أكد اللواء محمد علي بلال الخبير الاستراتيجي وقائد القوات المصرية في حرب الخليج ، ان الزعيم جمال عبدالناصر كان رجلا وطنيا من الطراز الأول، وله رؤية إستراتيجية كبيرة، افتقدته الدولة المصرية بجزء كبير بعد رحيله، فقد ركز الزعيم علي بناء مصر وتنميتها، ولم يكن رجل حرب كما يدعي البعض فقد زار أحد أعضاء الكونجرس مصر والتقي به وعاد بعدها لإسرائيل والتقي ابن جوريون وسأله رئيس وزراء إسرائيل قائلا: "هل قال لكم عبدالناصر بأنه يريد إلقاء إسرائيل في البحر"، فأجاب عضو الكونجرس نافيا ذلك، وقائلا له "ان عبدالناصر قال انه يريد تنمية مصر، فرد بن غوريون انه أسوأ خبر سمعه. أكد بلال أن إسرائيل لم تكن تريد نهضة مصر، بل تريد الحرب لتدميرها لذلك أصروا علي الحرب في 1967 ولأول مرة في تاريخ العسكرية آنذاك مدت أمريكا إسرائيل بتنكات إضافية للطائرات، وهو ما أربك الجيش المصري، فقد كانت الطائرات مزودة بتنك إضافي للوقود، وبعد أداء مهمتها تقوم بالتخلص من أحد التنكين وهو ما كان يوهم القوات المصرية بأن الطائرات تسقط. وتابع "بلال" خلال تصريحاته لموقع "محيط" ، أن الأمريكان عرضوا علي عبدالناصر التخلي عن العرب مقابل استرداد سيناء، ولكنه رفض لنظرته الإستراتيجية، وأهمية الدور العربي، وهو ما جعله يساند الثورة اليمنية للتخلص من النفوذ الاستعماري، والحفاظ علي مصالح مصر القومية من خلال تأمين مضيق باب المندب، والذي كان له دور كبير في حرب أكتوبر عندما أغلقته اليمن لمساعدة مصر، وهو ما وجه أنظار الغرب تجاهه فيما بعد، وأقامت أمريكا قاعدة عسكرية في جزيرة حنيش. أضاف بلال، إن عبدالناصر نجح في إقامة علاقات طيبة وإستراتيجية مع أفريقيا، وخصوصا دول حوض النيل، وأثيوبيا لتأمين منابع المياه، وأقام العديد من المشاريع القومية، والإستراتيجية التي كانت عماد الاقتصاد الوطني.