ساعات عصيبة قضاها سكان العاصمة الليبية ليلة الجمعة جراء سماع إطلاق النار ودوي الأسلحة الثقيلة بين مسلحين بطريق الشط –طرابلس مما أدي إلي خروج أعداد كبيرة من أهالي منطقة الظهرة وزاوية الدهماني وفشلوم وشارع عمر المختار والمنصورة معرضين أنفسهم للقتل إلي مكان الحادث للتعبيرعن رفضهم واستنكارهم لإطلاق النار العشوائي الذي أسفرعن مقتل شخصين وإصابة 29 آخرين ، بالإضافة إلي حدوث أضرار بعدد من المباني الخاصة بالمواطنين والمباني العامة وفندق المهاري. يأتي ذلك عقب وفاة أمر كتيبة نسور مصراته " نوري فريوان ، متأثراً بجروح أصيب بها في تبادل إطلاق نار مع كتيبة النصر "الاسناد" في طريق الشط بطرابلس أمام القبة الفلكية بداية الأسبوع الماضي . وفي السياق ذاته ، قال الدكتور جمعة القماطي رئيس حزب التغيير الليبي، لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بطرابلس، إن ما حدث ليلة الجمعة هو حدث أخر من مظاهر الانفلات الأمني وانتشار السلاح والفوضى ، مشيرا إلي أن أصرار المليشيات العسكرية على عدم الانضمام للجيش والشرطة يدل على هشاشة الحكومة المؤقتة . وطالب القماطي من الحكومة بالإسراع في إخلاء هذه التشكيلات من العاصمة الليبية طرابلس حتى لا تتفاقم الأمور إذا استمرت التشكيلات متواجدة بالعاصمة وسنكون نحن جميعا الخاسرين. وتابع قائلا : نرفض من يعربد في العاصمة وحان الوقت لنرفضه ونطالبه بتسليم السلاح، محملا ما يحدث بالعاصمة طرابلس إلي الحكومة المؤقتة ، وذلك لعدم قدرتها على بناء جيش وشرطة قوية تحمي البلاد بعيدا عن التشكيلات المسلحة غير الشرعية. بدورها، أدانت الحكومة الليبية المؤقتة الأحداث المؤسفة التي حدثت ، وحذرت مجددا من خطورة انتشار السلاح خارج شرعية الدولة وحثت المسلحين من الثوار على الانضمام إلي المؤسسات الشرعية المتمثلة في الجيش والشرطة. وتعهدت الحكومة باتخاذ كافة التدابير اللازمة لعدم تكرار مثل هذه الحالات وتقديم من كان وراءها للعدالة. ودعت الحكومة جميع المواطنين إلي ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الدعوات التي من شأنها زرع الفتنة بيت أبناء الشعب والتماسك فيما بينهم ونبذ الخلافات والتوحد على حب الوطن. ومن جانبه، طالب رئيس مجلس طرابلس المحلي ، السادات البدري ، الحكومة الليبية المؤقتة وأدواتها التنفيذية في الإسراع بإخراج المجموعات المسلحة من العاصمة ، وتطبيق القانون رقم " 27 " والقاضي باخلاء العاصمة من كافة التشكيلات المسلحة ، حتى تستقر العاصمة ويشرع في بناء دولة مدنية . وأضاف البدري في تصريح له ، إن المدينة تتعرض للظلم والترهيب والأفعال غير القانونية من مجموعات مسلحة لاتملك أي شرعية قائلا:إن أهالي مدينة طرابلس تعرضوا خلال الليلة الماضية للترويع واستخدام مكثف لكافة الأسلحة من المسلحين ، الذين هم غير آبهين بسكان المدينة من أطفال ونساء وشيوخ . وأكد "البدري" أن أهالي مدينة طرابلس يؤكدون أن لا حل لهذه المشاكل إلا بإخراج القابعين في مناطق مدينة طرابلس والذين لا يحملون صفة شرعية ويملكون أسلحة يستعملونها في أغراضهم الخاصة. وتظاهر العشرات من المواطنين الليبيين بميدان الجزائر بالعاصمة الليبية طرابلس، منددين بما حدث من اشتباكات مسلحة بين مسلحين بمنطقة الشط وطالبوا بإخراج جميع التشكيلات المسلحة من العاصمة وتفعيل قرار المجلس الوطني العام الليبي الخاص بذلك.