* سليمان عيد يروي كيف عاش البدو وسط نيران الصهاينة * الأسود يضرب القيادة الإسرائيلية في العريش ويحكم عليه بالسجن 149عاما * عودة لويمي أول من يبلغ عن الثغرة * المخابرات الإسرائيلية تبحث عن رويشد متخصص زرع الألغام * المجاهدة فهيمة تفتح منزلها لإيواء الفدائيين في حفرة * شلاش عرابي يحير الصهاينة ويقطعون لسانه الحديث عن بطولات أكتوبر لا ينتهي.. فقد شهدت تلك الحرب نضال وأبطال.. سواء من جيشنا أو من الأهالي.. ولذلك كان علينا أن نعرف كيف ناضل أبناء سيناء ضد الصهاينة .. وما هي البطولات التي قاموا بها.. وخصوصا أنهم كانوا في قلب الحدث وكانوا أراضيهم مسلوبة منهم.. فكانوا على خط النيران.. ولهم بطولات سيسجلها التاريخ بحروف من نور.. شبكة "محيط" ترصد لكم أبرز بطولات أبناء سيناء... * الحياة تحت نيران العدو "سيناء مكتوب عليها الحرب طول عمرها" بهذه الجملة بدأ سليمان عيد- من قبيلة السواركة 72 سنة- حديثه.. ويقول: أذني أخذت على صوت "الطخ" لأكثر من 60 عاما، وأنا عاصرت 3 حروب بداية من العدوان الثلاثي 1956 ومرورا بنكسة 1967، ووصولا لانتصار أكتوبر 1973، وكنت أحارب مع المجاهدين، وشاهدت بعيني كيف عاني أهالي البدو، وكيف كان اليهود يدوسون علي بعض البدو بدبابتهم ويقتلونهم بالنيران، ومن كان يقع في أيديهم أسيرا كنا نعلم أننا لن نراه مرة أخرى، وكانوا يقيموا مجازر في أهالي سيناء، فكانت ظروف قاسية تحملناها لأننا تعودنا على الشدة، وكنا نخاف على أطفالنا وحريمنا من الخروج خوفا من هؤلاء الكفرة، وأنا قتلت العديد من هؤلاء الكفرة، وأصبت أيضا لكن الحمد لله ربنا نجاني، وهذه الأرض رويت بدمائنا، وهناك بطولات عديدة لأهالي سيناء، ومنها ما فعله اليماني مجاهد سيناء الذي لم تستطيع إسرائيل القبض عليه، وهناك العديد ومنهم من كان يعاون الجيش في عملياتهم، وضرب الصهاينة، وعندما كان الصهاينة يقبضون على أحد البدو كانوا يعذبوه ويسجنوه، وكان هناك مجموعة منا تزرع الألغام لليهود، وفجرنا الكثيرين منهم بمعداتهم، وكانوا يقوموا بحملات تأديب ضدنا، وكان الصهاينة يحاولون الإيقاع بعدد من البدو من أجل أن يرشدوهم عن المناضلين بالمال، ولكن بدو سيناء أشرف من ذلك، فكل بدوي كان يفعل ما يستطيع عليه من أجل تحرير الأرض، وحماية العرض من الصهاينة، ولم نكن نخاف من الموت، فالشهادة أفضل من الانكسار، ويوم 6 أكتوبر 1973 فرحنا ونحن نرى طائرات جيشنا تضرب وجنودنا يعبرون القناة، والآن جنودنا يحاربون من أجل استعادة الأرض من الخونة والمتطرفين، وبإذن الله أرضنا ستكون ملكنا. * حكاية 757 فدائي سيناوييروي ل"محيط" اللواء فؤاد حسين- ضابط المخابرات الحربية أثناء حرب أكتوبر- بداية نضال أهالي سيناء وبطولاتهم ويقول: عقب دخول اليهود سيناء كان أهالي سيناء يعملون ضدهم بدون توجيه لأكثر من شهر وقاموا بالعديد من البطولات، إلي أن أرسلت لهم المخابرات الحربية، ثم كان هناك مجموعة إبراهيم الرفاعي وهي من الصاعقة وكانوا يقوموا بعمليات داخل سيناء، وتم تأسيس منظمة سيناء العربية، وكان بها 13 ضابط من المخابرات وأنا منهم، وضمت 757 فدائي سيناوي وكانوا يقوموا بجمع المعلومات والقيام بعمليات فدائية ضد اليهود وحققوا بطولات عظيمة. * اللاسلكي رقم 19! بعد احتلال سيناء بحوالي شهر أبلغ سلاح الحدود أن هناك جهاز لاسلكي من أجهزة محافظة سيناءبالعريش يتصل بالقيادة في مصر ويبلغهم باستعدادهم لتنفيذ أي أوامر بالقاهرة، فاهتمت المخابرات الحربية بذلك، وتم التأكد أن القائم بالعمل على هذا الجهاز هو الرقيب أحمد كامل من سلاح الحدود والذي كان يعمل بمركز شرطة العريش وتم التعرف عليه من طريقة إرساله لإشارات على جهاز اللاسلكي رقم 19، وتم إرسال تعليمات واحتياجات إلي الرقيب أحمد كامل وتوجيهه بتجنيد بعض الأفراد من العريش لجمع المعلومات وإرسال تقرير كامل عن الموقف هناك، مع اتخاذ احتياطيات الأمن اللازم لعدم اكتشاف أمرهم، ونقل الجهاز من مكان لآخر عقب كل إرسال لعدم استطاعة العدو تحديد مكانه، وقام الرقيب أحمد كامل بتجنيد بعض أهالي سيناء من العريش لمساعدته على أداء مهمته وجمع المعلومات وإخفاء الجهاز اللاسلكي الكبير رقم 19 في منازل بعضهم، وهو مكون من ثلاث قطع إرسال واستقبال بطارية وهوائي كبير ، وكان أبرز المتعاونين معه والذي ضمهم قرار الاتهام في المحكمة الإسرائيلية بعد القبض عليهم كل من عبد الرحمن الرطبل وصالح عمار ودرويش الفار وآخرين، وقد تم القبض عليهم بواسطة المخابرات الإسرائيلية بعد اكتشاف أمرهم وحكم عليهم بالسجن لمدة 15 سنة ولكن أفرج عليهم ضمن صفقة لتبادل الأسري بناء على طلب المخابرات الحربية. * اليماني مجاهد سيناء الأول هو ضابط المخابرات الذي انطلق إلي سيناء في العديد من المأموريات لجمع المعلومات عن العدو بعد النكسة، و قيادة مجموعة من الفدائيين أبناء منظمة سيناء الذين حيروا المخابرات الإسرائيلية وكان مطلوبا من أجهزة المخابرات الإسرائيلية تطارده في كل مكان وتبحث عنه ومع ذلك دخل سيناء وخرج منها 64 مرة أثناء الاحتلال لتنفيذ مهام مكلف بها من المخابرات المصرية، وسار فوق رمال سيناء مئات الأميال وعبر الملاحات شرق بورسعيد ذهابا وعودة مئات الساعات. * النمر الأسود حسن علي خلف شاب من الشيخ زويد، ولقبه النمر الأسود، وكان طالبا بالصف الثاني الثانوي أثناء النكسة وقد شهدت منطقة الجورة والشيخ زويد ورفح مجازر على يد القوات الإسرائيلية المحتلة، وشاهد حسن كل ذلك أمام عينيه وبعدها أرسله والده إلي بورسعيد خوفا عليه، ولكنه بعد وصوله إلي البر الغربي التحق بأفراد منظمة سيناء وبعد تدريبه تم الدفع به إلي سيناء في أول مهمة خلف الخطوط لتصوير الموانع الإسرائيلية شمال سيناء في مناطق رمانة وبئر العبد والعريش، وتوالت بعد ذلك عمليات حسن خلف الناجحة، وأهم عملياته هي ضرب قيادة القوات الإسرائيلية في العريش الذي يضم عناصر المخابرات ومبيت لطياري الهيلوكبتر وكان مقرها مبني محافظة سيناء القديمة، حيث ضرب القيادة الإسرائيلية بصواريخ الكاتيوشا وأطلق 12 صاروخا، وبعدها بشهر قام بتنفيذ عملية أخرى قرب مطار تمادا لضرب الموقع الإسرائيلي ولكنه قبض عليه وتم تعذيبه وحكم عليه بالسجن لمدة 149 عاما وبعد أربع سنوات أفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسري. * لويمي الفدائي هو المندوب عودة صباح لويمي الذي كان يقيم بوادي العمر بوسط سيناء، وأبلغ المخابرات الحربية عام 1972 أن القوات الإسرائيلية في سيناء تقوم بالتدريب على عبور مانع مائي عند منطقة سد الروافع بوسط سيناء وأنه شاهد معدات عبور وكان خبر هام وغريب لأنه كيف تقوم إسرائيل بنفس ما تقوم به مصر، فأرسل إلي المخابرات صور لمعدات العبور الإسرائيلية، وفي حرب أكتوبر وقبل حدوث الثغرة أبلغ المندوب عودة أن معدات العبور التي أشار إليها تخرج من المخازن وتتجه نحو قناة السويس، وكان ذلك أول بلاغ صحيح عن احتمال عبور العدو لقناة السويس في الدفرسوار. * البحث عن مهندس الألغام وجاء الدور على المجاهد موسي رويشد هو شاب تخصص زرع ألغام في طريق مدرعات وعربات القوات الإسرائيلية في سيناء وقام بعدة عمليات ناجحة بعد وضع الألغام في أماكن مختلفة وإخفائها بطريقة فنية رائعة يصعب على القوات الإسرائيلية اكتشافها حتى سمي بمهندس الألغام، وبدأت المخابرات العسكرية الإسرائيلية في البحث عنه في كل مكان دون جدوى. * المجاهدة فهيمة هي أول سيدة بدوية تعمل في منظمة سيناء العربية فهي حاملة جهاز لاسلكي متنقلة التي لا يدخل قلبها الخوف من العدو الإسرائيلي، وهي ناقلة التموين لأفراد خلف الخطوط ، وقامت بإيواء أحد الفدائيين في منزلها فترة طويلة بعد أن حفرت له حفرة كبيرة وضعته فيها وغطته بأكوام من الحطب وكانت تقدم له الطعام والشراب وهو في حفرته. * هدهد بئر العبد يعتبر المجاهد شلاش خالد عرابي من أنشط مندوبي المخابرات الحربية، وأبرز رجال منظمة سيناء العربية، والذي دوخ المخابرات الإسرائيلية بكل أجهزتها وأفقدها توازنها ولذلك رصد جهاز الأمن الإسرائيلي آلاف الدولارات مكافأة لمن يرشد عنه أو يساعد في القبض عليه حيا أو ميتا وهو المجاهد الذي نشرت قصته في كتاب المخابرات السرية العربية للكاتب الإسرائيلي ياكوف كاروز، وهو الفدائي الذي قال عنه المدعي العام العسكري الإسرائيلي بأنه وشبكته من أخطر شبكات الجاسوسية التي كشفت إسرائيل عنها وذلك أثناء محاكمته أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية والتي حكمت عليه بالسجن لمدة 39 سنة، وكان قد تم تدريبه في القاهرة وأصبح مندوب للمخابرات الحربية، وكان عليه أن يقترب من المواقع العسكرية الإسرائيلية لتصويرها ورصد ما بها من معدات وأفراد كتابة تقارير عنها يرفعها إلي رئاسته، وكون شبكة لجمع المعلومات من أبناء سيناء، وقبضت عليه المخابرات الإسرائيلية في آخر عملية قام بها شلاش خلف خطوط العدو وهي العملية رقم 64 بعد مقاومة عنيفة منه وتبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابته في الفك وقطع في اللسان وعذبوه بقسوة وهو جريح، وحصل على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من رئيس الجمهورية، وتم الإفراج عنه بناء على طلب المخابرات الحربية في مارس 1974 ضمن صفقة تبادل الأسري. * المجاهد مطير المجاهد عوده موسي مطير قام بزرع ألغام في منطقة جبل تنكه وأبو زنيمه وكان معه سليمان سليم وجديع عيد وقبض عليه لأول مرة عام 1968 وتم التحقيق معه في سجن صرفند ثم نقل إلي سجن الرملة بتهمة التعامل مع المخابرات المصرية بعد انفجار الألغام ولكن دون محاكمة وأفرج عنه بعد شهور، وفي عام 1972 قام بإيواء الرائد إبراهيم زياد من الصاعقة وكان معه جندي توفي بعد يومين وبعد عشرين يوم من الإيواء قبض على عوده وتم التحقيق معه في غزة بتهمة إيواء الجنود ولم يعترف وقام شقيقه في نفس الوقت بنقل الرائد زياد وتم حبس عوده 45 يوم في غزة. * موقعة الجمل! كان الجمل هو الوسيلة الوحيدة لنقل المواد الغذائية لأهالي سيناء المحتجزين تحت الاحتلال ثم استخدم بعد ذلك في نقل الأسلحة والذخيرة والمفرقعات إلي مجاهدي منظمة سيناء، فكان أبناء سيناء ينتظرون بالجمال في أماكن معينة شرق القنال لاستلام هذه المعدات التي تنقل إليهم من الغرب عبر القنال أو البحيرات بالزوارق المطاطية أو اللنشات الصغيرة ثم يقوموا بنقلها إلي الداخل، وبعد أن عرف الإسرائيليين ذلك قاموا بتهجير أهالي سيناء إلي مسافة 50 كيلومتر شرق القنال، وكانوا يقومون يوميا بعمليات قص الأثر على طول القنال والبحيرات لمعرفة الآثار التي تتحرك من الغرب للشرق أو العكس، لذلك أسقط في يد المخابرات المصرية التي كانت تشرف على هذه العمليات وتديرها فقد كان من السهل نقل المعدات والأسلحة والألغام والصواريخ إلي شرق القنال ولكن من الصعب على الرجال حملها لمسافات بعيدة سيرا على الأقدام دون استخدام الجمال، واقترح أهالي سيناء على المخابرات نقل الجمال من الغرب إلي الشرق سباحة في الماء وهي فكرة من الشيخ سمحان موسي مطير من الصوالحة وكانت هذه أول مره يعرف المسئولين أن الجمل يعوم في الماء، وتم عمل بروفة لذلك بواسطة الفدائي عبد الكريم لافي من قبيلة السواركه ومبارك صالح حمدان، وبدأت بتنفيذ ذلك فكانت المعدات والأسلحة تنقل باللنشات المطاطية التي تعبر إلي الشرق، وخلفها تعوم الجمال حتى الوصول إلي الشرق ثم يتم تحميلها لتنطلق إلي الأماكن المحددة لها لتنفيذ مهامها.