ضمت مسيرات المعارضة الأوكرانية، التي نظمت اليوم الأحد، أعدادا هائلة من المتظاهرين في سلسلة الاحتجاجات على الحكومة المستمرة للأسبوع الثالث على التوالي. وأوردت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية، أن مئات الآلاف من المتظاهرين خرجوا اليوم، في العاصمة الأوكرانية في احتجاج آخر على الحكومة من الممكن أن يزيد وتيرة الأزمة السياسية في هذا البلد السوفيتي سابقا الذي يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة. وقد أبدت الحكومة الأوكرانية اهتماما قليلا بالتعامل مع تحرك المعارضة المتنامي .. محذرة من خطورة تحول هذه المظاهرات لاضطرابات قد تجتاح كل البلاد.. كما ردت المعارضة أيضا باتهام الحكومة بإثارة العنف. واشتعلت الاحتجاجات في أوكرانيا منذ الشهر الماضي عقب قرار الحكومة بتعليق اتفاقات الشراكة واتفاقيات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، والاستعاضة عن ذلك بالاتفاق مع روسيا. وفي الوقت الذي تشتعل فيه حدة الاحتجاجات في أوكرانيا بشأن الأزمة الحالية، يرى الكثيرون بأنها تنادي أيضا بإجراء إصلاحات جذرية في الحكومة. ولا يزال الاقتصاد الأوكراني الضعيف، القائم على الصناعات الثقيلة، يعاني بشدة من الأزمة الاقتصادية العالمية مما دفع الكثير من الأوكرانيين للعمل بالخارج نظرا للبطالة الموجودة في البلد التي يستشري بها الفساد. وتعتبر تظاهرات اليوم - التي لم تصل إلى الملايين كما كان يأمل منظموها على الرغم من ضخامتها - بمثابة تجمع عام للشعب، ورفع المتظاهرون أعلاما لأحزاب المعارضة هناك وداعمة لاندماج مع الاتحاد الأوروبي .. كما وصفت المعارضة تظاهراتها بالتجمع في ميدان الاستقلال لإعطاء الشرعية لتجمعهم. وردد المتظاهرون في المسيرات شعارات من بينها (أوكرانيا تدعم أوروبا) ، تلاها تصريحات حادة من رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو تلته ابنتها، الموجودة في الميدان نيابة عن والدتها المسجونة حاليا قالت فيه "لا تتخذوا خطوة للخلف، لا تجلسوا على طاولة المفاوضات مع السلطات .. لقد أعلنا عن هدفنا مبكرا، ألا وهو إقالة الرئيس فيكتور يانكوفيتش". من ناحية أخرى، خرجت بيانات تشير إلى أن الحركة الاحتجاجية في أوكرانيا بدت وكأنها تفقد الكثير من زخمها منذ فض قوات الشرطة للاعتصام، الأمر الذي أثار المعتصمين هناك، ودفعهم للاحتشاد في اليوم التالي، متواجدين أكثر من أي وقت مضى، وقد تحول الميدان، الذي كان له دور مهم في الثورة البرتقالية الأوكرانية عام 2005 ، إلى ساحة مشبعة بالأجواء الاحتفالية.