قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إن الربيع العربي الذي حصل في عدة دول عربية كان له آثار سلبية خلفت أوضاعا هشة عشعش فيها الإرهاب، مشيرا إلى أن دولا وفرت السلاح لمنظمات إرهابية لمواجهة أنظمة سياسية، مستفيدين من ظاهرة التفكك في المنطقة العربية خاصة في ليبيا ومصر وسوريا والعراق. وأضاف المالكي في كلمته الأسبوعية المتلفزة اليوم الأربعاء أن الآثار السلبية التي خلفها ما يسمى بالربيع العربي وما تركه من أوضاع سياسية واجتماعية وأمنية هشة في الكثير من الدول التي حصل فيها هذا الربيع، وتوفر السلاح بكميات كبيرة ومتطورة نتيجة الاحتكاكات والاختلافات والانقسامات مع بعض الدول التي وفرت السلاح لمنظمات إرهابية لمواجهة كيانات وأنظمة سياسية على خلفية تلك الخلافات. وتابع المالكي إن الإرهاب مستفيد من تلك الانقسامات الدولية التي صنعت فجوة كبيرة عشعش فيها الإرهابيون وانتعشوا فيها ، مشيرا إلى عدم وجود التعاون البناء بين أبناء الوطن الواحد وبين الدول والبلدان المتضررة من آفة الإرهاب، مضيفاً أن هذا التعاون قد تعطل على حسابات كلها خاطئة لا تعطي ثمارا في مواجهة الإرهاب إذا كانت حسابات طائفية أو إقليمية أو سياسية. ولفت المالكي إلى أن المواطنين يحتاجون إلى ثقافة أمنية حتى لا يتم استهدافهم في مواكب العزاء والتجمعات البريئة التي يستهدفها الإرهابيون ،وقال نعمل في العراق وفي العالم لمواجهة الإرهاب الذي لم يترك بقعة في البلاد إلا ووجه إليها ضرباته، كما نعمل على قطع الدعم المالي والتسليح الذي يحتاج إليه الإرهابيون. وأضاف المالكي، نحتاج إلى ضرب حواضن الإرهاب بعمليات " ثأر الشهداء " ودعم القوات الأمنية، كما نحتاج إلى تعاون دولي وإقليمي بإبداء الخبرة والمعلومة والتخطيط المشترك لملاحقة عناصر الإرهاب الذين يتحركون بين الدول مستفيدين من ظاهرة التفكك في المنطقة العربية. وأكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن مواجهة الإرهاب في العراق يحتاج لتعاون جاد ومثمر مع كل دول العالم التي تحمل هم السلام العالمي والأمن الدولي، معربا عن استعداده للتعاون والمواجهة بأقصى درجات القوة والتصدي للإرهابيين الذين يريدون أن يعمموا عمليات القتل بطريقتهم التكفيرية. وقال إن الأجهزة الأمنية التي تبذل جهداً لضرب الخلايا الإرهابية تحتاج إلى تعاون المواطنين في عمليات ملاحقة الإرهابيين والإخبار عنهم، وعلى الشركاء السياسيين أن يعرفوا أنها ليست مشكلة طرف واحد لأن الإرهاب يستهدف الجميع.