قالت مصادر أمريكية ودبلوماسية إن إدارة الرئيس باراك اوباما تسعى لطمأنة المسئولين الإسرائيليين بالا يكون هناك تخفيف للعقوبات على طهران ما لم تنتهج خطوات ملموسة لكبح برنامجها النووي. ويبدو أن المناقشات غير الرسمية التي تجري على عدة اصعدة في واشنطن وإسرائيل تهدف لتهدئة مخاوف الإسرائيليين من تحرك أمريكي سابق لأوانه للتقارب مع إيران في وقت تثور فيه الشكوك بالفعل إزاء عزم الولاياتالمتحدة الإبقاء على التهديد بعمل عسكري. وفي ضوء تصريحات كبار المسئولين الإسرائيليين يتضح أن أمام البيت الأبيض مهمة شاقة لتبديد هذه المخاوف. تأتي المساعي الأمريكية لطمأنة حليفتها إسرائيل في وقت يستعد فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني للسفر لنيويورك ليلقي أول كلمة له أمام الأممالمتحدة واحتمال بعيد للقاء مباشر مع اوباما بعد أن كشف عن عدة بوادر مشجعة تجاه الولاياتالمتحدة. وفي تعليقات على الملأ حرص اوباما ومساعدوه على التحفظ عند الترحيب بمبادرات روحاني غير انهم أوضحوا انهم مستعدون لاختبار نواياه تجاه إيجاد حل سلمي للنزاع النووي بين إيران والغرب. وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي للصحفيين أمس في عرضه للكلمة التي سيلقيها اوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "سنصدر حكمنا استنادا لأفعال الحكومة الإيرانية لا مجرد الأقوال". وأكد رودس انه لم يتم تحديد موعد لاجتماع مع اوباما الذي تبادل الخطابات مع نظيره الإيراني إذ تبنى الأخير لهجة مختلفة تماما عن سلفه محمود أحمدي نجاد. غير أن البيت الأبيض لم يستبعد إمكان عقد اجتماع على هامش جلسات الأممالمتحدة واعترف مسئول أمريكي في حوارات خاصة برغبة الإدارة في لقاء بين الرئيسين وهو الأرفع مستوى منذ الثورة الإسلامية في عام 1979. غير أن مثل هذا الاجتماع لن يروق لإسرائيل التي أبدى بعض مسئوليها القلق من تأثير معالجة اوباما للازمة في سوريا على المواجهة مع إيران. ويخشون أن إحجام الولاياتالمتحدة عن توجيه ضربة عسكرية لسوريا قد يشجع إيران على المضي في انشطتها النووية. وتتهم الولاياتالمتحدة وإسرائيل إيران بالسعي لتطوير قدرات نووية. وتقول إيران إن برنامجها سلمي محض من اجل توليد الكهرباء. وقال مسئول أمريكي إن المشاورات الأمريكية الإسرائيلية التي كشفت صحيفة نيويورك تايمز النقاب عنها على موقعها الالكتروني في ساعة متأخرة من مساء أمس ستبلغ ذروتها في الاجتماع بين اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت البيضاوي في الثلاثين من سبتمبر أيلول.