دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم الثلاثاء إلى ضرورة الدفاع عن هوية مدينة القدس العربية ، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها ، فيما طالب المسيحيين العرب التمسك بهويتهم العربية. وقال العاهل الأردني - في كلمة ألقاها خلال استقباله المشاركين في مؤتمر (التحديات التي تواجه المسيحيين العرب) الذي انطلق في وقت سابق اليوم في العاصمة عمان - "إنه من واجبنا جميعا الوقوف في وجه كل الممارسات الهادفة إلى تهجير المسيحيين العرب أو تهميشهم لأنهم الأقرب إلى فهم الإسلام وقيمه الحقيقية"..منوها بأن الإسلام يدعو إلى التسامح والاعتدال والبعد عن التطرف والانعزال. وأضاف "إن مدينة القدس التي تتعرض اليوم - مع الأسف - لأبشع صور التهويد تعد شاهد عيان ومنذ أربعة عشر قرنا على عمق ومتانة العلاقة الإسلامية المسيحية الأخوية التي وثقتها العهدة العمرية ، وأوصى بها جدنا الشريف الحسين بن علي رحمة الله عليه وقد سار على نهجه والدي الحسين ، رحمه الله ، وأنا مستمر بالسير على هذا النهج بعون الله". وتابع العاهل الأردني "إن المنطقة تواجه حالة من العنف والصراع الطائفي والمذهبي والعقائدي ، الذي طالما حذرنا من تبعاته السلبية التي تفرز مظاهر من السلوك الغريبة على تقاليدنا وإرثنا الإنساني والحضاري ، القائم على مبادىء الاعتدال والتسامح ، والتعايش وقبول الآخر". وأكد الملك عبدالله الثاني على أن هذه التحديات والصعاب المشتركة التي يواجهها المسلمون والمسيحيون تستدعي تضافر الجهود ، والتعاون الكامل لتجاوزها ، والتوافق على منظومة سلوك تجمع ولا تفرق. وقال إن الهاجس الأكبر لدينا هو أن تترسخ النظرة السلبية والانعزال بين أتباع الديانات ، ما يؤدي إلى تفتيت النسيج الاجتماعي.. وهذا يتطلب منا جميعا التركيز على موضوع التربية والتنشئة لحماية الأجيال القادمة ، وهذه مسؤولية الأسرة وباقي المؤسسات التربوية، إضافة إلى المساجد والكنائس. وأعرب عن دعمه لكل جهد للحفاظ على الهوية المسيحية العربية التاريخية ، وصون حق حرية العبادة، انطلاقا من قاعدة إيمانية إسلامية ومسيحية، تقوم على حب الله وحب الجار، التي أكدت عليها مبادرة "كلمة سواء". وطالب الحضور بضرورة العمل على تعزيز مسيرة الحوار بين الأديان، والتركيز على تعظيم الجوامع المشتركة بين أتباع الديانات والمذاهب..قائلا "قد كنا سباقين في طرح العديد من المبادرات مثل (رسالة عمان، وكلمة سواء، وأسبوع الوئام العالمي) التي تصب في هذا الاتجاه". وأعرب العاهل الأردني عن اعتزازه بأن الأردن يشكل نموذجا متميزا في التعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين ، كما نؤمن أن حماية حقوق المسيحيين واجب وليس فضلا أو منة ، فقد كان للمسيحيين العرب دور كبير في بناء المجتمعات العربية ، والدفاع عن القضايا العادلة للأمة.