أثارت تغييرات وزير الثقافة الدكتور علاء عبدالعزيز داخل قطاعات الوزارة العديد من التساؤلات حول هذه التغييرات ومدي جديتها ومن ضمنها تولي الفنان فتوح أحمد منصب رئيس للبيت الفني بدلاً من ماهر سليم ليصبح فتوح هو رئيس البيت السادس خلال عامين فقط، وحول هذا الأمر طرحنا عدة تساؤلات علي المسرحيين لنعرف هل هو تغيير لمجرد التغيير أم تغير يهدف إلي التطوير، وماذا يطالب المسرحيون رئيس البيت الجديد. قال المخرج محمد سليم: لا يوجد تغيير بالقطاع وكل رئيس جديد يتولي المنصب يكون هدفه الأساسي مجرد تهدئة العاملين، ولا يحاول تغيير القواعد والقوانين التي يسير عليها البيت الفني، فمشاكلنا كثيرة أهمها عدم تصوير المسرحيات التي تنتج، وعدم وجود دعاية للعروض المسرحية بالرغم من وجود ما يسمي جهاز الدعاية داخل قطاع البيت الفني ولكنه غير فعال، كما نحتاج إلي وضع خطط وتحديد اتجاهات كل فرقة، فالمسرح لا يأتي بنجوم كبيرة لأن الأجور حتي لو كانت جيدة بالنسبة للمسرحيين إلا إنها لا ترضي نجوم السينما ذات الأجور العالية، فنحن نطالب بالاهتمام بالشباب الذين يقدمون تلك العروض المسرحية وتوفير ما يلزمهم من أجر وحقوق، فأنا كمثال أعمل في البيت الفني منذ 10 سنوات بين أجر يومي وعقد مؤقت حتي تم تعييني براتب 360 جنيهاً، وأحصل علي مكافأة لأي عرض أخرجه 6 آلاف جنيه واللائحة تنص علي أن أقدم عرضاً واحداً فقط كل عامين فكيف أعيش كفنان؟ بجانب ان حوافز ال 200٪ حوافز التي حصلت عليها جميع قطاعات الدولة إلا البيت الفني للمسرح، فالإداريون داخل البيت الفني يحصلون علي رواتب أعلي من الفنانين ويعطلون أوراقنا فكل هذه مشاكل أمام رئيس البيت الفني الجديد. المخرج الكبير أحمد عبدالحليم قال: أعتقد ان هذا التغيير لمجرد التغيير، لأن التجديد يجب ان يتم علي أساس خبرة ووعي لرسالة المسرح، فأيام الستينات عندما ذهبت للتعيين في المسرح سألوني علي خطتي لتطوير المسرح، فكان لابد من تقديم خطة لتطوير المسرح للعمل داخل قطاعاته. وأنا في النهاية أتمني لرئيس البيت الفني الجديد التوفيق في مهنته وأدعو الله ان يوفقه في عمله، وأطلب منه بعث روح النشاط للمسرحيين، وان يحرص علي ان تلعب كل فرقة دورها الحقيقي في تقديم المادة التي تتناسب معها، فلو استطاع عمل ذلك سوف يخلق خلطة فنية إبداعية جديدة، بعيدة عما يحدث الآن كل فرقة تقدم عملاً يشبه الفرقة الأخري. بينما كان رأي الفنان حلمي فودة: إننا لا نستطيع القول بأنه تجديد لمجرد التجديد بل يجب ان نتساءل عن سبب هذا التغيير، فمهما كان الشخص الذي تولي هذا المنصب فليس بيده عصا سحرية سوف تحول بها القطاع إلي جنة، لان الجميع يعلم ما نعانيه من نقص في الميزانيات وظروف صعبة نمر بها، بجانب عدم وجود صلاحيات كافية لمن يتولي هذا المنصب خاصة في أمور الإنتاج. فمهما كانت رؤيته وطموحاته مع عدم وجود صلاحياته سوف يقف مكبل اليدين، ففي الفترة الأخيرة تولي ذلك المنصب فنانون مسرحيون من الطراز الأول ولكن عدم صلاحيات جعلهم لا يقدمون أي شيء للمسرح، فأنا أسأل رئيس البيت الفني الجديد: هل تستطيع التمسك بصلاحياتك والحصول عليها لتنفيذ خطتك أم لا؟ وقال الفنان محمود عامر: في الفترة الحالية أشفق علي أي شخص يتولي منصباً في مصر لان هذه الفترة حرجة، وخاصة المسرح الذي يتعرض لهجمات شرسة أهمها تجفيف منابع الإنتاج وتخريب صالات العرض، فمسارحنا «خربة» بنسبة 90٪ مثل المسرح القومي والحديث والعائم الكبير والصغير وغيرها. وعندي قناعة ان المشكلة ليست في تغيير رأس المنظومة، بل في الكيان نفسه لان اللائحة الأساسية غير صالحة ومهما كان مَن القادم سيتعثر في هذه اللوائح التي تحتاج إلي إعادة بناء، فتاريخنا المسرحي بالكامل في سلة المهملات لأنه لا يوجد تصوير للعروض وطالبنا كثيرا بهذا الأمر وان يحتسب التصوير من ميزانية العرض حتي نستطيع بيع هذه العروض الي المحطات الفضائية والاستفادة منها، وبالرغم من وجود بروتوكول بين البيت الفني للمسرح وشركة صوت القاهرة لتصوير العروض، فإن هذا لم يحدث. وأتذكر في عام 2007 عرضت مسرحية «أسعد سعيد في العالم»، بطولة الفنان محمد أبوالحسن الذي «بح صوته» للمطالبة بتصوير العرض ولم يحدث بالرغم من حصول العرض علي استحسان النقاد ومثل مصر في عدة مهرجانات دولية، بجانب عدم سفر العروض المسرحية للمحافظات التي تتهافت علي وجودنا عندهم، فالثقافة سلعة مدعمة لمصر كلها وليس لسكان القاهرة فقط، كما انه يوجد بيننا وبين وزارة التربية والتعليم بروتوكول لتقديم ما يسمي مسرحة المنهج ولكن لم يحدث شيء فأنا لا أريد تغيير رؤوس بل أريد تغييراً ونريد تحول منصب مدير المسرح بالتعيين وليس بالانتخاب للقضاء علي عملية «الشللية» التي أصبحت موجودة داخل المسرح.