أعلن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أن تقديراً أولياً للإضرار الناتجة عن النزاع السوري المستمر منذ ثلاثين شهرا يصل إلى نحو 16 بيلون ونصف بيلون دولار في منشآت القطاعين العام والخاص. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن الحلقي خلال جلسة استماع للحكومة أمام مجلس الشعب "تم رصد الأضرار حتى اليوم، وهي قابلة للتطوير، بمبلغ 2900 بيلون ليرة سورية (16،5 بليون دولار) في القطاعين العام والخاص جراء الأعمال الإرهابية". وكشف أن الحكومة بصدد إعداد مشروع لإعادة الأعمار "سينفذ بخبرات وقدرات وطنية"، مشيرا الى انه "قد يكون هناك استعانة مادية ببعض القروض من دول صديقة". وسيعتمد المشروع على ثلاث اولويات "الأول إسعافي وسريع يترتب على أعمار جزئي للبنى التي أصابها الضرر، ومتوسط بأن يكون هناك ترميم كامل لبعض البنى التي أصابها الضرر، ومستوى بعيد لإعادة أعمار كل ما تم تخريبه من المجموعات المسلحة". وأوضح أن عملية إعادة الأعمار ستنطلق "في الموعد الذي تبدأ فيه عودة الأمن والاستقرار إلى سورية". من جهة ثانية، ذكر الحلقي ان قطاع الطاقة الذي "كان يدعم الموازنة العامة للدولة أصبح اليوم من أكثر القطاعات استنزافا للقطع الأجنبي"، مشيرا إلى أن "مصفاة حمص (وسط) تعمل بطاقة 10 بالمئة، في حين تعمل مصفاة بانياس (غرب) بطاقة 80 بالمئة ما يؤمن جزءاً من الاحتياجات الوطنية، بينما يتم تأمين الجزء الأكبر عبر عقود خاصة من الدول الصديقة". وتتركز غالبية الحقول النفطية السورية في شمال البلاد وشرقها. ويسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة من هذه المناطق. وتراجع إنتاج النفط بنسبة 90 بالمئة عما كان عليه قبل اندلاع الأزمة، ليبلغ نحو 20 ألف برميل يوميا، مقابل 380 ألفا قبل منتصف مارس 2011. ويبلغ إنتاج سورية من الغاز حاليا 16,7 مليون متر مكعب يوميا، في مقابل 24 مليونا قبل اندلاع الأزمة في البلاد منتصف مارس 2011. وكان إنتاج النفط يشكل ابرز مصدر للعملات الأجنبية في سورية. وتضررت كل القطاعات الاقتصادية بشكل هائل من النزاع الذي اوقع حتى اليوم أكثر من 110 آلاف قتيل. إذ انخفضت الاستثمارات والسياحة والتجارة الخارجية الى ما يقارب الصفر، بحسب خبراء. وأعلن وزير السياحة بشير رياض يازجي أخيرا أن خسائر القطاع السياحي في سوريا بلغت 300 بيلون ليرة سورية "بيلون ونصف بيلوندولار أميركي". بينما بلغت خسائر القطاع الصناعي العام في سوريا مئة بيلونليرة سورية (500 مليون دولار)، بحسب مصدر رسمي.