قتل شخص على الأقل خلال مظاهرات غاضبة في السودان احتجاجا على قرار الحكومة رفع الدعم عن بعض المشتقات النفطية. ووفقا لما جاء على هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" فقد قتل المتظاهر وهو طالب جامعي في المظاهرات التي اندلعت في مدينة ام درمان حيث عمت الاحتجاجات خمس مدن سودانية. وقال شهود إن المحتجين رشقوا بالحجارة رجال الشرطة الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وأضافوا أن محتجين أضرموا النار في مكتب تابع لحزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير في مدينة أم درمان، وأغلقوا عدة طرق وحرقوا اطارات السيارات. وردد حوالي ألفي متظاهر في العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان شعارات منددة برفع الاسعار " لا لا لزيادة الاسعار" وتطالب بإسقاط النظام ومطالبة بالحرية. واستمرت الاشتباكات لأكثر من ست ساعات حتى بعد منتصف الليل في بضعة مناطق بالعاصمة وأم درمان. وبدأت هذه الموجة من الاحتجاجات الاثنين على إثر اعلان الحكومة زيادة اسعار المواد البترولية في إطار اصلاحات اقتصادية تهدف لتقليص الدعم الحكومي للمشتقات النفطية. ودافع وزير المالية السوداني علي محمود دافع عن قرار رفع الدعم الحكومي والذي جاء مترافقا مع تدابير أخرى من بينها خفض قيمة العملة المحلية أمام الدولار الأمريكي بواقع الثلث. وقال الوزير إن هذه التدابير ستزيد عائدات الدولة بنحو سبعمئة مليون دولار. ويذكر ان قرار رفع الدعم عن الوقود هو جزء من حزمة إصلاحات اقتصادية تنفذها الحكومة السودانية للخروج من الأزمة الاقتصادية وتشمل أيضاً خفض الإنفاق الحكومي وزيادة الإنتاج. وألقت السلطات الامنية الاثنين القبض على العشرات من المحتجين بعد ان اتهمتهم بإثارة الفوضى والشغب، وقالت أنها ستقدمهم للمحاكمات.