أكدت الفنانة القديرة مديحة حمدي أن كف البصر لابد أن يكون دافعا كبيرا لصاحبه لكي يتقدم ويتفوق علميا وعمليا . وقالت ل "محيط " على هامش مشاركتها في فعاليات حملة "نجوم العطاء للمكفوفين" ؛ والتي رعتها جامعة الدول العربية الخميس إنها ترفض تسمية المكفوفين بالمعوقين ، فهم ذوي احتياجات خاصة ولا يوجد فرق بينهم وبين البشر العاديين .
وأضافت :" الله يخلق الشئ ويأخذه ويعطى بدلا منه 24 قيراط ، وهذه الفئة البريئة من المجتمع لابد ان تحصل على الدعم العلمي لكى تتفوق ، ولابد أن نحاول ان نفعل لهم أي شئ لتفوقهم ونعمل على مساواتهم بالبشر العاديين ولابد من إيجاد وظائف لهم ومساواتهم بالمجتمع وعدم اجتنابهم أو تميزهم في الوظائف " .
وأردفت قائلة :" كان والدي في آخر عمره فاقدا للبصر وكان يسمع أفضل مني ومثقف ومتفائل ، وأنا اشعر فعلا إنهم يقدروا يحصلوا على جوائز عالمية مثل الفنان سيد مكاوي والموسيقار عمار الشريعي والأديب الكبير طه حسين".
وقالت فى ختام حديثها :" ان هؤلاء المكفوفين أذكياء جدا ولهم حرص شديد على التعلم ولديهم يقين كبير ويستشعروا بقلبهم لعدم رؤيتهم للأشخاص ، ويروا بالأذن وقلبهم" .
وكانت جامعة الدول العربية قد استقبلت يوم الخميس الماضي حملة نجوم العطاء للمكفوفين؛ تأكيدا منها للاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، كمحاولة لتغيير المفهوم المجتمعي تجاه قضايا المعاقين وحقوقهم، وأيضا لسن قوانين جديدة خاصة بهم.
وقال أحمد محمد الفارسي رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان في بداية الاحتفالية إن الشعب المصري أطيب شعب وإن الانطلاقة الأولى في قناة العطاء التي يمتلكها بدأت بمجموعة محاور؛ الأول منها رياضي؛ حيث تم تنظيم مسابقات في كرة قدم للمكفوفين في 25 محافظة بالتعاون مع جامعة الدول العربية.
وأعلن الفارسي أنه تم إجراء أكثر من 7000 عملية جراحية لإعادة البصر للمكفوفين، و صرح بعقد ندوات دينية وطباعة ألف مصحف للمكفوفين، مشيرا إلى تخصيص مطبعة لطبع كتب المكفوفين، لافتا إلى وجود مشروع لتحويل صفحات الكتاب إلى صوت.
وأشاد الفارسي بمهارات المكفوفين؛ مشيرا إلى تنوع مواهبهم، والتي منها رسم صور شخصية "بورتريه" لعدد من المواطنين معتمدا على الصوت فقط.
أما فكرة المهرجان كما يقول الدكتور عبد الباسط عزب رئيس مهرجان نجوم العطاء فقد خرجت كمحاولة لفك قيود المكفوفين، بعد أن اقتنع الفارسي إثر حديثه بشأنها مع عزب، حيث صمم عزب على إخراجها للنور، ومن هنا تم تنظيم المهرجان كمحاولة لتغيير صورة المجتمع للكفيف، وتغيير ثقافة المعاق تجاه نفسه؛ من خلال التركيز على الإبداع، وإظهار نماذج الإبداع لدى المعاق، حيث أكد عزب أن المعاقين لن يستقبلوا فقط بل سيتم العمل على إظهار ما لديهم من مواهب حتى يكونوا قادرين على العطاء، مشيرا إلى أن المهرجان سيتم تنظيمه بشكل سنوي.