نتائج مخيبة للآمال تُربك الأسواق العالمية

ارتبك أداء الأسواق العالمية أمس بسبب نتائج مخيبة للآمال أعلنت عنها بعض الشركات في أوروبا وأميركا على الرغم من حالة التفاؤل التي سادت في بداية الجلسة بسبب تصريحات لبن برنانكي رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي ألمح فيها إلى احتمال بقاء سياسات التيسير النقدي. وقال برنانكي إن سعر الفائدة القريب من الصفر في المئة حالياً يمكن أن يستمر لفترة أطول حتى بعد تعافي الاقتصاد وتحسن سوق العمل.
وجاء موسم أرباح الربع الثالث مخيباً للآمال وتظهر بيانات ستار ماين أن 49 % من الشركات على مؤشر ستوكس يوروب 600 سجلت أرباحاً أقل من التوقعات في حين جاءت إيرادات 63 بالمئة من الشركات دون التوقعات مقارنة مع 42 بالمئة و43 بالمئة على التوالي في الربع السابق.
في طوكيو تراجع مؤشر نيكاي القياسي للأسهم اليابانية مع هبوط أسهم ارتفعت مؤخراً من بينها أسهم البنوك وشركات التأمين. وهبط نيكاي 0.3 % ليغلق على 15076.08 نقطة بعد جلسة متقلبة صعد خلالها 0.5 % في المعاملات الصباحية مقترباً من أعلى مستوى في ستة أشهر عند 15273.61 نقطة الذي سجله مطلع الأسبوع. وفقد مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.3 % إلى 1233.43 نقطة.
وعلى ذات النهج انخفضت الأسهم الأوروبية لليوم الثاني على التوالي في حين توخى مستثمرون الحذر بعد الخسائر في وول ستريت وآسيا. وهبط مؤشر يوروفرست 300 لأهم الأسهم الأوروبية 0.3 % إلى 1292.62 نقطة بعد أن هبط 0.7 % في الجلسة السابقة ولكنه لا يزال مرتفعاً 14% منذ بداية العام. وهبط مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.4 % وكاك 40 الفرنسي 0.3 % وداكس الألماني 0.2 %.
اعتبر برنانكي أن النهوض الاقتصادي ما زال أمامه طريق طويل يقطعه وأن الوقت ما زال مبكراً قبل أن تعود السياسة النقدية إلى وضعها الطبيعي. وحسب خطاب ألقاه أمام نادي «ناشونال ايكونوميستس كلوب» في واشنطن، أضاف برنانكي أن نسبة الفوائد وهي حالياً قريبة من الصفر، ستبقى ربما حتى بعد أن يتخطى التوظيف عتبة 6.5%.
ووصلت نسبة البطالة حالياً في الولايات المتحدة إلى 7.3%. وأضاف برنانكي أنا موافق مع الرأي الذي عبّرت عنه زميلتي جانيت يلين والقائل إن الطريق الأسلم نحو مقاربة أكثر طبيعية للسياسة النقدية هي أن نقوم بكل ما يمكننا القيام به من أجل دفع نهوض قوي. وكان برنانكي يشير بذلك إلى المداخلة التي قدمتها يلين أمام الكونغرس لتثبيتها بمركزها خلفاً لبرنانكي.
ومنذ أكثر من عام ومع إبقائه على نسبة الفائدة قريبة من الصفر، اشترى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بقيمة 85 مليار دولار سندات خزينة وأسهماً على علاقة بقروض عقارية. والهدف من ضخ هذه الأموال في الحلقة المالية هو ممارسة ضغط لإبقاء الفائدة متدنية. ولم يعط برنانكي في خطابه أي شرح إضافي حول الجدول الزمني لتقليص هذه المساعدة، مشيراً مع ذلك إلى أنها بدأت تزيد من تكاليف الفيدرالي الاحتياطي.
وكانت بيانات التضخم قد تأخرت بسبب الغلق الجزئي لمؤسسات الحكومة الأميركية لمدة 16 يوماً منذ مطلع أكتوبر الماضي على خلفية فشل الكونغرس في تمرير ميزانية العام المالي الجديد الذي بدأ أول الشهر الماضي. وكان معدل التضخم قد بلغ في سبتمبر الماضي 1.2% وهو ما يقل كثيراً عن الحد الأقصى المسموح به بالنسبة لمجلس الاحتياط الاتحادي وهو 2% سنوياً.
انخفض الدولار 0.2% مقابل العملة اليابانية إلى 99.95 يناً بعد ارتفاعات متتالية في معظم فترات الشهر الماضي.
وتراجع مؤشر الدولار قليلاً إلى 80.679 يناً وكان سجل في وقت سابق 80.535. ونزل اليورو إلى 1.3534 دولار. ومقابل العملة اليابانية هبط اليورو 0.2 % إلى 135.31 يناً بعد أن سجل أعلى مستوى في أربعة أعوام عند 135.42 يناً في المعاملات الآسيوية المبكرة.
وتخلى الدولاران الأسترالي والنيوزيلاندي عن جزء من مكاسبهما في الآونة الأخيرة ونزل الدولار الأسترالي 0.5 % إلى 0.9385 دولار أميركي بعدما أعلن جاي ديبيل مساعد محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي أن انخفاض قيمة العملة قد يكون أفضل. وهبط الدولار النيوزيلاندي 0.5 % إلى 0.8325 دولار أميركي.
وتأثرت أسواق العملات بتصريحات صدرت عن مسؤولين في البنك المركزي الصيني قالوا فيها: إن البنك سيتخارج تدريجياً من التدخل المنتظم في سوق الصرف. لكن السوق استوعب في الوقت نفسه أنباء عن أن محافظ المركزي الصيني قال في وثائق بشأن الإصلاحات إن بلاده ستوسع تدريجياً نطاق تداول اليوان للمساعدة في جعل العملة أكثر مرونة.
وفي أسواق المعادن تحرك الذهب داخل نطاق ضيق. ولم يستطع الذهب الصعود رغم بعض المؤشرات الإيجابية إذ حال غياب بيانات اقتصادية أميركية مهمة وضعف الطلب الفعلي دون إقبال المستثمرين على تكوين مراكز كبيرة. وسجل الذهب 1274.24 دولاراً للأوقية.