قال أحمد جمال عضو بحركة 6 إبريل ويعمل في شركة حسابات بأسيوط، إن مصر لم تمتلك حتى الآن ثورة حقيقية وأنه لن تكون هناك مصر جديدة حتى يحصل على مبلغ من المال يمكنه من الزواج، حيث راهن أصدقائه على من سيعقد قرانه الأول قائلا: أنها "بلد الصبية الذين ينتظرون أن يكونوا رجالا"، حسب قوله. ونقلت شبكة "إن بي سي" الأمريكية عن جمال أن المعركة الأكبر لجيله تتمثل في توفير القدر الكافي من المال للزواج، منوها إلى أنه ببساطة لا يستطيع العديد من المصريين القيام بذلك في بلد يخنقها الاقتصاد المشلول، والتضخم، وارتفاع البطالة، حيث يحتاج إلى قرابة 7 سنوات لتوفير 15 ألف دولار لكي يتمكن من الزواج. من جانبها أشارت ديان سينجرمان أستاذة بالجامعة الأمريكية، إلى أن الزواج النموذجي في مصر تكلف حوالي 6000 دولار في أواخر التسعينات وهو مبلغ شاق نظرا لأن متوسط دخل الفرد كان 1490 دولار في عام 2000. وكشفت الشبكة أن في عام 2006، وجدت الدراسات أن تكاليف الزواج زادت 25 في المائة. وقالت رانيا سالم، أستاذ في جامعة تورونتو وتدرس عواقب ارتفاع تكاليف الزواج في مصر، إنه لابد أن يعمل العريس على ادخار دخله بالكامل لحوالي ثلاثة سنوات ونصف لتمويل حصته من التكاليف، في حين أن متوسط العروس لادخار دخلها يكون لمدة ستة أشهر ولكن نظرا لقلة فرص العمل بأجر جيد الآن، لابد أن ينتظر الرجال فترة أطول. وأكدت سالم آن الشباب كانوا يأملون أن ثروة 2011 من الممكن أن تحسن الأحوال ولكن أملهم قل. وترى الشبكة أنه بالنسبة للنساء، يمكن أن تكون العملية سلبية ومحبطة لان العزوبية بعد سن معين يعد تذكرة إلى الوصم الاجتماعي. ونقلت القناة عن سلمى حمدين إحدى الفتيات المصريات التي تبلغ من العمر 24 وتعمل كمدرسة أن الجميع يكافح الآن، لذلك فإنه من الصعب أن تجد رجل لديه ما يكفي من المال منوهة إلى "أن عدم الزواج حتى آخر سن العشرينات يجعل الناس تظن أن هناك شئ خطأ فيك". وقالت الشبكة إنه مع القطاع العام المتضخم بشكل مزمن، فإن مصر ليس لديها ما يكفي من الوظائف الحكومية لسيل من الخريجين غير المؤهلين لوظائف القطاع الخاص مشيرة إلى أن نظام التعليم في مصر يرثى له وأن "الواسطة" التي قد تتسبب في كسر تلك الدائرة القاتمة. وتكهن بعض المحللين من أن فترة الركود التي يعاني منها الشباب قد تساهم في خلق جيل محبط وضعيف في حين كان قوة محورية وراء ثورة 2011 . وقالت مديحة الشافطي أستاذة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أن عدم القدرة على الزواج تعد أزمة متصاعدة يتم تجاهلها في مصر، لافتة إلى أنه "ليس من الصعب أن نفهم كيف يمكن أن يؤدي هذا الإحباط الجماعي إلى التدين الشديد، أو يسهم في التحرش الجنسي". وأوضحت الشافطي أنها مشكلة ثقافية تتطلب تغيير عقول الناس لخفض وتغيير التوقعات الزوجية المتمثلة في وضع الأباء الكثير من الضغط وأيضا المعتقدات بأن الحياة لا تبدأ إلا عند الزواج. وقال جمال الذي يخطط لفتح مطعم بالاشتراك مع أحد أصدقائه، أنه إذا لم تثبت السنوات الماضية أي شيء فإننا "لسنا جيدين في الثورات".