد" إلى أهمية تدريس علوم اللغويات مبكرا للطلاب ليحسنوا التعامل مع النصوص تفكيكا واختزالا ودعا لفتح المجال لطلبة المدارس للتعبير باللغة العربية الفصحى عما يستجد بمصر من أحداث . أخيرا، وردا على اقترح بعض المتحدثين توقيف تعليم اللغات الأجنبية في المراحل الأساسية حفاظا على لسان الطلاب العربي الفصيح، قال الدكتور حسين نصار أنه تعلم الإنجليزية والفرنسية وأجادهما في صغره ومع ذلك لا يباريه كثيرون في لغته العربية الفصيحة فالعبرة بطريقة التدريس وتحبيب الطلاب في لغتهم الأم . ولابد ألا نستمع لتلك الدعاوى التي تغلق الأبواب أمام طلابنا حين يشبون في سوق العمل .