الطريق الى القرى التى استهدفتها عمليات القوات المسلحة جنوب رفح محفوف بالمخاطر ، فيجب ان تتواصل مع السكان قبل ان تستهم بالانتقال الى احداها ، فالتوجس من الغرباء لسان حالهم ، فى عموم الجولة تشعر بالرقابة من اصحاب الدراجات النارية ، كما تنتابك خشية ان تجد مروحية فجأة فى السماء لمواصلة القصف ، فتشارك السكان هواجسهم بواقع الامر ، فيقول احدهم ربما تكون احدى السيارات التى تعلق لوحات ملاكى تابعة لجهاز امنى. وصلت " شبكة الاعلام العربية – محيط " الى قرية "قوز ابو رعد" وقرب احدى نقاط قوات حفظ السلام قال احد السكان فوجئت بزح كبير للاهالى يقترب من مقر القوات فى الوقت الذى كنت اسمع دوى انفجارات وتصاعد ادخنة وطائرات الاباتشى ترمى بالصواريخ هنا وهناك ، لا انكر شعورى بالهلع انا واسرتى يستكمل المواطن ، لقد ضربوا عدة منازل بالدبابات وقام باحراق منازل اخرى ، ويتسائل المواطن هل انحرفت الحملة الامنيه عن مسارها نحن لا نؤيد الارهاب وكذلك لا نؤيد ان يرهبنا احد . منازل القصف نتجول فى عدة منازل تعرضت للقصف بالطائرات او بالدبابات او بالحرق المتعمد ، فى انحاء القرية .. وكانت منازل متناثرة ويبدو انه تم ضربها بانتقائية وليس بشكل عشوائى وهذا كان مثار السؤال ، فيقول السكان القوات كانت معها قوائم اسماء ومنهم من نحن متأكدين تماما عدم ضلوعهم فى اعمال عنف او حتى لا ينتمى نهائيا لجماعات دينية. الى قرية المقاطعة كان لزاما ان تمر على مسجد ابو منير المطلوب الاول لدى قوات الامن وهو شيخ سلفى مسن يحظى بقبول فى اوساط المنتمين للجماعات الاسلامية بالمنطقة ، والمسجد تعرض مرتين للقصف احداها قبل العملية واسعة النطاق بأسبوع عندما استهدفت مروحية المجلس الملحق بالمسجد و فى المرة الثانية تم قصف المسجد وبدت اثار اختراق صواريخ الهيل فاير واضحة وبقايها لا تزال فى المكان ، اللافت اختفاء تام للسكان المحيطين بالمسجد فلم نرى اى كائن يتحرك فى المنطقة . سكان الموت ننطلق من المكان الموحش الى قرية المهدية التى يقول سكانها انهم اصيبوا بالضرر الاكبر ، واللافت هو ضرب عشرات القصور و الفيلات ذات الطراز المعمارى الراقى باهض التكاليف ووجدنا اصحابها فى المواقع ذاتها يتحدثون عن قصفهم بالطائرات والدبابات وانهم فور علمهم بقدوم الحملة اخرجوا اسرهم على عجل الى مواقع اكثر امنا ، وكان محور سؤالهم اذا كان بيننا مطلوبين فلماذا قصف المنازل الخالية واحراق محتوياتها بهذا الشكل لا نعتقد ان اطفالنا سيفارقهم المشهد مدى الحياةاحد السكان يستعرض معنا فيلتين متجاورتين اصابهما القصف بينما يقول نجا لى بيتين اخرين كنت قد وضعت فيهما غالبية نساء والاطفال المنطقة اثناء الحملة ، ونمر على منزل يشير اليه مرافقنا هذا بيت احد المطلوبين لدى قوات الحملة وتم تدمير منزله تماما وهو مختفى تماما من المنطقة ولكن ما ذنبنا نحن . نتائج الحملة صفر فى مجلس بدوى كان يستخدم لإيواء الأفارقة النازحين من براثن عصابات التهريب ، وهو ملك للشيخ محمد ابو على الشهير بابو بلال ،وقد بدت على حوائطة اثار الحرق اثناء الحملة ،فيما لاحظنا وجود مهاجرين افارقة يقوم برعايتهم فى منزل مجاور مملوك له ، يقول ما الرسالة التى اراد ان يوصلها الجيش ، هذا العمل غير مسبوق ، ولم نتوقع ذلك من الجيش المصرى ، فالاعتذار الكامل مطلوب بسرعة لإصلاح ما تسببت به الحملة الموسعة التى يعتبر نتائجها صفر على حد قوله . وفى نفس المكان يقول ابراهيم المنيعى رئيس اتحاد قبائل وعائلات سيناء المستقل وهو من سكان المنطقة ، نشعر واننا كبدو مستهدفين ، والجيش بذلك قطع الصلات مع الاهالى ، نحن نرفض الارهاب من كافة الاتجاهات وماحدث هنا ارهاب للاطفال والنساء ، نشعر وان مخططا قائما لترحيلنا او ابادتنا ، ولكن بلغة العقل يجب ان نقول على الجيش الاعتذار ومن ثم الحديث عن تعويضات للذين دمرت منازلهم واحرقت سياراتهم ,يلتقط احد الجالسين خيطا مختلفا عندما يقول الزنانات الاسرائيلية حلقت فوق قرانا ، ويقصد بالزنانات هى طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بدون طيار ، لا نعلم من لماذا ؟ ولكن منطقتنا شهدت حربا حقيقية ، وليس مجرد ملاحقات للارهابيين فقد استخدمت القوات اقصى قوة للتدمير غير المبرر ,.