ضربت العواصف الرعدية المتوقعة الكويت أمس الاثنين, مصحوبة بهطول أمطار تفاوتت نسبتها من منطقة لأخرى, وتسببت في وقوع حوادث سير وحالات غرق للمركبات, على إثر تجمع مياه الأمطار وانفجار بعض المناهيل في عدد من الشوارع وسجلت حالة وفاة شخص واحد متأثرا بجراحه أصيب بها في منطقة أم الهيمان. وتعرضت منطقة صباح الناصر للغرق كما هو حال بعض المناطق القريبة، مثل مدينة أشبيلية، وبدأت بعض الأسر استخدام العبارات، لكن أطفالاً استثمروا الحدث لتحويل المساحات المغطاة بالمياه إلى ملاعب مائية. وتحولت السيول إلى أنهار، خصوصاً في منطقتي العبدلي والسالمي الحدوديتين. وأعاد مشهد السيول للكويتيين أمطار عام 1997 عندما غرقت غالبية المناطق، حيث ظلت الأمطار مستمرة لأكثر من أسبوع، مما حدا بالكثير من الأسر، خصوصاً في منطقة الجهراء، لاستخدام القوارب آنذاك. ويتوقع أن تعطل مدارس الكويت خصوصاً في ظل استمرار الأمطار بكثافة. إلى ذلك، تعطلت الكثير من المركبات بعدما غطتها السيولة، ولم تستطع سيارة الشرطة الوصول لبعض الأشخاص الذين حاصرتهم السيول. وكانت الأرصاد الجوية الكويتية حذرت قبل أيام من موجة سيول ستجتاح الكويت، مشددة على عدم خروج الأطفال على وجه الخصوص. كمية المياه الغزيرة التي اجتاحت مناطق متعددة في البلاد نجم عنها تلقي فرق الطوارئ الطبية بوزارة الصحة 218 بلاغا عن حالات طارئة تعاملت معها الفرقة الطبية حيث قامت بنقل 104 حالات إلى المستشفيات فضلا عن التعامل مع 124 حالة مرضية ونقلها من المنازل إلى المستشفيات والعكس. من جهته قال الباحث الفلكي وخبير الأرصاد الجوية خالد الجمعان ان الأمطار التي هطلت على البلاد تسببت بها سحب مطيرة عابرة على شكل حزام امتد من بعض المناطق الغربية في السعودية وحتى الكويت وشمل كلا من مملكة البحرين وقطر. وأضاف ان هذه الأمطار تتزامن مع منتصف موسم الوسم الذي بدأ في 15 أكتوبر الماضي, لافتا إلى ان الفترة التي تسبق ديسمبر المقبل موعد موسم المربعانية في الكويت هي التي تكون فيها الأمطار أكثر ايجابية للأرض والنبات ومبينا أن استمرار عبور السحب المطيرة علي فترات يؤكد ان هذا الموسم وفير. وذكر الجمعان ان فصل الشتاء في الكويت لم يبدأ فلكيا بعد, وان هذه الأيام تعد من أيام فصل الخريف الذي ينتهي مع بداية الشتاء فلكيا في 22 ديسمبر المقبل "المنقلب الشتوي". ودعا مرتادي البر وأصحاب المخيمات إلى تجنب المناطق المنخفضة التي قد تكون عرضة للمسارات المائية ومناطق تجمع الأمطار الطبيعية, والى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من البرق المصاحب للأمطار وتفريغ الشحنات الكهربائية, وعدم استخدام الهاتف المحمول في المناطق المكشوفة. وكانت الأجهزة الأمنية والاطفائية قد استنفرت ظهر أمس بعد هطول الأمطار الغزيرة على البلاد. وتعاملت مع المئات من البلاغات المتمثلة في نشوب حرائق وحوادث مرورية في جميع الطرقات أسفرت عن وفاة شخص متأثرا بجراحه في منطقة ام الهيمان, وعملت الأجهزة الأمنية أيضا على تنظيم حركة السير بعد تعطل بعض الإشارات الضوئية. وقام رجال الإطفاء بإنقاذ طفلين كادا يغرقان في سرداب منزلهما بمنطقة اشبيلية, الى جانب اخراج مركبات عالقة في أكثر من مكان. وأكد نائب المدير العام لشئون المكافحة وتنمية الموارد البشرية في الإدارة العامة للإطفاء العميد خالد المكراد ان الادارة قامت بتطبيق خطة الطوارئ للتعامل مع السيول والأمطار بالتنسيق مع الأجهزة المعنية الاخرى وتعاملت مع العديد من البلاغات التي تضمنت حوادث طرق وغرق لمركبات وسقوط شجار ومظلات وحرائق بالاضافة الى عمليات انقاذ لأشخاص علقوا وسط السيول. وقال العميد المكراد ان فرقة اطفاء المطار تعاملت مع حريق مولد كهرباء يغذي الطائرات نتيجة صاعقة ضربته لافتا الى ان رجال الأطفاء حالوا دون ان تصل النيران إلى الطائرة التي تضرر أحد إطاراتها وتمت مكافحة الحريق على وجه السرعة. وشدد على ان جميع مراكز الإطفاء المنتشرة, في جميع المحافظات كانت على أهبة الاستعداد والجهوزية الكاملة للتعامل مع السيول والأمطار, مشيرا إلى ان رجال الإطفاء وفور انتهائهم من بلاغ سرعان ما ينتقلون الى بلاغ اخر وعملوا في بوتقة واحدة تجسد الروح الوطنية لديهم لإنقاذ الأرواح والممتلكات من اي خطر داعيا المواطنين والمقيمين الى الإسراع بإبلاغ غرفة العمليات 112 لتلبية اي نداء. من جهة أخرى أكد الوكيل المساعد لشئون التخطيط في وزارة الكهرباء والماء د.مشعان العتيبي ان جميع قطاعات الوزارة تعيش في حالة استنفار حيث وضعت خطة وغرفة عمليات لمتابعة حالة مرافق الكهرباء والماء وتأثرها بحالة الطقس غير المستقرة التي تمر بها البلاد كما تم اصدرا تعليمات مشددة بتواجد جميع فرق الطوارئ في مراكزهم على مستوى البلاد وذلك لليوم وغد وبعد الغد. وقال العتيبي ان هناك ربطا مع مركز التحكم لإعطاء تقارير مستمرة الى غرفة العمليات بالوزارة والقيام بالتعامل مع الحالات الواردة وفقا للمعطيات كما تم توزيع نحو 220 مولد طوارئ في جميع المحافظات وذلك لمواجهة اي انقطاعات قد تحدث نتيجة الأمطار والعواصف وتوفير التيار الكهربائي لاسيما للاماكن الهامة كالمستشفيات والمدارس. وأوضح ان حالة الاستنفار التي تعيشها الوزارة ترجع للظروف المناخية غير المستقرة التي تمر بها البلاد, والتي تتزامن مع انعقاد القمة العربية الأفريقية التي تستوجب استنفار الطاقات لخروج القمة بالشكل الذي يليق بالكويت وشعبها العظيم. ويأتي سقوط الأمطار بالتزامن مع القمة العربية الأفريقية الثالثة التي تستضيفها الكويت اليوم الثلاثاء ، تحت شعار "شركاء في التنمية والاستثمار"، بمشاركة 34 رئيس دولة وثلاثة نواب رؤساء وسبعة رؤساء حكومات إلى جانب هيئات ومنظمات دولية أخرى، ويمثل العراق في القمة ، نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي.