نشرت قناة "سي ان ان" الأمريكية تقريراً عن حياة الرئيس السوري بشار الأسد ومستقبل نظامه المنهار على وقع ضربات الثورة السورية التي انطلقت شعلتها منذ عامين وأشار التقرير أن العديد من المحللين يعتقدون أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد كان يعد ابنه البكر باسل، قبل وفاته عام 1994، لتولي الرئاسة، حيث كانت العلاقة بينهما أقرب بكثير من تلك التي كانت بين الأب وبشار الذي عُرف عنه الخجل والتواضع منذ الصغر. وأوضح التقرير أن رؤية الأسد الأب تغيرت منذ أن كبر باسل وبدا عليه علامات التهور والاندفاع، حيث توفى الأخير في حادث أثناء قيادته لسيارته بسرعة جنونية في العاصمة السورية دمشق لمقابلة حبيبته. وكان حافط الأسد نشأ في عائلة علوية فقيرة عاشت في الجبال التي تقطنها الطائفة العلوية شمال غرب سوريا، حيث كان يعاني العلويين من اضطهاد الفئة الغنية في سوريا، إلا أن حافظ الأسد أراد أن يكسر هذا القالب ليورث ابنه نظاما مبني على الولاء الشديد للعائلة وللطائفة الدينية. وانضم الأب لحزب البعث وارتقى في المناصب، ولكنه واجه صعوبة كبيرة في صنع مسار شريف له للتقدم، الأمر الذي أدى إلى تفوقه في مجال "الدسيسة" في الغرف الخلفية للقصر السوري، حيث وجد نفسه أمام ضرورة تقتضي خيانة الأصدقاء وقتل أو طرد الأعداء من دائرة الصراع ليصبح على الطريق السريع للنجاح. ويقول المحللون أن أكثر من 20 انقلاب حدثت في سوريا في الفترة من عام 1949 إلى عام 1970، شارك حافظ الأسد فيها جميعاً، إلا أنه فور سيطرته لمقاليد السلطة قام بردع تمرد قامت به جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وقتل أكثر من 10000 من شعبه. وعلى الرغم من أن حافظ الأسد تحالف مع حزب الله التي كانت تعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية، إلا أنه كان حريصا على البقاء بعيداً عن العداء لأمريكا، وبرهن على ذلك من خلال إرسال 2000 من القوات السورية لتشارك التحالف الذي أنشأته الولاياتالمتحدة ضد الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وأضاف التقرير أن بشار الأسد سار على نفس نهج والده وحافظ على علاقته مع واشنطن، وانشغل بإقامة علاقات دبلوماسية جيدة مع إدارتي جورج بوش وباراك أوباما، حيث كان الحلف الأقوى للولايات المتحدة خلال غزو العراق، فجون ماكين السيناتور الأمريكي كان همزة الوصل بين الإدارة الأمريكية و النظام السوري لصنع ما وصفه التقرير ب"الديكتاتور السوري". ويقول المحللون إن الحرب الأهلية الدائرة الآن في سوريا، كانت نتيجة طبيعية للشعور بالاضطهاد الذي عاشت في الأغلبية السنية تحت حكم السلطة العلوية، فحافظ الأسد كان يفرض نظاما مغلقاً على بلاده، ويفرض عوائق كثيرة أمام السفر والاتصال الخارجي والأخبار الدولية، مما جعل ابنه بشار يواجه الكثير من الصعاب في تغيير سياسة والده الراحل التي تطبق في البلاد من حيث التعامل مع شعبه. ففور تولي الابن مقاليد الحكم السوري حرص على إزالة القيود عن خدمات الانترنت والسفر والاتصال الخارجي، الأمر الذي فتح عقول الشعب السوري. ووضع التقرير تصورين للنهاية المحتملة للصراع في سوريا، الأولى هي أن يستمر الابن في القتال حتى مقتله، أو الهروب من بلاده واللجوء إلى إيران أو روسيا أو فنزويلا، والثاني هو أن يفوز بالصراع الدائر ويتغير شكل سوريا تماما عن ما نعرفه، فالمحللون يرون أنه قد يحكم جزء من سوريا في المستقبل المنظور، إلا أنه لن يحكم سوريا كلها.