أصبح كل "من هب ودب " يتحدث في السياسة ويأخذ لقب ناشط سياسي ، من يحفظ كلمتين ويقرأ كتابين ، ولا يفهم أي شئ في أي شئ ، مجرد انه يتحدث فقط والسلام ، أو ينزل أي مظاهرات ويتسحل ويقول انه تعرض للضرب من الداخلية والجيش أو المتظاهرين عشان يحصل على هذا اللقب ، فأصبحت "مهنة لمن ليس له مهنة" . وهناك حالة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك " وتويتر من رغبة البعض فى ان يكون ناشطا سياسيا فنشر البعض على فيس بوك صورة يشرح فيها كيف تتحول الى ناشط سياسي عايز تبقى ناشط سياسي اتبع الخطوات التالية " أنزل اى محل هات شنطه سوداء ، وأنزل العتبة وهات غترة فلسطينية "شال" وربي شعرك عشان تدل انك شخص مش فاضي تحلق حتى ، والخطوة الأخيرة أتصور وأنت فاتح بوقك على الأخر وأوعى تنسى تنزل الصورة على الفيس والتويتر وتكتب المهنة ناشط سياسي، وتسجل فيديو تهتف فيه بالحرية للمعتقلين ويا فلان صوتك ب يحرر وطن وترمي حجارة ومولتوف على الداخلية والجيش ، وفي الآخر سوف تجري خلفك قنوات التوك شو علشان تسجل مع هذه الموهبة النادرة التي لا تفهم شيء وسوف تقضى على مستقبل مصر " . وأضافوا قائلين " ستكون سعيد الحظ إذا قبض عليك واحتجزت كام ساعة في الحجز ، هاتخرج على طول وأخذ اللقب ، واكتب على الفيس والتويتر بعد أن تخرج من السجن يجب أن تبدأ مدونتك الخاصة إن لم يكن لك واحدة بالفعل، اسرد على القراء تجربتك في السجن واشكو إليهم اضطرارك لقضاء حاجتك في أقذر أنواع المراحيض، لكن عليك أن تسخر من ذلك في الوقت نفسه حتى تظهر شجاعاً ومرن ، والبكاء في التليفزيون قد يساعدك فعلاً في هذه المرحلة ويرفع من أسهمك عند الناس. انتهينا! أنت الآن ناشط سياسي مرموق ومعترف به رسمياً، مبروك! دور عظيم هذه عينة من سخرية البعض على هذا النشاط الذى تحول الى مطية امتطاها الكثيرون فى محاولة الوصول الى الشهرة والمال رغم أهدافه النبيلة . ونحن هنا نؤكد ان هذا التحول فى حياة الإنسان هو تحول نبيل ولولاه لما قامت ثورة 25 يناير المجيدة التي كان الدور الأكبر فيها للشباب ، ولكن هل تحولت بعد ذلك الى " اكل عيش" . يقول الكاتب الصحفي محمود صلاح إن مصر لم تعرف خلال العصور السابقة معنى "ناشط سياسي" وكانت تقتصر على من يعمل داخل حزب ، مضيفاً أنها انتشرت في ثلاثة السنوات الأخيرة وأصبحت مهنة لمن ليس له مهنة. وأضاف " أننا عندما نسأل أي شخص هذه الأيام ما مهنتك يكون رده ناشط سياسي أو خريج من كلية كذا ... طب من أين تأتي بالأموال وبتصرف على نفسك من أين يكون ليس لديها إجابة؟ وأشار إلى أن النشطاء يعتبرون أنفسهم هم فقط من يفهمون كل شيء وأن باقي المواطنين لا يفهمون. فيما يقول الدكتور وحيد عبد المجيد نائب مدير مكتب الدارسات الإستراتيجية بالأهرام و القيادى بجبهة الإنقاذ ، إن كل من يقوم بنشاط سياسي فهو ناشط سواء في المجتمع المدني أو أي شيء لها علاقة بالسياسة ، فمن خلال الأحزاب السياسية يستطيع الفرد تكوين رأيه السياسي في المجتمع الذي يعيش فيه . وتقول سميرة إبراهيم الناشطة والشهيرة ب "فتاة العذرية" ، أن كل من يعمل بالسياسة فهو ناشط ، فهي ليست حكرا على أحد ، مضيفة انها ليست مهنة ولكنها تكون بجانب الأعمال الأخرى ، رافضة من يأخذها مهنة لأنها تكون في تلك الحالة بتمويلات من الخارج. ويري محمود عبد القادر محامى ان الكثيرون أصبحوا يكتسبون هذا اللقب من مجرد كلمتين فى جريدة أو برنامج تلفزيوني وبالتالي فقدت معناها الحقيقي الذى أفرزته ثورة 25 يناير وقامت على دعائمه ، ولهذا فان هذا اللقب لا ينبغي ان يطلق على اى احد إلى من كان فعلا متمرسا في السياسة ويفهم فى ألاعيبها .