أكدت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن "إعلان بعبدا" يشكل إطارا سياسياً جامعاً ويمهد الطريق للبحث في الإستراتيجية الدفاعية والاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة لمواجهة العدوان الإسرائيلي. وأشارت في توضيح للالتباسات التي أَثيرت في الإعلام مؤخراً حول أجواء جلسة الحوار الوطني التي ناقشت وأقرت "إعلان بعبدا" ومنعاً لأي غموض حول هذه الوثيقة التاريخية فان "إعلان بعبدا" صدر في ختام أعمال جلسة الحوار الوطني التي انعقدت في القصر الجمهوري في 11 يونيو 2012 وناقشت على مدى أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة معظم النقاط التي تضمنها الإعلان. وأشارت إلى ان معظم أعضاء هيئة الحوار شارك في مناقشة النص بعد القراءة الأولية ثم دخل النقاش في تفاصيل بنود البيان بنداَ بنداً سعياً لإزالة أي اعتراضات وتصويباً لصياغة التعابير بهدف تحسين مدلولاتها فيما أصر الرئيس ميشال سليمان على دراسة بنود البيان بالتدرج وعبر عن استحسانه رفع البيان إلى كل من الجامعة العربية والأممالمتحدة انسجاماً مع موقع لبنان لدى هاتين الهيئتين، وسعياً للحفاظ على مصداقية لبنان الإقليمية والدولية. وذكر بيان الرئاسة اللبنانية انه تم التأكيد على "إعلان بعبدا" في ثلاث جلسات متتالية عقدت بعد جلسة إقراره وتوافق المتحاورون على ضرورة الالتزام بشكل فعلي ببنود الإعلان ولاسيما ما يتعلق منها بالتهدئة الأمنية والسياسية والإعلامية ودعم الجيش وتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية. ولفت بيان الرئاسة إلى أن إعلان بعبدا لم يتضمن أي نص يتعلق بالمقاومة وسلاحها ولم يتطرق إلى مسألة الاستفادة من قدرات المقاومة ووضعها بتصرف الدولة اللبنانية بل أن هذه المفاهيم وسواها قد أتت في إطار التصور الاستراتيجي للدفاع عن لبنان الذي قدمه الرئيس سليمان أمام هيئة الحوار في جلستها يوم الخميس 20 سبتمبر 2012. وشدد البيان على أن إعلان بعبدا يشكل وثيقة هامة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأعمال هيئة الحوار الوطني وهو بالإضافة إلى اعتماده رسمياً في الأممالمتحدة والجامعة العربية فانه يشكل إطاراً سياسياً جامعاً يمكن أن تتوحد خلفه كل الجهود الصادقة العاملة في سبيل رفعة وسيادة لبنان ووحدته. واعتبر البيان أن الإعلان يمهد الطريق لمناقشة الإستراتيجية الدفاعية الوطنية الشاملة ويضع أيضاً المسار السليم للاستفادة من كافة القدرات الوطنية المتاحة للدفاع عن لبنان في وجه العدو الإسرائيلي وأطماعه. يشار إلى أن حزب الله المشارك في الحوار الوطني تنصل مؤخرا من "إعلان بعبدا" واعتبره مجرد نص ميت فقد مفعوله وتجاوزته الأحداث.