ألقت صحيفة الاندبندنت في عددها الصادر اليوم الخميس الضوء على آلاف العراقيين الشيعة الذين توجهوا إلى سوريا بدوافع عقائدية مما حول الأراضي السورية إلى ساحة لمعارك طائفية. وتشير الصحيفة إلى أن مجموعة من المقاتلين العراقيين في دمشق الذين يدافعون حتى الموت عن ضريح السيدة زينب بينما يقاتلون بحماس أقل دفاعا عن النظام البعثي للرئيس بشار الأسد الذي يذكرهم بالنظام صدام حسين. وتنقل الاندبندنت عن ستار خلاف وهو مقاتل عراقي أصيب في دمشق قوله إن "القتال في سوريا يهدف للدفاع عن أضرحة عائلة النبي محمد لا عن نظام الأسد وحزب البعث". وتضيف الصحيفة أن المقاتلين العراقيين يدخلون سوريا برا عبر محافظة الأنبار حيث يمثل انتقالهم جوا من بغداد أو النجف إلى دمشق خطورة بالغة. وتنقل عن خلاف البالغ من العمر 43 عاما قوله إنه أتى من بغداد ضمن مجموعة مؤلفة من 200 شخص وزعت على خمس حافلات، مضيفا "عندما دخلنا الأراضي السورية قامت القوات الحكومية بحمايتنا بطول الطريق الخاضع لسيطرتها". وأشار خلاف إلى أنه انضم لمجموعة يرأسها قائد إيراني، وكانت مهمتهم تتمثل في زرع القنابل على جوانب الشوارع المحيطة بضريح السيدة زينب، بينما كُلف اخرون بتنفيذ هجمات بقذائف صاروخية أو المشاركة في حروب شوارع. وتلفت الاندبندنت إلى أن المقاتلين العراقيين ليسوا على نفس درجة الخبرة التي يتمتع بها مقاتلو حزب الله الذين لعبوا دورا هاما في دعم الجيش السوري في معركته لاستعادة السيطرة على بلدة القصير الاستراتيجية. كما أن وجود المتطوعين الأجانب ضمن قوات الأسد أقل منه ضمن قوات المعارضة، غير أن الوجود العراقي بحسب الصحيفة يعكس إلى أي مدى أصبحت سوريا ساحة رئيسية للمعركة بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي.