في هدوء.. ودقة.. بدأ الفنان توفيق عبد الحميد إدارة عمله بالبيت الفني للمسرح الذي تولي رئاسته مؤخرا خلفا للدكتور أشرف زكي ، ذهبنا له في مكتبه الجديد بعد انتقاله من المسرح القومي حتي يفصح لنا عن خطته التي أعدها للبيت الفني للمسرح خاصة أن هناك مشاريع مسرحية عديدة لم تكتمل بعد، عن ذلك بدأ عبدالحميد حواره معنا قائلاً: فكرت في أكثر من محور يتم إضافته لتطوير العمل بالبيت الفني للمسرح، المحور الأول هو ضرورة عمل لجان قراءة بكل مسرح مكونة من أهم النقاد والمسرحيين حتي تقرر اللجنة مدي صلاحية النص للتقديم علي خشبة المسرح و للفرقة المقدم بها وبالفعل طلبت من مدير كل فرقة إقامة هذه اللجان وأعتقد أن هذا سيجنبنا أي ضغوط أو سطوة من أي نوع حتي لا يفرض علينا أحد أشياء قد لا تكون هي الأصلح، المحور الثاني هو هام للغاية وهو تفعيل العلاقة بينا وبين المسرح المدرسي والذي اعتبره اللبنة الأولي التي يقوم علي أساسها العمل المسرحي وأنا شخصيا بدأت من مسرح المدرسة ثم الجامعة ثم مسرح الدولة وبعدها كان الاحتراف، المحور الثالث كنت قد فكرت من قبل بالنسبة للمسرح القومي أن أقوم بعمل فرقة تتألف من مجموعة من الشبيبة المحبين للمسرح ولا يشترط بها أي شيء سوي الموهبة فقط فأي شخص يجد في نفسه موهبة فنية عليه أن يتوجه للاشتراك بهذا الفريق دون التقيد بسن أو شهادة أو وظيفة وسوف نقوم بتقسيم هؤلاء حسب درجة الموهبة فسوف نستقطب لهم أساتذة في مجالات متعددة حتي يقوموا بتدريبهم، أيضا أفكر في عمل جولات مسرحية بالمحافظات المختلفة لعمل العروض بها مثل المدن الساحلية. هناك شكاوي متعددة في محافظة الإسكندرية من عدم وجود انتاج خاص بها رغم انهم يملكون مسارح، فما إمكانية تفعيل ذلك؟ - الإسكندرية تحديدا محافظة تسمح بإقامة هذا المشروع بها لأنها تمتلك عددًا غير قليل من المسارح وسوف نصل خلال الفترة القادمة لصيغة لإمكانية تحقيق ذلك فمن الممكن أن تظل دور العرض بالإسكندرية تعمل طوال السنة. فيما يتعلق بلجان القراءة هل سيكون لها أحكام رقابية علي الأعمال المسرحية؟ - علي الإطلاق فمهمة لجان القراءة تنحسر فقط في اختيار العروض المناسبة للمسرح ومن مهامها أيضا الحكم الفني علي النص أما الرقابة فهي مهمة أخري يقوم بها المسئولون عنها. هل انت كفنان تؤيد وجود الرقابة علي الأعمال الفنية؟ - ليس هناك فنان يحب وجود الرقابة لكن في المقابل هناك أعمال فنية هامة ورائعة قدمت ولم تحجبها الرقابة لمجرد انها جريئة والشيء الذي يجعلنا ندخل في صدام صريح مع الرقابة اقترابنا من المحاذير الثلاثة وهي الدين والجنس والسياسة فيما عدا ذلك لدينا متسع ومساحة كبيرة للإبداع وبصراحة في أوقات عديدة أجد لوجودها ضرورة رغم أن طبيعتي كفنان لا تحبز وجود الرقابة. الفترة ما بين توليك مدير المسرح القومي ثم رئاسة البيت الفني للمسرح قصيرة حيث لا تتعدي شهورًا، ألم يزعجك ذلك؟ - رئاستي للبيت الفني كانت مفاجأة بالنسبة لي لأنني في البداية عندما أسندت لي مسئولية المسرح القومي كان يواجهني ثلاث مشاكل أساسية أولها أن الحريق الذي تعرض له المسرح وبالتالي لا يمكن عمل أي عروض عليه وثانيا جميع النجوم رحبوا بالعمل معي في القومي لكن علي خشبته وليس تحت اسمه فقط، إلي جانب ذلك معظم الفنانين كانوا مرتبطين بأعمال رمضان، وبعد ترتيبي للأوراق وتفكيري لوضع حلول لها وجدت نفسي رئيسا للبيت الفني للمسرح بالطبع فوجئت لأنها لم تكن ضمن طموحاتي وهي مسئولية كبيرة لأنني هنا مسئول عن 8 فرق مختلفة وليس عن القومي فقط إلي جانب أنني توليت بعد أشرف زكي الذي كان نشطا في عمله للغاية فهي مسئولية كبيرة. صدر قرار مؤخرا من وزارة المالية بتقليص دعم الدولة للمسارح، كيف ستتعامل مع هذا القرار؟ - حتي الآن ليس هناك شيء رسمي بهذا الموضوع وبالطبع لا اتمني أن يحدث لأننا في حاجة إلي دعم الدولة وإذا حدث ذلك سيكون هناك خطورة علي المسرح. هل ستقوم بتغيير شكل الدعاية الخاص بالعروض المسرحية الفترة القادمة؟ - الحقيقة أن المسرح في منافسة شرسة مع التليفزيون والسينما لذلك فهو يحتاج إلي شكل وأسلوب جديد لعملية الدعاية حتي نستطيع استقطاب الجمهور العادي والشباب، ومن هذه الأساليب مثلا استغلال الطاقات الشابة بالبيت الفني التي تستطيع التعامل مع الإنترنت حتي يتم تعريف الجمهور بنا، أيضا وجدت في البيت الفني ما يسمي بخدمة المواطن وهذه الخدمة كانت خاصة بتلقي شكاوي المواطنين ففكرت في تفعيلها بشكل جديد وهو إرسال أهم أنشطة البيت الفني للمواطنين عن طريق هذه الخدمة فقبل أن نسمع شكواهم لابد أن نستقطبهم إلينا أولا، لأنني في النهاية ضد الأعمال المسرحية التي تقدم للصفوة وضد المقولة الباطلة التي يرفعها الفنانون دائما أنه إذا وجد شخص واحد بالصالة أعرض له لأن هذا ببساطة إهدار للمال العام!، كما أفكر حاليا في إمكانية عمل بعض العروض ثلاثة أيام في الأسبوع فقط واستغلال يوم أجازة المسرح لإقامة حفل غنائي عليه لأي من المطربين الكبار مثل أم كلثوم عندما كانت تغني من قبل علي خشبة القومي. هل تري أن العمل الإداري قد يتعارض مع طبيعتك كفنان؟ - لا اعتقد ذلك لأن هناك فنانين كثيرين تولوا أعمالا إدارية ونجحوا بها. إذن فماذا عن عملك الأساسي "التمثيل"؟ - منذ توليت رئاسة المسرح القومي قررت ألا أقدم أكثر من عمل في السنة خاصة أنه أحيانا يحدث تضارب في مواعيد عرض هذه المسلسلات فتعرض جميعها في وقت واحد مما يؤدي إلي احتراق الممثل وبالتالي سيكون لدي مساحة كبيرة من الوقت للعمل الإداري فإذا حددت أهدافي لن يحدث تضارب. وماذا عن المسرح؟ - لن أقدم مسرحًا خلال هذه الفترة حتي لا يأخذني شيء من الآخر وسأؤجل مشاركتي بأي عمل مسرحي علي الأقل في هذا التوقيت.