عم حسن اقول للسيسى أرجوك افتكر الناس اللى حاربت لاننا لو عشنا الساعه دى مش هنعيش الساعه الجاية فى زاويه صغيره امام مسجد البحر بمدينة دمياط يجلس "بابا حسن " وهى لافته لمحل يبيع العطور ومستحضرات التجميل على مقعده فى وخلفه ثلاثة ارفف من الزجاج تحمل بضاعته الزهيده وهى كل ما يملكه فى حياته التى تجات السبعين من عمرههو حسن كامل الجندى رقيب اشاره فى الفرقه 16 اللواء 112 مشاه فى الكتيبه 36 فى الطريق الاوسط بسرابيوم . يقول عم حسن,التحقت بالجيش عام 64 لتأدية الخدمة العسكرية، وشاركت فى حرب اليمن وحرب 67 ثم انسحبنا منها إلى القنطرة شرق، ثم إلى جباسات بورفؤاد، ومنها إلى موقع سرابيوم فى الإسماعيلية، وظللت فى هذا الموقع حتى قبل حرب 6 أكتوبر، وتم تسريحى قبل حرب أكتوبر بشهور، ثم استدعيت مرة أخرى فى نفس الكتيبة ونفس الموقع «قرية سرابيوم الواقعة على القناة مباشرة، وكنت برتبة رقيب إشارة ومهمتى ملازمة قائد الكتيبة أثناء العبور إلى الضفة الشرقية. وقال انا عنوانى كان " ألو مقديشيو " ولها عندى زكريات عزيزه جدا وكنت متميز فى سلاح الاشاره وبارع جددا جدا وأضاف بيبقه نفسى انادى على الجنود اللى ماشين فى الشارع اقولهم تعالوا ان كنت بطل وشاركت فى حرب اكتوبر. وقال انا فخور باننى انتمى للقوات المسلحة وانا فرحان بيوم 6 اكتوبر كانى شايفه امبارح ذكريات جميله ناس استشهدت واشتلتهم على ذراعى ودفنتهم سواء من دمياط او اى مكان تانى فى مصرعبرت القناة وأنا أحمل على ظهرى جهاز لاسلكى 105 روسى، وكان ممنوعا إرسال أى إشارة لاسلكيا، لعدم إكتشافها من العدو، ولكن كان الأفراد هم الذين يقومون بذلك، فجميع الإشارات كتابية تسلم باليد أو شفهية، حسب الخطة الموضوعة، وعبرنا ومدافع العدو تضربنا فى القناة ولكن الله سلم ووصلنا إلى البر الغربى، وهذه أول فرحة دخلت قلبى وإحساسى أننى مصرى حر. وقال انا عاوز اوجه رساله للفريق اول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع كأب بيكلم ابنه فانا اكبر منه فى السن لكنى أقدر له احترامه واضاف بنبره حزينه ارجوك ياسيادة االفريق ان تكرم كل من شاركوا فى تلك المعركة المجيده وتفتكرهم لاننا لو عشنا الساعه دى مش هعيش الساعه الجايه ارجوك الناس دى لازم تتكرم ويجيى اسمها من السجلات مش تختارو الناس. واردف قائلا انا عاوز الناس اللى حربت فى 67 و73 اللى على قيد الحياه قليلين جدا ولا زم يتكرموا ماديا ومعنويا انا مريض وعندى فيرس سى وبتعالج على حسابى انا معاشى لا يتجاوز 450 جنيه وانا قاعد فى المكان ده ابيع عطور وكريمات علشان اعيش حياتى . ويضيف عم حسن سلاح الإشارة أعطانى الثقة والمعرفة، وهذا ماجعلنى أتعلق بهذا السلاح الذى احترم كل الذين عملوا به مثلى، وكان لى الفخر اننى قمت بتطوير جهازا لاسلكيا فرنساويا معروفا برقم 788 كان فى إحدى مخازن القوات المسلحة، فبعد أن فقدنا المعدات اللاسلكية فى عمليات حرب 67 توصلت وأنا فى القنطرة بأن حولت الجهاز إلى لاسلكى وتليفون أرضى، وتم ترقيتى من عريف إلى رقيب بسبب هذا الابتكار، وتم تعميم ذلك فى وحدات اللواء الذى كنت به، وتم توزيعه على مختلف اللواءات وعن ذكرياته فى يوم العبور ان أجمل شيئ فى موقعى كان عبدالعاطى، صائد الدبابات الذى تم إلحاقه على الكتيبة 336 كنا نشعر بالفخر، ونحن نرى هذا الكم من الدبابات الإسرائيلية مدمرة، وعجز الإسرائيليون من المرور عبر موقعنا. «ألو مقديشيو زمزم عرب تحرك 50 متر شمال» نص الإشارة التى تلقيتها باللغة العربية ولنا انساها ابدا، مقديشيو كان هذا رمز كتيبتنا، والإشارة معناها أن أفتح ثغرة لإبعاد القوات المصرية من الطريق الأوسط لأنه طريق مرصوف، وهذا يعطى سرعة لانتشار الدبابات الإسرائيلية بالهجوم على القوات المصرية، والالتفاف والتقدم من الطريق الأوسط، الذى هو عبارة عن طريق مرصوف يصل إلى الدفرسوار، لأنه فى هذا الوقت كان العدو قد تمكن من الدفرسوار، وهو ما يعرف بالثغرة فى مرحلتها الأولى. وبخبرتى طلبت التحقيق أفقى ورأسى، وهى كلمة سر متفق عليها مع رئاستى فطلبت من مرسل الإشارة التحقق، ولم يرد على، فتنبهت بخبرتى بأن هذه الإشارة مدسوسة علينا، من إسرائيل ولو كنا فتحنا الطريق حسب الإشارة المدسوسة، لكانت ثغرة أخرى وإلتفاف العدو على اللواء 112 مشاه، لأنه ليس من المعقول أن أبلغ قائد الكتيبة باخلاء الممر. وقلت للقائد بأن هذه الإشارة خدعة، لأننى أعرف جميع أصوات زملائى فى القيادة، ويطلبون إخلاء الممر لإستغلاله فى الهجوم علينا، فتنبه قائدى وهو العميد زين الدين العابدين، فأرسل قوة استطلاع خلف الساتر بالمنظار الضوئى، فأبلغته قوة الاستطلاع بأن هناك حشودا إسرائيلية بالدبابات خلف الساتر، فأمر بتقدم عبدالعاطى صائد الدبابات رحمه الله، وقد حدث ما كنت أتوقعه من هجوم بالدبابات، وتم تدمير 6 دبابات للعدو وأسر جميع أطقمها، وتم تجميع الأسرى فى بطن جبل نتمركز عليه، وتم إرسالها بعد ذلك إلى قيادة اللواء 112 مشاة بقيادة العميد عادل يسرى، الذى فقد إحدى ساقيه ورفض الإخلاء والاستمرار فى القتال الذى عين بعد ذلك رئيسا لقدامى المحاربين، وقد تمت ترقيتى بعد كشفى لهذه الإشارة المدسوسة.