ذكرت البريطانية الصحفية "لويزا لوفلوك"، بعض مظاهر تعامل الشرطة المصرية مع المواطنين في مراكز الشرطة بصعيد مصر مثل حالة محمد فاروق الذي كان يتلوى من شدة الألم على الأرض مشيرة إلى أنه ليس حادثا فرديا بالنسبة للمحامين وجماعات حقوق الإنسان لأن محنة فاروق أحد الأمثلة على تصاعد مستويات سوء المعاملة في مراكز الشرطة. وقالت لويزا، في مقال لها بصحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية، إن محافظة المنيا في صعيد مصر شهدت بعض من حالات الانتهاكات التي تبقى عادة خلف أبواب مغلقة. وأضافت أنه بعد ثلاث سنوات من ثورة يناير 2011، وصلت الشرطة إلى اتباع الأساليب الوحشية والتي لم تشهدها مصر منذ سنوات الرئيس الأسبق حسني مبارك. من جانبه، قال محمد همبولي محامي فاروق،إن موكله تعرض للضرب لمدة ثلاثة أيام متواصلة، مشيرا إلى أن الشرطة تفعل ذلك باعتباره "فن". وأضاف المحامي أن ثورة 2011 لم تستطع وضع حد لسوء استخدام الشرطة للسلطة، حسب قوله. وقالت لويزا، إن قوة شرطة المنيا تفوز الآن بالدعم الشعبي في محاولاتها لاستعادة النظام، على الرغم من الوحشية وعلى الرغم من أنها لاقت إدانة في البداية لعدم التدخل في العنف الذي كان يحدث. فيما أكد اللواء أسامة متولي رئيس شرطة المنيا في حوار مع الصحيفة، أن 30 يونيو هو اليوم الذي عاد فيه الشعب إلى الشرطة مضيفًا أن "الشعب أراد التغيير بعد عام من المعاناة والإذلال على يد محمد مرسي وعندما استجاب الجيش والشرطة لمطالب الشعب، أدرك الناس مرة أخرى أن وجودنا هناك للحفاظ على سلامتهم، وأننا نؤدي عملنا بشكل جيد" حسب قوله. وترى لويزا أن ازدياد مستوى الثقة بالإضافة إلى القانون الجديد الذي يسمح للمسئولين في وزارة الداخلية بتفريق المظاهرات بالقوة أدى إلى مستوى من الغطرسة لم يكن موجود أيام مبارك. بينما قال كريم عنارة الباحث في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن الموقف الآن مختلف تمام لان الشرطة تعتقد أنها لم تعد هي العدو الرئيسي للشعب ما كان له أثر كبير في نفوسهم. وأشار عنارة إلى أن وزارة الداخلية تعمل الآن بمستويات أعلى من الإفلات من العقاب مضيفا "لقد أصبحت الشرطة عنيفة للغاية، ليس فقط في التعامل مع الإخوان، ولكن أيضا في حياتهم اليومية وقد زاد استخدام التعذيب بشكل منهجي في ظل مرسي، ولكنه بلغ مستوى آخر منذ 30 يونيو". وأشارت لويزا إلى حالة الصحفي إسلام فتحي الذي قال، إنه تعرض للضرب والاعتداء لمدة 24 ساعة؛ بسبب مشادة بسيطة بينه وبين ضابط شرطة وقد تذكر فتحي أنهم قالوا له أنهم هم أسياد البلاد ويعلمونه درسا بالا يقترب من ضابط شرطة. وأوضحت لويزا أن زيادة وحشية الشرطة يثير التساؤلات بشأن تأثيرها في ظل الدعم المستقبلي. وقال عنارة إنهم بالتأكيد لديهم تفويض شعبي في الوقت الراهن، لكن تراجع هذا التأييد لن يكون حافزا لإصلاح الشرطة.