وسط دعم دولي واقليمي ، شهدت العاصمة صنعاء عديدا من الاجتماعات والتحركات السياسية المكثفة لسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية، بدءا بحضور سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية اجتماعا اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الليلة الماضية بحضور جمال بن عمر والذي أكدوا خلاله للجنة دعمهم المطلق للعملية السياسية في اليمن اصطفافهم جميعا للمضي قدما بالعملية الانتقالية والتسوية السياسية في اليمن. وأكد مصدر يمني مسئول - في تصريح نقلته صحيفة "أخبار اليوم" اليمنية في عددها الصادر اليوم الأربعاء - أن سفراء الدول العشر أبلغوا اللجنة التحضيرية للحوار أن حضورهم هذا الاجتماع هو تعبير عن وقوفهم بجانب اللجنة لإنجاح التسوية السياسية والتحضيرات الخاصة بمؤتمر الحوار الوطني الشامل ،وأكدوا لهم اصطفافهم مع المبعوث الأممي وتأييدهم لمقترحاته وعبروا عن استيائهم من المواقف التي تبناها قياديون في المؤتمر الشعبي العام تجاه المبعوث الأممي جمال بن عمر. وأوضح السفراء للجنة الفنية أن مسألة فرض عقوبات ضد معيقي المبادرة باتت قناعة لدى جميع سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة. وقال إن أحد الاجتماعات التي شهدتها صنعاء الليلة الماضية جمع رئيس الجمهورية بالمبعوث الأممي وعدد من أعضاء لجنة الحوار وبعض السفراء لمناقشة هذه التطورات.وأضاف أن المبعوث الأممي واللجنة الفنية للحوار دعت الرئيس اليمنى إلى تحمل مسئوليته في هذا الظرف الدقيق وإصدار قرارات تنهي هذه الإشكالية المتعلقة بنسب التمثيل طالما والمؤتمر الشعبي مصر على رفض تفويض المبعوث الأممي وطالما وهذه المسألة لم تحسم داخل فنية الحوار، وقد أبدى عدد من السفراء تضامنهم مع الدكتورعبدالكريم الإرياني رئيس اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني مما يتعرض له من هجوم واتهامات من قبل صالح، الأمر الذي دفع الدكتور الإرياني بالقول للسفراء أنا أعاني من هذا الوضع منذ ثلاثين عاما حتى أصبحت متعودا على هكذا وضع. وكشف المصدر اليمني أن من نتائج الاجتماعات والتحركات التي شهدتها العاصمة صنعاء تأجيل المبعوث الأممي جمال بن عمر مغادرته لليمن إلى موعد أقصاه يوم الجمعة القادمة، كما طلب الرئيس هادي من سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الخمس إبلاغ دولهم طلب اليمن بتأجيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الخاصة باليمن التي يفترض أنها ستعقد يومنا هذا الأربعاء وهو الأمر الذي تم بحسب طلب الرئيس هادي الذي لا زال يأمل من المؤتمر الشعبي العام وقياداته أن يغيروا موقفهم المتعنت المعيق للحوار الوطني. وجدد حزب المؤتمر الشعبي العام "الشريك فى حكومة الوفاق الوطنى "رفضه بتفويض مساعد الأمين العام للأمم المتحدةجمال بن عمر بما يخص تحديد نسبة تمثيل الأحزاب والفعاليات التي ستشارك في مؤتمر الحوار الوطني، حيث خلص اجتماع للمؤتمر الشعبي العام وحلفائه أمس إلى تمسكه بقراره الرافض لحصوله على نسبة اقل من المشترك فيما يخص تمثيله في الحوار الوطني. ودخل مؤتمر الحوار الوطني السامل في اليمن منعطفا جدبدا على ضوء رفض قوى الحراك الجنوبي المشاركة في الحوار، وهي الاختلاف على حصص التمثيل للقوى الموافقة على المشاركة في المؤتمر،الذي يعد الركيزة الأساسية للتسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية. ورغم الجهود التى يبذلها المبعوث الأممي جمال بن عمر لتذليل العقبات، غير أنها اصطدمت هذه المرة بحزب المؤتمر برئاسة علي عبدالله صالح، وشباب الساحات الذين رفضوا تفويض جمال بن عمر لتحديد حصة كل طرف من الأطراف التي ستشارك في المؤتمر الذي تأجل إلى الشهر القادم. ورغم اللقاءات التى عقدها مبعوث الأممالمتحدة مع الاطراف اليمنية قيادات المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني، وذلك لإقناعهم بالموافقة على تحديد حصص القوى المشاركة من قبله شخصيا.بدوره ، أقر حزب صالح في اجتماع مكتبه السياسي مع 13 حزبا متحالفا معه، رفض مبدأ التفويض لأي طرف من الأطراف، سواء كانت راعية أو مشاركة في الحوار، في تحديد حصة المكونات الرئيسة في المبادرة وآلية اختيار المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني. وأكد حزب المؤتمر تمسكه الحزب وحلفائه بالمرجعيات الأساسية للتسوية السياسية، المتمثلة في المبادرة الخليجية، والقرارات الدولية ذات الصلة، موضحا أن بنود المبادرة والآلية التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن 2014-2051، هي مرجعية أساسية غير قابلة للتأويل أو التراجع أو النقض من قبل الأطراف الموقعة على المبادرة، ورأى أن أي تراجع أو تلاعب من باب المناورة السياسية يعد جزءا من المسئولية الكاملة أمام المجتمع الدولي في تعطيل الحوار. وطالب بإبقاء الحوار مفتوحا حول معايير وآليات التمثيل للأحزاب والقوى المنخرطة للحوار، وصولا إلى وفاق وطني يستند على نصوص المبادرة وقرارات مجلس الأمن. من جهتهم، علق ثلاثة من أعضاء لجنة الحوار الوطني، الذين يمثلون شباب الساحات، عضويتهم في اللجنة لذات السبب.وقالوا في بيان لهم إن اللجنة الفنية للحوار أبلغت من قبل رئيس اللجنة الدكتور عبدالكريم الأرياني، أنهم توافقوا على أنه ليس بإمكان اللجنة نقاش وحسم موضوع التمثيل في مؤتمر الحوار الوطني،وأنها تخول السيد جمال بن عمر بشكل مطلق غير قابل للنقاش أو الاعتراض من قبل أي عضو في اللجنة بتقديم مقترح نهائي تقبله اللجنة كما هو.