أعلنت لجنة توفيق الآراء بمؤتمر الحوار الوطني الشامل تمديد مؤتمر الحوار إلى أجل غير مسمى بعدما كان مقررا اختتامه بعد غد الأربعاء. وجاء التمديد خلال اجتماع عقد الليلة الماضية، برئاسة نائب رئيس مؤتمر الحوار الدكتور عبدالكريم الإرياني، وناقش الإطار العام لهيكل وثيقة مؤتمر الحوار الوطني. وأكد مصدر رسمي أن اللجنة حددت يوم الخميس المقبل كآخر موعد تسلم التقارير النهائية لفرق العمل وطالبت بضرورة انضباط أعضاء المؤتمر بمواعيد انعقاد الجلسات. وقدم أعضاء اللجنة خلال الاجتماع، ملاحظات حول الإطار العام للوثيقة، وتم الاتفاق على أن تقوم اللجنة المكلفة صياغة الوثيقة باستيعاب كل الملاحظات المطروحة. من ناحية ثانية، عطل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس السابق علي عبدالله صالح "الشريك في حكومة الوفاق الانتقالية بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة" جلسات أعمال مؤتمر الحوار الوطني بعد تلقيهم توجيهات من صالح بتعليق حضورهم احتجاجا على بعض التطورات التي يشهدها مؤتمر الحوار، خاصة ما يتصل بشكل الدولة بعد أن بدأت تتبلور فكرة دولة يمنية اتحادية من إقليمين لتطغى على بقية المقترحات، وإن كانت فكرة الدولة الاتحادية من عدد من الأقاليم لاتزال مطروحة للنقاش في إطار فريق القضية الجنوبية. وتزامن ذلك مع اجتماع عاصف لحزب المؤتمر الشعبي برئاسة صالح لمناقشة التطورات، بخاصة ما يتصل برفض صالح التمديد للرئيس اليمني الانتقالي عبد ربه منصور هادي، وهو المقترح الذي يلقى ترحيبا في أوساط حزب التجمع اليمني للإصلاح. ونقل عن مصادر حضرت الاجتماع أن قيادات في حزب المؤتمر طالبوا الرئيس هادي ونائب رئيس المؤتمر الشعبي الدكتور عبدالكريم الإرياني بتحديد موقفيهما من بقائهما في المؤتمر، وطالباهما بعدم البت في أية قضايا تتصل بالمؤتمر قبل الرجوع إلى الرئيس صالح. وعلى صعيد متصل، عقدت اللجنة المصغرة المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل اجتماعها السادس على التوالي بهدف مناقشة حلول وضمانات القضية الجنوبية والتي ستمهد بدورها لحسم مسألة شكل الدولة، إحدى النقاط القليلة التي لازال مؤتمر الحوار لم يحسمها. وتميز الاجتماع الذي حضره الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر وأمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل أحمد عوض بن مبارك، تميز بنقاشات هادئة وبناءة من قبل جميع المشاركين أسفرت عن إحراز تقدم ملحوظ في النقاشات المتعلقة بمسودة وثيقة الأسس والمبادئ والضمانات التي ستشكل إطارا للحل العادل والواقعي والتوافقي للقضية الجنوبية. وتوافق المجتمعون على صيغة مسودة مع تسجيل تحفظات بعض ممثلي المكونات على بعض النقاط، كما اتفقوا على إجراء مشاورات أخيرة مع مكوناتهم السياسية يوم غد الاثنين بشأن المسودة ومن ثم الالتئام مجددا في جلسة مسائية من أجل المصادقة عليها قبل إحالتها على فريق القضية الجنوبية الذي سيصوت عليها بدوره لتكون جزءا من مخرجاته التي ستعرض على الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل.