نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د.أحمد مجاهد مساء أمس الثلاثاء ندوة بعنوان "طه حسين والمعارك السياسية" شارك فيها د.أحمد زكريا الشلق، والكاتب الصحفى حلمى النمنم وأدارها الناقد شعبان يوسف. قال يوسف أن التجريف الذى حدث فى الثقافة جعلها تهمل قامات كثيرة، وفى السنة الأخيرة التى حكم فيها الإخوان كان هدفهم القضاء على ذكرى طه حسين وكان هناك اعتداء منظم على طه حسين، والإخوان ليس نظام وإنما فكر واستطاعوا أن يرسخوا فكرهم الرجعى، وحسن البنا كان أحد الذين طالبوا بإعدام كتب طه حسين فمنذ أن ذهب طه حسين إلى باريس وهو مثير للقلق. من جانبه قال د. أحمد زكريا الشلق أنه ليس هناك كاتبا أو أديبا أو مبدعا يكتب جيدا إلا إذا كان له موقفا سياسيا وتحدث الشلق عن أعمال طه حسين السياسية، فى عام 1908 بدأ طه حسين يضجر من تدريسه فى الأزهر وأصبح يطلع على نوع جديد من التعليم والثقافة ، مصر فى هذه الفترة تتوسطها ثقافتان هما الثقافة الأزهرية ،وثقافة بيئة جديدة جاءت عن طريق الترجمة وصار طه حسين يتردد على البيئتين وهجر الأزهر تماما فى 1910 ، وكان هناك حزبين يتوسطان مصر الحزب الوطنى المصرى حزب مصطفى كامل ومحمد فريد، وحزب الأمة وقائده المفكر أحمد لطفى السيد، وكان طه حسين يميل إلى حزب الأمة وإلى الثقافة المدنية. يضيف الشلق: فى عام 1926 اتهم طه حسين بالإلحاد وطالب الإسلاميون بحرق كتابه لولا تدخل الوزارة التى كان يرأسها فى هذا الوقت عدلى يكن، وقررت تحويل الموضوع للنيابة وكان القاضى مثقفا وقال أنه لم يقصد إهانة الدين وحفظ القضية ويعد هذا حكما تاريخيا ومن يقرأ قرار النيابة يدرك أن مصر كان بها قضاء. وفى 1928 فاز طه حسين بانتخابات عمادة كلية الآداب وطلب منه أن يرفض لأن المعتاد أن يكون العميد غير مصرى وقال أنه يمكن أن يستلم القرار يوما واحدا ثم يستقيل . ولكن فى 1930 تم انتخابه مرة أخرى وصار عميدا لكلية الآداب. وبعد وضع دستور 30 طلب منه صدقى باشا أن يرأس تحرير جريدة الشعب الصادرة عن حزب الشعب واعتذر طه حسين ورفض حتى أن يكتب الافتتاحية. وأراد صدقى باشا أن يبطش به وأرسل خطابا للجامعة لإقالته وتعينه مفتش فى وزارة المعارف ورفض طه حسين هذا المنصب، كما استقال لطفى السيد من رئاسة الجامعة على غثر هذا القرار وظل طه حسين يكتب مقالاته السياسية يوميا عن صدقى باشا ولم يكف قلمه عنه. وبدأ بعدها يميل لحزب الوفد. وفى الأربعينيات كان له أثره الكبير فى الثقافة والتعليم ووضع نواة جامعة عين شمس ومهد لأن يكون فى مصر وزارة للثقافة. وفى الخمسينيات اختير وزيرا للمعارف رغم معارضة أعضاء حزب الوفد.وأثناء توليه هذا المنصب كان يطبق ما كان ينادى به فى كتاباته . في كلمته قال الكاتب حلمى النمنم أننا في أشد الاحتياج إلى تذكر طه حسين الآن، فى العام الماضى كانت حكومة الإخوان تعمل على محو طه حسين من الذاكرة المصرية. وأضاف النمنم : طه حسين حالة خاصة جدا للمفكرين والمثقفين والكتاب فالثقافة ليست معلومات فقط، وإنما هى حالة معرفية كاملة وطه حسين يعبر عن ذلك فهو مشروع ثقافى متكامل، وقد تعرض لحملات تشويه كثيرة بعضها ايدولوجى وسياسى وبعضها يعود للأحقاد الخاصة. وكان طه حسين لديه قيما مهمة جدا أولها رفض الاستبداد حتى أنه كتب فى عام 1924 محذرا من سعد زغلول وانسياق الناس وراءه وكتب حوالى 20 مقال فى انتقاد كاريزما وزعامة سعد زغلول، محذرا من طغيان اى شخص على الثقافة العامة وعقول الأفراد. وأكد حلمى النمنم على أنه يجب أن يكون هناك مادة فى الدستور الذى يتم وضعه حاليا تكفل حياة كريمة للمكفوفين وذوى الاحتياجات الخاصة وأن يكون لهم مكان وحق فى الحياة. ومن الاتهامات التى وجهت لطه حسين أيضاً - كما يذكر النمنم - أنه معاديا للعروبة وهذا غير حقيقى وقد طالب فى كتاباته أن تؤسس مدارس باللغة العربية فى بلاد الشام و الحجاز كما نسمح لهم أن يقيموا مدارس أجنبية عندنا، فمن حق مصر أن تنشئ مدارس عربية فى هذه البلاد ولم يستمع له أحد وربما حتى الآن . وعن موقفه من القضية الفلسطينية قال النمنم : بمجرد أن انتقل طه حسين إلى رحمة الله شنت عليه حرب من قبل الإخوان، واتهموه بالشيوعية والإلحاد والصهيونية، والكتاب دافعوا عنه فى مسألة الشيوعية والإلحاد وأغمضوا عيونهم عن مسالة عمالته الصهيونية. لكن كما يشير النمنم، كتب طه حسين مجموعة من المقالات بعنوان فلسطين ، وطالب بحفظ حقوقهم كما أن له دراسات كثيرة فى هذه المسألة. وأخيرا أشار النمنم إلى الدور الذى لعبه طه حسين فى محو الأمية وقال :أن أول خطوة اتخذت لمحو الأمية كانت فى عهد تولى طه حسين وزارة المعارف، وطالب بديمقراطية التعليم وأن من حق الفقراء أن يتعلموا وأسس جامعة الإسكندرية ، وجامعة عين شمس وجامعة أسيوط، وقبل مغادرته للمعارف كان فى طريقه لتأسيس جامعة المنصورة ولكن وقع حريق القاهرة وأقيلت الوزارة.