يلعب النظام الغذائي الجيد دوراً مهماً في الوقاية من أمراض القلب والكوليسترول، كما يمثل البداية الأساسية للحماية من أمراض الشرايين.فالنظام الغذائي المعتدل يقلل من مستوى الكوليسترول والدهون، وبالتالي من خطورة هذه الأمراض على نوعية وحياة الفرد. وتعد أمراض القلب أحد أخطر القضايا الصحية التي تواجه المصريين، حيث تؤدي لأكثر من 78 ألف حالة وفاة سنوياً أي ما يمثل نحو 21% من إجمالي الوفيات السنوية في مصر؛ وتأتي مصر في المرتبة 33 من حيث مخاطر الإصابة بأمراض القلب. لذلك يعد زيادة الوعي بعوامل الخطر التي يمكن أن تسهم في نهاية المطاف للإصابة بأمراض القلب هى أول خطوة مهمة يتعين اتخاذها لعلاج هذا الوباء بطريقة جادة. وتحتفل منظمة الصحة العالمية غداً بيوم القلب العالمي وذلك بالاشتراك مع الاتحاد العالمي للقلب والذي اختار شعار هذا العام "اتخذ الطريق إلى قلب صحي". ويقام اليوم العالمي للقلب عالمياً في يوم الأحد الأخير من شهر سبتمبر من كل عام لتوعية الناس حول أمراض القلب والشرايين، التي هى أكبر سبب للوفاة في العالم. وفي هذا الصد، أكد د. حازم عبد المحسن خميس رئيس قسم القلب، أن أمراض شرايين القلب هى السبب الأول والرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث يتخطى عدد الوفيات السنوية الناتجة عن تلك الأمراض أي مرض آخر يسبب الوفاة. ففي عام 2008 وحده، توفى 17.3 مليون شخص في العالم بسبب أمراض شرايين القلب، وهو ما يمثل 30% من إجمالي عدد الوفيات في العالم. ومن بين هذا العدد الكبير، كانت أمراض الشريان التاجي هي السبب الرئيسي لوفاة 7.3 مليون شخص، بينما كانت جلطات القلب سبباً في وفاة 6.2 مليون شخص. وقال الدكتور محمد صبحي رئيس قسم أمراض القلب والأوعية الدموية في جامعة الإسكندرية، "تشير معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية ضمن فئة عمرية واحدة في دول مثل العراق واليمن ومصر ولبنان والأردن إلى أرقام تفوق ضعف مثيلاتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأفادت إحدى الدراسات الحديثة التي أجرتها "مجلة القلب الأمريكية" عام 2012 إلى أن سن المصابين بأمراض القلب التاجية في منطقة الشرق الأوسط يبلغ 10 سنوات، وهو الحد الأدنى بين الأشخاص الذين خضعوا للتشخيص ذاته في الغرب. وتعود 25-40% من الوفيات في العديد من الدول العربية إلى أمراض القلب والشرايين؛ إذ تمثل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفيات في مصر، فيما يعاني نحو 27% من السكان من ارتفاع ضغط الدم، وحوالي 20% من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، بينما يعاني أقل من 1% (من إجمالي عدد السكان) من مرض "الرجفان الأذيني" وهو اضطراب ضربات القلب الأكثر انتشاراً، ويؤثر في عدد كبير من السكان على الصعيد العالمي". كما أوضح د.أحمد عبد العزيز رئيس وحدة قسطرة القلب بمستشفى وادي النيل، الإحصائيات الخاصة بمصر في هذا الصدد، حيث يقول "من المتوقع أن تكون أمراض الشرايين التاجية هي السبب الرئيسي للوفاة في الدول النامية بحلول عام 2020". وفي مصر بالتحديد، تعد أمراض الشرايين التاجية السبب الرئيسي للوفاة بين المواطنين، فطبقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية الخاصة بمصر، فإنّ المعدلات القياسية للوفاة طبقا للعمر والخاصة بأمراض الشرايين التاجية هي الأعلى على الإطلاق، حيث تبلغ 303 حالة وفاة لكل 100.000 نسمة. وإذا ما قارنا ذلك مع المعدلات القياسية الإجمالية للوفاة طبقا للعمر في مصر وهى 805 حالة لكل 100.000 نسمة، نجد أن أمراض الشرايين التاجية تتسبب في حوالي 40% من إجمالي حالات الوفاة على المستوى المحلي. إن التفسير الوحيد لهذه الأرقام الخطيرة هو الانتشار الواسع للعوامل المسببة لأمراض الشرايين التاجية في مصر مثل ضغط الدم، السكر، السمنة وارتفاع مستوى الكوليسترول". أمراض الشرايين أمراض الشريان التاجي هي مشكلة صحية تصيب الشرايين التي تُغذي القلب بالدم، حيث يضيق الشريان و يُصاب بالانسداد متأثرا بالترسبات المتكونة على جداره الداخلي. وتتكون هذه الترسبات من الدهون والكوليسترول والكالسيوم ومواد أخرى تتجمع على جدار الشريان الداخلي. وبمرور الوقت، تتسبب تلك الترسبات في ضيق الشرايين وضعف مرونتها وتصلبها، مما يقلل تدفق الدم المُحمّل بالأكسجين والمتجه لعضلة القلب. كما يمكن أيضاً أن تتفجر هذه الترسبات وتنشأ جلطة دموية على سطحها. ومع ضعف تدفق الدم في الشريان نتيجة ضيقه أو انسداده، تبدأ آلام الصدر في الظهور وقد تحدث أزمة قلبية. علامات وأعراض من الأعراض الشائعة لأمراض الشرايين التاجية الشعور بألم في الصدر وضيق في التنفس. وتنشأ هذه الأعراض نتيجة نقص إمدادات الدم التي تصل للقلب. وإذا كان نقص إمدادات الدم بسيطاً أو معتدلاً، فلن يشعر المريض بأية أعراض عندما لا يبذل أي مجهود. كما يشعر المريض بثقل في الصدر عندما يبذل مجهوداً غير اعتيادي أو عند تعرضه لضغوط حياتية. ومن الأعراض الأخرى الدالة على المرض آلام الفك والذراعين، حرقة في الصدر، الغثيان، القيء، والعرق الغزير، كما تظهر أعراض أخرى واضحة على السيدات مثل الغثيان. عوامل الخطر تزداد مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية عندما تجتمع العديد من عوامل الخطر المؤدية للمرض لدى الشخص. وبعض عوامل الخطر يمكن التحكم فيها من خلال النظام الغذائي والتمارين الرياضية وتغيير نمط الحياة، وتتمثل في ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم والسمنة والتدخين ومرض السكر. ومن العوامل الأخرى التي لا يمكن التحكم فيها التقدم في العمر، الجنس والتاريخ المرضي للعائلة. وبشكل عام يتعرض الرجال لأمراض الشرايين التاجية أكثر من السيدات، ولكن تزداد مخاطر إصابة السيدات بالمرض بعد سن اليأس (توقف الطمث). التشخيص حتى يتمكن الطبيب من تشخيص أمراض الشرايين التاجية، عليه تقييم الأعراض وعوامل الخطر والقيام بكشف طبي شامل مع استخدام الاختبارات التشخيصية والإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات. نصائح لقلبك هناك علاقة بين كمية ونوع الغذاء والإصابة بأمراض القلب والشرايين، لذا ينصح الأطباء... - تناول الأغذية الغنية بالخضراوات والفاكهة الطازجة، والأغذية النباتية والحبوب. - الابتعاد عن دهون الألبان وأن تكون اللحوم خالية الدهن (قليلة الدهون المشبعة). - الابتعاد عن الوجبات السريعة (تيك أوي ). -تناول الأسماك (الغنية بأوميجا 3 مثل السلمون ،الماكريل ،التونة). -البقوليات (الفول ، فول الصويا، اللوز، الجوز). -اللبن خالي الدسم، التوت، التفاح، البرتقال، الجزر، الطماطم، السبانخ. البدائل العلاجية إن التشخيص المبكر والبدائل العلاجية المتطورة يمكنها المساعدة في تقليل معدلات الوفاة الناتجة عن أمراض الشريان التاجي. وقبل أن يقرر الطبيب أفضل البدائل العلاجية المناسبة للمريض، فإنه يضع في اعتباره العمر ونمط الحياة والتاريخ المرضي للشخص كعوامل رئيسية محددة لخطة العلاج. وتتضمن البدائل العلاجية المتاحة لأمراض الشريان التاجي تغيير نمط الحياة، إلى جانب استخدام العقاقير والتدابير الطبية الأخرى ومنها جراحات زراعة الشرايين التاجية (جراحات القلب المفتوح)، وطرق جراحية أقل تدخلا مثل قسطرة القلب التي تتضمن توسيع الشرايين وتركيب الدعامات. وبالنسبة للحالات التي يصلح معها إجراء عمليات القسطرة القلبية، يقرر طبيب القسطرة إما تركيب دعامة القلب المعدنية أو دعامة القلب المعدنية الدوائية، لفتح الشريان في منطقة التضيّق لإعادة تدفق الدم بصورة طبيعية للقلب مرة أخرى. أما الدعامة المعدنية فهي عبارة عن أنبوبة شبكية دقيقة للغاية تستخدم في فتح الشريان المسدود أو المنطقة المصابة بالتضيّق من الشريان وإعادة تدفق الدم به وصولاً للقلب. وتعمل الدعامة المعدنية الدوائية بطريقة مشابهة للدعامة المعدنية، بالإضافة لقيامها بإطلاق كميات محددة من الدواء بما يعمل على منع الشريان من الانسداد مرة أخرى. وكلا النوعين مصنوع من المعدن، وبمجرد غرسهما في الشريان، فإنها يبقيان في جسم المريض إلى الأبد.