ممثل ومخرج مسرحي قدم العديد من الأعمال في التليفزيون والسينما والمسرح إلا أنه قدم أعمالا من إخراجه على خشبة المسرح، منها مسرحية "أميرا لفقراء"، "لحظة حب"، "شمس"، "في أيه يا مصر"، و"أبو الثوار". الفنان ياسر صادق الذي أصبح مديرا للمسرح الحديث، التقته "شبكة الإعلام العربية محيط"، وكان لنا معه هذا الحوار: بصفتك اصبحت مديرا للمسرح الحديث بالانتخاب فهل يشترط في مواصفات الإدارة أن يكون المدير فنانا؟ أرى أنه ليس بالضرورة أن يكون المدير نجما ولكن يجب أن تتوفر فيه عدة صفات، فيجب أن يكون ملما بكل الاتجاهات المنتمية للعمل المسرحي، سواء فنية أو إدارية، وإن يستطيع أن يحتوي الجميع. وهل ترى توافر هذه الشروط في شخصك أم رأها فيك من انتخبوك للمنصب؟ للعلم أنا من ضمن ثلاثة أسماء نجحوا في الانتخابات مع زملائي في الوسط على عبد الرحيم وأشرف طلبة، وكان طلبة هو صاحب أعلى نسبة أصوات، ولكن تم اختياري، والحقيقة أن أيا من كان سيفوز بالمنصب كنا سنقف جميعاً خلفه فنحن الثلاثه أهدافنا وأفكارنا واحدة. أما عن توافر الصفات فكوني مخرجاً جعلني ملما بكل تفاصيل الإدارة، فقد تعاملت على مدار 9 سنوات أخرجت فيها 9 أعمال تعاملت مع كل جهات العمل من فنيين إضاءة لديكور لإداريين لفنانين وناقشت أمورا مالية وكنت مشرفا على كل عروضي التي استطعت أن أمسك بزمام الأمور فيها جميعا، وتعاملت فيها مع كبار الفنانين كالفنان محمود ياسين وغيره من النجوم الكبار. وأرى أن أكثر من يصلح لإدراة المسرح هو من عمل مخرجا. هل ترى فكرة انتخاب المديرين فكرة ناجحة؟ الفكرة في الأساس مطلب شعبي طالبنا به في ثورة يناير، وهي فكرة جيدة لكن شابها إدخال بعض العيوب كاإطاء الإداريين حق التصويت، لكن العجيب أن هناك أصوات قامت ونادت بتطبيق الانتخاب وحين اخفقت في الوصول للمنصب عادت وطالبت بإلغاء الفكرة. تملك الآن عدة مسميات مابين مخرج وممثل ومدير فهل سيشغلك المنصب عن الإخراج والتمثيل؟ القوانين تمنعني من الإخراج في مسرح أديره، لكن لا تمنعني من الإخراج والتمثيل خارج المسرح. ولا أخفي أنني لا اعتبر نفسي مخرجا لأنني أخرجت؛ لأن الممثل الجيد يستطيع أن يقوم بالإخراج، وكذلك لأقدم أعمالا دينية هدفها نشر معاني الإسلام السمحة والوسطية التي يتميز بها ديننا الحنيف؛ لذلك كل أعمالي دينية وأنا في الأساس ممثل وسأظل ممثل. وهل قمت بالتمثيل في أعمالك المسرحية التي اخرجتها؟ نعم ولكن مضطراً؛ فأنا لم أضع لنفسي دورا في أي عمل من أعمالي، لكن في العروض كانت تحدث ظروف تجعلني أقوم بأداء التمثيل نيابة عن ممثل في العمل منعه ظرف ما عن أداء دوره. البعض اتهمك أنك تقوم بإخراج الأعمال الدينية حتى تحجز لك عرضا كل موسم في رمضان؟ هذا افتراء، فقد كنت استطيع ان اقدم أعمالي في أي وقت من العام لكن كما قلت كانت لدي رسالة أردت أن أقدمها في عروضي، وهي الإسلام الصحيح الوسطي. كما أنني أقدم ما يطفو على الساحة المصرية، فمثلا قدمت أخر أعمالي وهو "أبو الثوار" وكان في بداية حكم المعزول مرسي وكان به رؤيه لكل ما حدث، حتى أن بعض من جماعة الإخوان شاهد العرض وقابلوني بعده وقالوا لي "الرساله وصلت". حتى أن الأستاذ عمار على حسن كتب بعدما شاهد العرض مقال بأسم "من أبى ذر الغفاري إلى محمد مرسي"، قال فيه كل ما شاهده في العرض؛ لذا فأنا أقدم رسالة ولا أعمل بمبدأ "السبوبة". المسرح به موظفين ومتعاقدين من نجوم الشباك مع ذلك لا نراهم في أعمال المسرح الحديث إلا نادرا فكيف ستواجه تلك المشكلة؟ هذه المشكلة أرى أن النجم فيها له بعض الحق، فلك أن تتخيل أن مرتب النجم لا يتعدى الألف جنيه شهريا في حين أنه يتقاضى مرتب عمل مسرحي واحد في القطاع الخاص ما يساوى مرتبه لأكثر من 10 سنوات؛ لذا يجب أن تكون هناك حلولا تقارب بين أجر النجم في الخارج وداخل مسرح الدولة. كما أن المسرح به العديد من الوجوه الممتازة وأنا اؤمن بالعمل المتكامل الناجح ولا أفضل أن أعود إلى مسرح النجم الواحد الذي كان سببا في انخفاض مستوى المسرح الخاص والسينما والدراما التلفزيونية. وحاليا يتم اختيار النجوم لعمل مسرحي جديد سيخرج للنور ليكون أول أعمال الموسم الجديد. متى سيعود مسرح "السلام" للعمل وما هي الخطة المستقبلية للمسرح؟ خلال شهرين سيكون مسرح "السلام" جاهزا، وخلاف ذلك هناك عرض يناقش مشاكل الأمة العربية الحالية إخراج عادل أنور. البعض يستعين بعوامل جذب للمشاهد مثل مطرب مشهور أو راقصة فهل ستمضي على نفس الدرب؟ بالطبع أرفض هذا ولن يكون في مسرحي أحدا محشورا في العرض لأي غرض، وإذا كان العرض لا يحتاج إلى راقصة ولا أجد لفظ راقصة "سبة" فلن تكون به راقصة، أما إذا كان النص يحتاج فلا مانع عندي. منذ سنين وأغلب العروض الناجحة تغلق لأنها أنهيت مده العرض المتعاقدة عليه وهو شهر فهل سيظل هذا مصير العروض الناجحة؟ لا فأنا من أكثر المخرجين الذين عانوا من غلق العروض في ظل نجاحها وإقبال الجماهير عليها، حتى أن أحد عروضي وهو "في أيه يا مصر" قام الجمهور بالهتاف لعدم إغلاق العرض ومع ذلك أغلق، فقد كان العرض يحمل رسالة عن الفتنة الطائفية وأراد المسئولين تصويره لإيصال رسالته إلى الشعب كله إلا أنني رفضت لأنهم أرادوا تصويره دون أن يأخذ كل فنان أجره، وأنا استطيع أن أتنازل عن أجري لكن أجر زملائي لا؛ لذا أعد الجميع بأن العرض الناجح سيستمر ويساندني في هذا رئيس البيت الفني الفنان فتوح أحمد. في النهاية ماذا تود أن تقول؟ أود أن أقول لجموع المصريين أنكم حققتم ثورة عظيمة وسنجني ثمارها قريبا إن شاء الله ويعود الهدوء والاستقرار إلى الوطن، ويعود للمسرح أيضا جمهوره.