فؤاد قنديل : مندور نصحني بالتوقف عن القراءة للمنفلوطي ! مي خالد : كتبت عن التانجو والفيس بوك وعملت بعيادة نفسية ! عزة بدر : مزج العامية الراقية بالفصحى أبهرني منذ الصغر نبيل عبدالحميد : لغة الطفل التشيكي في البيت والمدرسة .. واحدة قال الأديب المصري البارز فؤاد قنديل أن رئيس الحكومة أول مسئول عن فوضى اللغة السائدة في مصر .وقد استدعى قنديل علاقته بالكتابة وباللغة العربية من خلال قراءاته في الصبا ومنذ أن التقى بالناقد الأدبي محمد مندور ، وكان دائما يعلق على ما يكتبه "قنديل" من قصص بقوله أنها تمتلك عالما مثيرا ومليء بالحركة والسخونة ولكن لغتها تشبه لغة المنفلوطي والمازني والعقاد، وكان يدعوه للتوقف عن القراءة لهؤلاء العظماء وطي صفحتهم مؤقتا ومحاولة القراءة ليوسف ادريس ويحيى حقي ونجيب محفوظ، وهؤلاء كانوا يمثلون تيار الكتابة الجديدة بالستينيات. وخلال احتفالية المجلس الأعلى للثقافة بيوم اللغة العربية العالمي، اعتبر "قنديل" أن جيل الستينيات وجه ضربة ساحقة للغة الاستعراضية والبلاغية والبيانية التي كان السابقون عليهم يكتبون بها، ودخل على خطهم الأدباء عبدالرحمن الخميسي ومصطفى محمود ، وشبه الناقد الأدبي فؤاد قنديل ما فعله يوسف ادريس بالكتابة كما لو كان قد دخل بدباباته ومدرعاته لتكون القصص أكثر التهابا . تانجو وموال تحدثت الكاتبة الشابة مي خالد عن بداية علاقتها بالكتابة، وقالت أنها كانت تقلد كل ما تراه مكتوبا ثم بدأت برسم شخصياتها وتعمق ذلك مع دراستها لعلم النفس وبدأت تكتب أعمال مثل "أطياف ديسمبر" و"ترانيم" و"مقعد اخير في قاعة إيوارت" ولكنها ظلت تشعر أن ما تكتبه فيه تقليد لكتابات أخرى ولا يعبر عنها بشكل جيد، فانطلقت وكتبت أعمال أكثر جنوحا وتعبيرا عن حقيقة شخصيتها المزدوجة بين الثقافتين العربية والأجنبية، فقد درست بمدارس إنجليزية وتخرجت من الجامعة الأمريكية لكناه تشعر أنها مصرية صميمة جدا . ومن الأعمال التي تعتز بها مي خالد "سحر التركواز" و"تانجو وموال" وتيمتها بها قالب موسيقي لا ينتهي، وبعدها كتبت رواية بطلها لديه خرس هستيري في مصحة نفسية ، وتتذكر أنها عملت بإحدى المصحات النفسية وتدربت كثيرا لتكتب رواية تصدقها ويصدقها القراء ولتشبع بداخلها هوس اللغة ، ثم أخرجت رواية "مونتاج" لحبها للعمل السينمائي، وكذلك "مصر التي في صربيا" واستفادت فيها من الفيس بوك وتقنيات الكتابة الحديثة عليه، وقد كانت الرواية بالأساس مجرد تدوينات على تلك الشبكة العالمية للتواصل . ولا تحب مي خالد استخدام المفردات الخادشة للحياء بأعمالها، حتى أن المشاهد الحسية كما تقول كانت مكتوبة بلغة حب تشبه لغة المتصوفة . "الوقوع بغرام مدرس العربي" عن هذه الفكرة بدأت الدكتورة عزة بدر، الأديبة والناقدة كلمتها عن بداية علاقتها باللغة العربية؛ وهي تتذكر أن كل أساتذة اللغة العربية بالصفوف الدراسية التي مرت بها كانت تقع بغرامهم من الحصة الأولى، وكانت تكتب في ذلك أشعار وتشاهد أفلاما رومانسية ، وكانت الأفلام تجسد شخصية معلم اللغة العربية بشكل جميل مثل الأستاذ حمام مع ليلى مراد ، كما تتذكر أغنية شادية "كان وأخواتها" ومن الأعمال الهامة التي أثرت بتكوين "بدر" رواية "شجرة اللبلاب" رائعة محمد عبدالحليم عبدالله، وكانت تقرأها وتتخيل أن ستحدث معها فعلا ، وقد تأثرت كثيرا بأعمال جرجي زيدان "الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية " وعلمت من خلاله أن كثيرا من الألفاظ العامية لها أصل عربي ، فهناك مثلا مفردات "شلون" و"شو" و"شنو" من الخليج والشام والسودان على الترتيب، كان أصلها "أي شيء هو ؟ " كما تأثرت بدر بأعمال الشاعر العراقي مظفر النواب ومحاولاته ربط العامية بالفصحى ، وكتابات نجيب محفوظ الوسطى بين اللغتين ، وبدأت تكتب وتستخدم أيضا بعض الألفاظ العامية ك"شرشرة" و"الولد " بمعنى الإبن حين تحدثت على لسان أم صعيدية . ومن الأشياء الطريفة تتذكر الكاتبة أن ابراهيم عبدالقادر المازني كان يقول لا يمكن أن يقول حبيب لامرأته مهما بلغت ثقافتهما "أريد منك قبلة " وعددت الكاتبة العديد من الأعمال التي مزجت بمرونة بين العامية الراقية والفصحى مثل مسرحية "البخيل" لموليير و"مصر القديمة والجديدة" لفرح أنطون، ذلك أن العامية بها طاقة جمالية لا تمكلها أي لغة غيرها، كما يؤكد يعقوب صنوع . "عشق الحوارات" تذكر الكاتب الروائي نبيل عبدالحميد أن مدرس اللغة العربية الذي تأثر به هو عبدالمنعم عامر، شقيق عبدالحكيم عامر . وقال أنه دوما كانت تجذبه الأعمال المبنية على حوارات ولهذا ربما اتجه لكتابة السيناريو، ولكنه حين يتركه ويتجه لكتابة قصة أو العكس كان يمر بمرحلة انتقالية بطيئة وواجبة لاختلاف اللغة بين العالمين. وبحكم عضويته للجنة القصة يقرأ الكاتب نبيل عبدالحميد أعمال الشباب ويجد أن معظمها يتجه نحو الكتابة باللغة التراثية . وبخصوص اللغة ألمح عبدالحميد إلى أنه شاهد بأحد أسفاره لتشيكوسلوفاكيا أن الأطفال هناك يتكلمون في البيوت بنفس اللغة التي يدرسون بها في المدارس .