تجددت المواجهات في العاصمة الأوكرانية، اليوم الاثنين، عندما صدت الشرطة بالهراوات والغاز المسيل للدموع متظاهرين مؤيدين لانضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي، سعوا لسد مقر الحكومة . ووفقا لما جاء على قناة "فرانس 24" فقد تجمع نحو ألف متظاهر بالصباح أمام مقر الحكومة للاحتجاج على رفض التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي ما يرمي البلاد مجددًا برأيهم بأحضان روسيا، وذلك غداة تظاهرة حاشدة اندلعت خلالها أيضًا صدامات مع الشرطة. وكان قد شارك عشرات الألوف من الأوكرانيين في مسيرة إلى مكتب الرئيس فيكتور يانكوفيتش أمس الأحد وأدانوا تحول الحكومة بعيدا عن الاتحاد الأوروبي وتجاه روسيا في أكبر مظاهرات شوارع في البلاد منذ الثورة البرتقالية قبل تسع سنوات. واشتبكت شرطة مكافحة الشغب ومجموعة غاضبة من المتظاهرين أمام مقر الحكومة وتبادلوا رش بعضهم البعض برذاذ الفلفل وتقاتلوا بالهراوات بعد أيام من القرار المفاجيء لرئيس الوزراء ميكولا ازاروف بالانسحاب من اتفاقية تجارية مع الاتحاد الأوروبي. وهتف المتظاهرون "تسقط العصابة" في حين قال زعماء معارضون للحشود عبر مكبرات صوت انهم سيبدأون تحركات لمساءلة الرئيس امام البرلمان بهدف عزله ما لم يوقع على اتفاقية تجارية رئيسية مع الاتحاد الاوروبي يوم 29 نوفمبر تشرين الثاني حسبما كان مقررا اصلا. وكان من المقرر ان يصبح اتفاق الارتباط محور قمة للاتحاد الاوروبي في العاصمة الليتوانية فيلنيوس يوم الجمعة القادم وأن يمثل تحولا تاريخيا باتجاه الغرب بعيدا عن روسيا صاحبة النفوذ على اوكرانيا سابقا وقت الحقبة السوفيتية. وهدد الكرملين بانتقام تجاري مما اثار مخاوف من قطع في امدادات الغاز الروسي إلى اوكرانيا وعبر أراضيها إلى الغرب. ويقول زعماء المعارضة أن يانكوفيتش لم يكن يعتزم على الاطلاق أن يوقع الاتفاق في فيلنيوس وإنه استخدم المفاوضات الممتدة كستار في حين كان يساوم روسيا للحصول على صفقة مربحة ستضمن ايضا اعادة انتخابه في 2015 . وقال بطل العالم في الملاكمة الذي تحول للسياسة فيتالي كليتشكو في برنامج تلفزيوني حواري مساء الجمعة "كانوا يكذبون طول الوقت." وحمل بعض المتظاهرين علما ازرق ضخما من جوانبه واركانه يتضمن الرمز الوطني الاوكراني داخل حلقة النجوم الصفراء التقليدية للاتحاد الاوروبي. وسارت الحشود مسافة كيلومترين من متنزه تاراس شفتشينكو في وسط كييف الى الميدان الاوروبي في المدينة على مسافة كيلومتر من مكتب يانكوفيتش. واقاموا هناك مدينة خيام كمقر لهم وتعهدوا بالبقاء حتى 29 نوفمبر /تشرين الثاني على الأقل. وقالت زعيمة المعارضة السجينة يوليا تيموشينكو أن الاتفاق يمثل بالنسبة لأوكرانيا "خارطة طريق لحياة طبيعية ونقلة نوعية من الأصقاع العميقة للديكتاتورية إلى مستقبل متحضر.