يكتظ جسر قصر النيل الذي يمتد فوق نهر النيل بالقرب من وسط القاهرة بمئات العشاق يوميا ، الذين يواجهون غلاء تكاليف الزواج. ويقول ابراهيم البالغ من العمر 19 عاما ، وهو طالب ويعمل منسق موسيقى دي.جيه بعض الوقت في القاهرة اننا نعرف كيف نعشق في مكان مثل هذا . وأضاف وهو يستند الى السور الحديدي للجسر مع خطيبته مروة 18 عاما التي تدرس التكنولوجيا : إننا نأتي الى هنا لنستمتع بالهواء والمنظر الحسن ولكي نبعد عن التلوث.والتكاليف الباهظة للزواج سواء كانت المشغولات الذهبية للعروس أو حفل الزواج نفسه أو العثور على مكان للمعيشة أو الفقر الذي يعاني منه كثيرون من سكان القاهرة يعني ان فترة الخطوبة يمكن ان تستمر سنوات عديدة. ومساء الخميس الذي يسبق العطلة الاسبوعية يقف الشبان مع خطيباتهم في ثنائيات على جانبي الجسر يفصل بين كل منهما بضعة امتار. وهم ينظرون الى الخارج ليستمتعوا بالمنظر الحسن وتجنب مشاهدة الاقارب لهم. وأسفل الجسر تبحر اليخوت والزوارق المزودة بمحركات في رحلة تمتد ساعة يمكن ان تكلف خمسة جنيهات مصرية ويعرض الباعة الزهور مقابل جنيه للزهرة الواحدة. وتوجد نافورة عملاقة تدفع عامودا من الماء في الهواء ، حيث يلتقي فرعا النيل عند نهاية جزيرة بها اشجار نخيل. وقالت ايمان 19 عاما التي تأتي مرة أو مرتين في الاسبوع لتلتقي مع خطيبها باهر 21 عاما وهو طالب ايضا لدينا كثير من الذكريات للقاءات التي جمعت بيننا هنا. والتقى الاثنان في منزل ايمان منذ عامين في ظل نوع من اشراف العائلة الصارم الذي غالبا ما يحيط بالخطوبة في مصر. بعيدا عن العيون واللقاء فوق الجسور المقامة على النيل فرصة لاجتماع الشاب مع خطيبته بعيدا عن عيون الوالدين. والاعراف الاجتماعية التي لا تقبل التعبير العلني عن المشاعر مثل تشابك الايدي غالبا ما يتم غض البصر عنها فوق الجسور. وقال محمد 26 عاما وهو طالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة لا يمكننا الذهاب الى أي مكان يمكن ان تشاهدنا العائلة فيه.وأضاف يمكنك ان تصطحب حبيبتك الى جسر وان تنظر اليها وتتجاهل كل ما وراءك في الشارع. ويواجه كثير من الشباب صعوبة في دفع ثمن مشروب قهوة في مقهى أو الذهاب الى السينما. فقد كان تأثير ارتفاع معدل التضخم الذي قفز الى أعلى مستوى له في ثلاث سنوات وبلغ 4ر14 في المئة في العام حتى مارس اذار على الفقراء شديدا. ورغم النمو الاقتصادي السريع في مصر نتيجة لتدفق اموال النفط من الدول العربية الخليجية القريبة فان نسبة الافراد الذين يعيشون في فقر في ازدياد. وقالت الاممالمتحدة في اكتوبر تشرين الاول ان نحو خمس تعداد سكان مصر البالغ 27 مليون نسمة يعيشون على أقل من دولار واحد يوميا. ويضطر كثير من الرجال الى الانتظار الى ان يصبحوا في الثلاثينات من العمر لادخار اموال يحتاجون اليها لشراء مكان يقيمون فيه والزواج. وقالت مديحة الصفتي استاذة علم الاجتماع بالجامعة الامريكية في القاهرة الزواج مكلف وبسبب الاوضاع الاقتصادية مثل البطالة وانخفاض الرواتب يتأخر الزواج.كما يوجد قدر كبير من الاحباط بين الشباب عندما لا يمكنهم الزواج ويأتي كثيرون منهم الى جسر قصر النيل لانهم لم يتمكنوا من الزواج أو ليس لديهم منزل خاص بهم. أسعار الشقق من جانبه ، يقول رجب البالغ من العمر 24 عاما الذي ارتبط بفتاة منذ عام لا يمكن لاحد الزواج في هذا البلد. وأضاف اسر الفتيات مطالبها كثيرة. فهم يريدون شقة وأثاثا وذهبا. ويقول رجب انه قد يحتاج الى 25 الف جنيه مصري 4500 دولار لسداد تكاليف الزواج والشبكة التي يجب ان يقدمها لخطيبته. أما أحمد أمين 28 عاما فيقول إنه يحصل على دخل يبلغ 1000 جنيه في الشهور الجيدة التي يقوم فيها بأعمال مختلفة في انحاء القاهرة وهو ما يجعل الادخار لشراء الشبكة مسألة مستحيلة. وأضاف أمين وهو من اسوان بصعيد مصر اننا مخطوبان منذ ثلاث سنوات ولم نصل لشيء.كان يسير مع خطيبته الشابة التي رفض ان يذكر اسمها وهو يمسك بيدها على رصيف الجسر. ويمكن ان تتراوح تكاليف الشبكة بين 600 دولار مقابل سوار ذهب وخاتمي الخطوبة وبين 8000 دولار لشراء طاقم كامل من المجوهرات وخاتم من الالماس. والمصاعب المالية وارتفاع اسعار الذهب أجبرت الفقراء على استئجار المجوهرات الذهبية للزواج.