قال محققون في منظمة الأممالمتحدة، إن قوات الحكومة السورية تهاجم بانتظام المستشفيات، وأعضاء الفرق الطبية، وتمنع تقديم العلاج للمرضى، والمصابين من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، أو المتحالفة معها، وذلك في تقرير صدر أمس الجمعة، يحمل معلومات تفصيلية عن استخدام المستشفيات، كمراكز للتعذيب من قبل وكالات الاستخبارات العسكرية السورية. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أكدت لجنة الأممالمتحدة لتقصي الحقائق، أن منع الرعاية الطبية، كسلاح للحرب حقيقة بارزة، وتقشعر لها الأبدان في الحرب السورية، وقد استخدمت القوات الموالية للحكومة، مثل هذه الهجمات كمسألة سياسة. وقامت لجنة الأممالمتحدة، بتوثيق مثل هذه الهجمات على المستشفيات من قبل قوى المعارضة، مشيرة إلى أنها نشرت نتائج تحقيقها عقب يومين من تقرير أوسع عن جرائم الحرب في سوريا؛ وذلك لتسليط الضوء على ما وصفته بأنه "اتجاه مستمر" في الصراع. وحذرت اللجنة، من أن أطراف الصراع في سوريا، يخلقون سابقة خطيرة من نوعها من خلال رفض تقديم العلاج للجرحى. أما عن الهجمات، فتكون من خلال استخدام المدفعيات، أو القصف باستخدام الطائرات، وغالبًا بعد الاستطلاع الجوي بواسطة طائرات الهليكوبتر، وقد حدث ذلك في إحدى المستشفيات شمال مدينة حلب، وأكد التقرير أنه يتم استهداف المرضى كذلك. كشفت اللجنة أيضًا عن بعض وكالات الاستخبارات الحكومية التي استخدمت المستشفيات كغرف للتعذيب، ومن بينها المستشفى العسكري رقم 601 في دمشق، حيث تعرض المحتجزون - ومن بينهم أطفال – للضرب، والحرق، باستخدام أعقاب السجائر، وتعريضهم للتعذيب الذي يستغل الإصابات الموجودة من قبل، مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى في هذه المنشأة. كما شنت قوات الأمن، موجة من اعتقالات الأطباء في مستشفى بالعاصمة دمشق في أبريل 2011، وكان المعتقلون قد رفضوا الانصياع لأوامر بحرمان المتظاهرين المصابين من العلاج، وتم اعتقال ثلاث أطباء، وتعذيبهم من قبل وكالة المخابرات الجوية التي سبق وحددتها اللجنة، بأنها واحدة من الوكالات الحكومية الأكثر مشاركة في التعذيب. وأكد التقرير، أن الأطباء، والجراحين، وسائقي عربات الإسعاف الذين يعملون من أجل علاج المرضى، أو إيصال الإمدادات الطبية تعرضوا للاعتقال، أو التعذيب، أو القتل، أو الاختفاء.