بعد حصاد الذرة والشامي يبقي البوص وعفشه كالجثة الهامدة علي الاراضي ويريد الفلاح التخلص منه للاعداد لزراعة المحصول القادم ، حيث لا يستطيع حرث الأرض وزراعتها في ظل وجود البوص والعفش التي لم تعد له قيمة حاليا ، في حين كان يتهافت عليه العديد من أهالي قري محافظة سوهاج في السنوات الماضية لأستعماله في اشعال الكانون " الموقد البلدي " لطهي الطعام وتسخين المياه ، وكذلك ولوعة للفرن البلدي لخبز العيش ، وذلك قبل انتشار فرن الأنبوبة والبوتاجازات بشكل كثيف . ورغم أنه هناك القانون 4 لسنة 1994 وتعديلاته والذي يحظر قطعيا الحرق المكشوف للقمامة والمخلفات الصلبة إلا في الأماكن المخصصة لها بعيدًا عن المناطق الصناعية والسكنية والزراعية وهو ما يهدد مرتكب المخالفة بالحبس لمدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه او بإحدى العقوبتين ، الا انه يلجأ الفلاحين بالقري لحرق البوص وعفشه بناحية المناطق السكنية وبجانب جسور مرور السيارات مما يؤدي الي انعدم الرؤية للسائقين وضيق بالتنفس للمواطنين لانتشار السحابة السوداء في السماء بشكل كثيف بسبب الدخان الصاعد من عمليات الحرق . وعند رصد كاميرا "محيط" ، لحظة حرق البوص وعفشه طالب الفلاحين بتركهم ، حيث أنهم يعانون في الحصول علي الأسمدة ومصدر رزقهم الوحيد الأراضي الزراعية ، حيث يظلوا ينفقوا ويكدوا في اراضيهم الزراعية لمدة شهور بداية من الحرث وشراء التقاوي من الجمعية الزراعية حيث يبلغ سعر شيكارة الذرة ووزنها 5 كيلو مبلغ 200 جنيها ومن ثم رشها بالأرض والمتابعة بالري ووضع الأسمدة حتي يأتيه موسم دخول المحصول ، فعندما يضع المسئول للفلاح اهتماما ويوفر له مياه الري والأسمدة والأدوية ويشتري تقاوي الذرة والشامي بسعر مناسب ويجد وسيله للتخلص من البوص والعفشه ، فعندئذا حق علي المسئول توقيع غرامات كما يريد.