كشفت اليوم صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية عن خمسة اجتماعات سرية على الأقل عقدت بين مسئولين من الولاياتالمتحدةوإيران، وصفتها الصحيفة بأنها مهدت الطريق أمام الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه في جنيف أمس. وقالت الصحيفة إن فريقا صغيرا من المسئولين الأمريكيين طار إلى سلطنة عمان في منتصف شهر مارس الماضي وجلس مع وفد من الدبلوماسيين والخبراء الإيرانيين، وكان هذا أول اجتماع من خمسة اجتماعات عقدت في سلطنة عمان وأماكن أخرى - وذلك بعد ثلاثة عقود من الابتعاد - وهي التي مهدت الطريق أمام التوصل إلى اتفاق جنيف بالأمس بين الدول الكبرى وإيران. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الجهود السرية كانت بمثابة مقامرة من جانب الرئيس اوباما الذي تعهد عند توليه السلطة عام 2009 بالدخول في مفاوضات مع إيران لردعها عن تطوير سلاح نووي . وكشفت أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري طار إلى مسقط في مايو الماضي تحت ذريعة مناقشة اتفاق عسكري مع السلطان قابوس ، غير أن هدف الزيارة في الحقيقة كان الإبقاء على سرية الاجتماعات مع استعدادات إيران للانتخابات الرئاسية ، وقد رفض الرئيس الإيراني السابق محمود احمدي نجاد في البداية المحاولات التي أجراها الرئيس اوباما نظرا لتزايد العقوبات الاقتصادية حينئذ والتي خنقت الاقتصاد الإيراني، غير أن القيادة الإيرانية يبدو أنها أعادت النظر فيما بعد . وأشارت الصحيفة إلى انه على الرغم من أن الاجتماعات الأمريكيةالإيرانية بدأت في عهد احمدي نجاد غير أن وتيرتها ازدادت مع بداية تولي الرئيس الحالي حسن روحاني السلطة ، وقالت إن الاتصالات السرية كانت غاية في الحساسية لدرجة أن اوباما لم يبلغ بها أحد من الدول الحليفة حتى شهر سبتمبر الماضي عندما أعطى الرئيس روحاني بعض الإشارات التي وصفت بالتوفيقية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عندئذ قررت الإدارة الأمريكية اخذ ذلك مأخذ الجد واختباره، على حد قول مسئول كبير بالإدارة الأمريكية رفض ذكر اسمه . وأشارت الصحيفة إلى أن الاجتماعات السرية تواصلت حتى هذا الشهر في جنيف عندما طار نائب وزير الخارجية الأمريكي ويليام بيرنز وجاك سوليفان المستشار السياسي لنائب الرئيس جو بايدن إلى جنيف دون وضع أسمائهما على قائمة أعضاء الوفد ، وقد وصف المسئول هذه الاجتماعات بأنها مهمة لوضع إطار العمل الخاص بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بالأمس.