يُعد الإحرام هو أول ما يبدأ به الحاج مناسك الحج، فهو بمثابة إعلان الدخول في شعائر هذه العبادة العظيمة، ولا ينعقد الحج إلا به، وللإحرام نية خاصة، تُقال في بداية النسك، وتُعد من أهم ما يُميز بين أنواع الحج المختلفة: الإفراد، أو القِران، أو التمتع. ما هو الإحرام؟ الإحرام في اللغة يعني الدخول في الحُرمة، وفي الشرع هو نية الدخول في النسك، أي الحج أو العمرة، مقرونًا ببعض الأفعال مثل التلبية والتجرد من المخيط للرجال، وليس المقصود بالإحرام ارتداء الملابس الخاصة فقط، بل هو نية القلب المعلنة بأن الشخص دخل في عبادة الحج أو العمرة. متى تكون نية الإحرام؟ تكون نية الإحرام عند المرور بالميقات، وهو أحد المواقيت الزمانية والمكانية التي حددها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثل ذو الحليفة لأهل المدينة، والجُحفة لأهل الشام، وميقات يلملم لأهل اليمن، وغيرها، فيقف الحاج أو المعتمر عند الميقات، ويغتسل ويتطيب إن تيسر له ثم يلبس ملابس الإحرام ويُعلن النية. فنية الإحرام ليست مجرد قول يُتلفظ به، بل هي عقد قلبي يربط العبد بخالقه، ويفتح له أبواب الرحمة والمغفرة في رحلة الحج، فليحرص الحاج على استحضارها بصدق، ويبدأ نسكه بتواضع وخشوع، ليستحق ما وعد الله به الحجاج من غفران ورحمة وقبول نص دعاء نية الإحرام ليس هناك دعاء ثابت بصيغة واحدة لنية الإحرام، لأن النية محلها القلب، ولكن يستحب أن يُلفظ الحاج بما نوى، وأن يقول أحد الصيغ التالية حسب نسكه: للمفرد بالحج: "لبيك حجًا" للقارن بين الحج والعمرة: "لبيك عمرة وحجًا" للمتمتع (يُحرم بالعمرة أولًا): "لبيك عمرة متمتعًا بها إلى الحج" ثم بعد النية يبدأ الحاج بالتلبية ويقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، ويستمر الحاج في التلبية حتى دخول أول أعمال الحج، وهو رمي جمرة العقبة الكبرى يوم العيد. أهمية النية عند الإحرام النية هي روح العبادة وأساس صحتها، وبدونها لا يصح النسك، كما أن التلفظ بها يُعين الحاج على استحضار قلبه ويقظة نياته، ويُذكره بخصوصية هذه الرحلة المقدسة، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهمية النية في قوله: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".