المسرح يتألف من عناصر أساسية هي التي تصوغه في الشكل الدرامي، والديكور المسرحي من أهم هذه العناصر؛ حيث يعبر عما يحتويه النص؛ لذا فالصورة تساوي ألف كلمة في كل الأساليب المرئية، والديكور في العمل المسرحي هو فن المناظر الذي يعكس اللون والصورة فيه؛ حيث يجعل العرض الدرامي غنيا بالفرجة الجمالية؛ ولأنه يعكس المغزى من المسرحية والفكرة التي تقدمها فيمكن للمشاهد فهم النص الأدبي من خلال الرؤية الأولى أو الديكور المقدم له عند بداية العرض وفتح الإضاءة أو الستار. بتلك الكلمات عن مضمون الديكور بدء مهندس ومصمم الديكور أحمد زعفان حديثه ل"شبكة الإعلام العربية محيط"، وهو من قام أخيرا بتنفيذ ديكور حفل أكتوبر الأخير في استاد الدفاع الجوي. وإليكم الحوار: أولاً نريد أن نعرف القراء بك؟ أنا مهندس ديكور بدار الأوبرا وقد قمت بعمل العديد من الأعمال المسرحية والاحتفالات داخل مصر وخارجها. كيف قمت بعمل ديكور حفل أكتوبرالأخير ومن صاحب فكرته أنت أم المخرج؟ لم أكن أنا من صمم الديكور الخاص باحتفالية أكتوبر، ولكنها كانت من تصميم المهندس محمد الغرباوي والمهندس عمروعبداللة وأنا وزملاء آخرين من مهندسي الديكور الذين قمنا بالتنفيد، وكان لي الشرف أن اشارك في هذه الاحتفالية. هل قمت بعمل احتفالات مماثله من قبل؟ رغم أنني قمت بعمل ديكورات لاحتفالات أكتوبر واحتفالات عديدة وطنية أو من خلال مهرجانات، إلا أنني لم اقوم بالعمل في احتفالية بهذا الحجم الضخم، والعمل رغم صعوبته وحجمه إلا أنه تم انجازة في أقل من أسبوعين. ما الفرق بين ديكور احتفالات كبيرة وديكور مسرحية أو عمل تلفزيوني؟ الفرق بين ديكور المسرح والتلفزيون وديكور أي احتفالية، أن الاحتفالية دائماً ما تكون في مكان مفتوح شبية بالمسرح الروماني، ويختلف على أثر ذلك حجم الديكور، وكذلك عناصر أخرى كالإضاءة والصوت. هل ترى أن مصمم الديكور في مصر له المكانة التي تليق بما يقدمه من فن؟ بالنسبة لمصمم الديكور المصري لا يوجد عنده مستحيل إذا توفرت له الامكانيات، وأغلب دول العالم تعرف جيدا أن مصممي الديكور المصريين من أفضل مهندسي الديكور في العالم، والفنان من خلال فنه الجيد يفرض على الجميع احترامه ويضع نفسه في المكانة التي تليق به وبفنه. متى يكون الديكور أحد أبطال العرض؟ الديكور ليس هو البطل الوحيد لأي عمل لأن العمل يكون بمثابة سيمفونية واحدة وكل عناصر الإبداع مكملة لبعضها، والبطل الحقيقي لأي عرض مسرحي هو الفكرة. ولكن بالطبع الديكور الجيد يساعد في نجاح العرض، كما أن الديكور السئ يكون له أثر سلبي على العرض وقد يتسبب في فشله إذا أعطى مللا للمشاهد. وأيا كان كاتب أو مخرج أو مصمم ديكور أو مؤدي يعمل بالعرض ففي النهاية جميع الفنانين والمشاركين أبطال لهذا العرض وسبب لنجاحه أو سبب لفشله. ما هو التصميم الذي قمت به ولا تنساه؟ العرض الذي لا انساه هو "طائر الحب الجميل" من إخراج مصمم الاستعراضات مجدي الزقازيقي، وكان جميع أبطاله من الراقصين، وكان للديكور مساحه قوية مؤثرة داخل العمل وخاصة النحت الذي قمت به بنفسي، فقد كان هناك أكثر من تمثال منحوت وتكوينات ديكورية رائعة، وهو بالفعل عمل لا استطيع نسيانه. وأي من الأعمال الشهيرة التي تمنيت لو كنت أنت مصمم الديكور لها؟ الأعمال التي أتمنى أن أقوم بتصميمها أو الاشتراك فيها هي عرض جديد عن إخناتون سواء أوبرا أو أوبريت. هل أثرت على مصممي الديكور الأحداث التي مرت بمصر منذ ثورة يناير وحتى الآن؟ نعم أثرت علي وعلى جميع مبدعين مصر في كل المجالات بالسلب؛ فقد قل الإنتاج وبالتالي قلت أعمالنا وأنخفض بالتالي مستوى الدخل المادي للجميع، هذا بخلاف الشق المعنوي بصفتنا فنانين ولفترات ظللنا بعيداً عن العمل مما ترك أثر نفسي عندنا؛ فالفن هو حياتنا ومتنفسنا، والإبداع الفني ليس له قيود، وأي قيد على مبدع يكبله عن الإبداع. وما الجديد لك من أعمال سنراه الفترة المقبلة؟ من الأعمال الجديدة التي أعمل بها حالياً عرض أوبرا ميوزك بالتعاون مع المخرج حازم رشدي.