وجه ناشطون سوريون، اليوم السبت، نداءات استغاثة لاحتواء الوضع الإنساني في مدينة "السفيرة" بريف حلب (شمال سوريا)، وذلك بعد أن أسفرت المواجهات بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة عن حركة نزوح كبيرة للأهالي من المدينة. وقالت شبكة "شهباء الشام" الإخبارية، تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة في حلب، إن الوضع الإنساني في السفيرة وما حولها "صعبٌ جداً"، حيث تشهد المنطقة حركة نزوح كبيرة، تزايدت خلال اليومين الأخيرين، مع ارتفاع حدة الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام. وتضم مدينة "السفيرة"، الواقعة جنوب شرق حلب، أكبر "معامل (مستودعات) عسكرية" تابعة لوزارة الدفاع في النظام السوري، وتدور معارك عنيفة منذ أيام بين الجيش الحر وقوات النظام بغية بسط السيطرة بشكل كامل على المدينة. وأوضحت الشبكة أن المخيمات الثلاث المقامة على "أطراف" السفيرة، وكانت تضم آلاف النازحين الذين هربوا من المدينة، تعرضت للقصف أيضاً، ما أجبر الأهالي للنزوح عنها مجدداً والاختباء بين الأشجار والأحراش القريبة، حتى أن يعضهم وصل إلى معبر "جرابلس" الحدودي مع تركيا تمهيداً للعبور إلى الجارة الشمالية، فيما وصل البعض الآخر لبعض القرى الفقيرة، جنوب حلب. وحول الوضع في بلدة خناصر بريف حلب بعد تضارب الأنباء عن الجهة التي سيطرت عليها، أشارت الشبكة إلى أن المعارضة المسلحة "لم تتمكن حتى الآن من استرجاع خناصر بالكامل"، وإنما تم استرجاع قريتين فيها، لم تحددها، فيما أرسل النظام خلال الأسبوع الماضي مزيداً من التعزيزات إلى المنطقة، وفتح ثلاثة محاور نحو معامل الدفاع، ومطار كويرس، ومناطق حلب الجنوبية. وجنوب البلاد، أفادت اليوم شبكة شام الإخبارية، (تنسيقية إعلامية معارضة)، تمكن الجيش الحر، من استعادة السيطرة على جسر "زملكا" في الغوطة الشرقية بريف دمشق، إضافة إلى نسفه لأحد الأبنية التي كان يتمركز بها قوات النظام في مدينة بصرى الشام بريف درعا، مما أدى الى سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام. وأضافت الشبكة، أن عدداً من بلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق، تعرضت للقصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، فيما شهدت معضمية الشام بريف دمشق اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على الجبهة الشمالية للمدينة، مع استمرار حملة قوات النظام المدعومة من حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة، لحرق المنازل والاعتقالات والاعدامات الميدانية في بلدات الذيابية والحسينية بريف دمشق. وكان الجيش الحر اتهم، يوم أمس، قوات النظام المدعومة من حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس، بارتكاب مجزرة بعد اقتحامها لبلدة "الذيابية" راح ضحيتها عشرات المدنيين، وذلك في بيان أصدره المجلس العسكري في دمشق وريفها. وشرق البلاد، أطلقت المعارضة المسلحة أمس صواريخ محلية الصنع، مستهدفة مدفعية النظام المتمركزة على الجبل المطل على مدينة دير الزور، بعد أن تمكنت من نسف مقر لقوات النظام في حي الرصافة شرق المدينة، أدى إلى سقوط العديد من القتلى من قوات النظام. بالتوازي مع ذلك تستمر الاشتباكات اليوم في مناطق متفرقة من البلاد بين الجيش الحر وقوات النظام.