احتراق 19 كنيسة.. بينها دير أثري يرجع للقرن الخامس عشر الميلادي خراب ودمار نار هنا وهناك هذا هو حال عروس الصعيد, إبان فض اعتصام الأخوان المسلمين برابعة العدوية والنهضة ، 3 أيام من الحرق والخراب عاشتها محافظة المنيا, ودفعت الكنائس فاتورة باهظة. الضحية كنائس مصر الأربعاء الدامي هكذا كان وصفه, بعد طوفان الاعتداءات التي شهدتها الكنائس خلًف احتراق 8 كنائس, هي الأمير تادروس , وماري جرجس للاقباط الكاثوليك, الأنبا موسي , ماري مينا , الرسوليه , الانجيلية بعزبة جاد السيد, دير السيدة العذراء والأنبا إبرام بقرية دلجا, والذي يرجع تاريخه للعصر الخامس عشر الميلادي, ويعد مسقط رأس الأنبا ابرام القديس, ولم يكتفوا بإحراق الدير, بل قاموا بهدمه وطمث جميع المعالم الأثرية الموجودة به . إشاعة الدجال التي تزعم بجود أثار تحت كنيسة الدير ولم ينته عند هذا الحد بل روج احد الدجالين شائعة أن اسفل كنيسة الدير, يوجد أثار, مما دفع البلطجية إلي التنقيب أسفله, وعند فشلهم في العثور علي شئ, أراد الدجال ان يتقي غضبهم, فأشاع ان الكنز الموجود أسفل الكنيسة لن يفتح إلا بذبح طفلين مسيحيين فوقه, مما اثار غضب الحضور, ورفضوا ادعائه, بالاضافه الي تصدي العقلاء لأفكاره الشيطانية, ولم ينتهي المطاف عند هذا الحد, بل أعلنوا تحويل الدير إلي مسجد, وقاموا بجمع التبرعات لبنائه. الكنيسة الإنجيلية كما تم الاعتداء علي الكنيسة الإنجيلية بمنشأة بدين التابعة لمركز سمالوط شمال المنيا, حيث تم تدميرها, وإحراق محتوياتها من كتب مقدسة, ومقاعد, بل صعد المعتدين فوق سطح المبني وأخذوا يكبرون, ويطلقون الأعيرة النارية, ثم قاموا بتعليق لافته فوق باب الكنيسة مكتوب عليها " مسجد الرحمن" , وصلوا عصر يوم الأربعاء بداخلها, وقالوا لأقباط القرية أنها تحولت إلي مسجد. ملجأ جنود المسيح بالأضافه الي الاعتداء علي جميعة وملجأ جنود المسيح ومدارس راهبات القديس يوسف والأباء اليسوعيين ونادي الشبان المسيحين "الواي", ومركبين سياحيين بكورنيش النيل ( الدهبيه , الميرميد التي تفحم شابان بداخل حمامتها نتيجة الحريق), كما تم حرق وتدمير 11 من محلات الأقباط.أعمال العنف والتخريب لم تنتهي, بل تم استكمالها, في اليوم التالي الخميس, فقد تم تدمير الكنيسة المعمدانية والانجيلية ببني مزار ،كذلك ماري جرجس بابوقرقاص, كما تم إحباط محاولة الاعتداء علي جميع المطرانيات الأرثوذكسيه السبع. الجمعة الحزينة كانت جمعه الغضب جمعة التي اطلق عليها أنصار المعزول جمعة حزينة علي اقباط المنيا , لم تخلو من أحداث العنف والاعتداء علي الكنائس, وكان أبرزها حرق مبني الكنيسه الإنجيليه وسلب ونهب مجمع الخدمات الملحق بها بملوي, وكذا كنيسة الأقباط الكاثوليك ومدرسة الراعي الصالح الملحقه بها بنفس المركز, وكنيسة ماري جرجس وأبوسيفين بقرية بلهاسا بمغاغه, وتم أقتحام مدرستي سان مارك والتوفيق التابعتين لمطرانية مغاغه, بالاضافه الي كنيسة نهضة القداسة, والكنيسة الانجيلية بريدة. الهجمات دمرت الاخضر واليابس, فضرب الكنائس بانابيب البوتاجاز والالي والجرنوف, كان له واقع سئ في نفوس الأقباط, وهو ما لا يستطيع احد إخفائه, فكثير من الأقباط يتهمون انصار الرئيس المعزول بحرق هذه الكنائس والاماكن الأثرية للأقباط في المنيا. يقول سمير جوده عضو مجلس إدارة الكنيسة الإنجيلية بملوي كل شئ في الكنيسه التي تضم مبني للخدمات وقاعه للصلاه وأخري للعزاء وحضانه ومضيفه وإستراحات للقساوسه ومطعم حتي دورات المياه والحنفيات تم حرقها وتدميرها ونهبها ولدينا ثقه كبيره في الدوله والمواطنون الشرفاء والمسلمون المعتدلين في القضاء علي هذا التصدي لمحاولات التخريب. ويشير ممدوح عصام من شباب الكنيسة أن هدف حرق الكنيسة شغل أجهزة الأمن عن قسم الشرطه لتهريب المساجين ومن قاموا بالحرق معروفين لدي الجميع وأذا كان الأمن لايستطيع حمايتنا فسنحمل السلاح وندافع عن كنائسنا وممتلكاتنا التي تعرضت للتدمير حتي أجهزة الحاسب الألي والمكتبه التي تضم كتب قيمه ونادره تم حرقها . ويقول خليل ممدوح من خدام كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك تم استهداف المبني بالجرينوف وسرقة محتوياته حتي المقصورات وصناديق النذور التي بها أموال التبرعات وديوان الكهنه تم نهبها وحرقها والإستيلاء عليها وقمنا بحماية ماتبقي من الكنيسه في ظل عدم التواجد الأمني. يقول ظريف نادي مسئول مبني الخدمات بالكنيسه أن المبني مكون من 7 طوابق ويضم نادي الطفل وسكن الرعاه وخدامهم وقاعة مؤتمرات وقام أكثر من 30 شخص مدججين بالسلاح بإستهدافه بالجرينوف وبعد أن تمكنوا من نهبه وحرقه وزعوا الغنائم في الشارع في عز النهار ومن فعلوا هذا لا يحبون الوطن وليسوا من بني جلدتنا ويؤكد هاني فايز راعي بالكنيسه أنه تم الإستيلاء علي خزينة مدرسة الراعي الصالح الملحقه بالكنيسه حتي الإنجيل تم حرقه وكذا قاعة العزاء وصالة البلياردو وسكن القساوسه وتم الإستيلاء علي جميع أجهزة الحاسب الألي وقام المخربون بتدمير حنفية أطفاء الحريق وتقطيع خراطيم المياه لإحباط محاولات إخماد الحريق بالكنيسه والمدرسه وتصدي الأهالي للصوص بعد ساعه من أعمال الكر والفر بالشوارع . فيما استنكر القس سمير صادق رئيس مجمع المنيا الانجيلي غياب قوات الامن عن المشهد تمام, واشاد القس صادق بدور الاهالي المجاورين للكنائس التي تم حرقها, اللذين بذلوا قصاري جهدهم لاطفاء النيران, التي تتعدي امكانياتهم المحدوده. فيما قدر الانبا مكاريوس الاسقف العام لمطرانية المنيا وابوقرقاص الخسائر التي تعرض لها الأقباط في محافظة المنيا منذ فض الاعتصام، قال "خسائر كثيرة وقعت في جميع مراكز المنيا، وإن كنت أتحدث على مدينة المنيا وأبوقرقاص فقط فالخسائر تتجاوز العشرين مليون جنيه، من جراء الاعتداءات على كنائس ومتاجر الأقباط, وقال الأنبا مكاريوس كنا نتوقع هذا السيناريو من الهجوم قبل أسابيع من فض اعتصامي رابعة والنهضة، ولكن المفاجأة هي الهجوم الممنهج والمعد مسبقا على كنائس وممتلكات الأقباط في توقيت واحد وفي عدة أماكن، مستنكرا عدم توفر الامن بشكل كافي, وبرر ذلك بعدم توقع قوات الامن كل هذا الهجوم في وقت واحد, مطالب بتكثيف التواجد الامني خلال الايام المقبله. فيما حذر الانبا بطرس فهيم مطران الاقباط الكاثوليك بالمنيا من استهداف الاقباط خلال الايام القادمة, عن طريق اعمال ارهابية فردية, مثل الاغتيلات والتفجيرات, خاصة مع عدم قدرة الإخوان علي الحشد مرة اخري, بسبب قانون الطوارئ. محاولة لجر مصر لحرب أهلية وقال أن موجة الارهاب والحرق والتدمير التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية وبالتحديد عقب فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة, طالت الاقباط لكونهم شريحة من الشعب المصري, مشيرا ان ما تعرضت له الكنائس وممتلكات الاقباط من حرق وتدمير كان محاولة لجر البلاد لحرب اهلية طائفية, لكن الاقباط كانوا اذكي منهم وفوتوا عليهم الفرصة, ولم يظهروا اية محاولات للتصدي. وعلق علي عدم وجود رد فعل قوي من الدول الغربية قائلا ان الاعلام الذي وصل اليهم كان غير كافي, بل مزيف, بالاضافه الي ان اعلام الاخوان كان سباق, وصور لهم ما حدث في مصر بالانقلاب العسكري, مما اضطرهم الي تصديقهم, هذا الي جانب ان اقباط المهجر لم يتحركوا وكانوا صامتين. واضاف الانبا بطرس ان الامن في المنيا كان ضعيف لكن لم يكن متخاذل, خاصتا انه تم استهداف اكثر من مكان في آن واحد, منها مواقع شرطية وكنائس وامكان خدمات, كما ان الامن لم يتعافي تماما, بالاضافه الي وجود عناصر شرطية عليها علامات استفهام, مثل ما حدث في اسوان. وطالب الانبا بطرس بتحسين الخطاب الديني في الجوامع والكنائس ونشر التسامح, بحيث يركز علي قبول الاخر, وفكرة الحوار والجوار, مطالب الجمعيات الاهلية ومنظمات المجتمع المدني بالعمل علي بناء ثقافة الحضارة, والتعايش المشترك.ورفض الانبا بطرس فكرة التصالح مع اعضاء الجماعة اللذين شاركوا في اعمال حرق وهدم وارهاب, وحرض علي الجيش والشرطة, مشيرا ان لا تصالح علي الدماء, مؤكدا انه لا تصالح بدون عدل. لا صحة لطلب حماية دولية وقد نفي الأنبا اغابيوس أسقف ديرمواس ودلجا جنوبالمنيا, ما ذكرته بعض وكالات الأنباء العالمية, عن طلبه قوات دولية لحماية الكنائس, بعدما تعرض دير الأنبا إبرام وكنيسة العذراء مريم للحرق والهدم من قبل أنصار مرسي, خلال موجة الاعتداءات التي تعرض لها الأقباط, منذ الأربعاء الماضي.فيما حذر حزب المؤتمر أمانة المنيا, من ضعف الأمن بالمحافظة, وهو ما يهدد بتكرار عمليات العنف خلال الأيام القادمة, خاصة ان المنيا كانت لها نصيب الاسد في عمليات التخريب التي عقبت فض اعتصامي رابعه والنهضة. لجان شعبية من المسلمين والأقباط لحماية الكنائس اللجان الشعبية التي شكلها مسلمي ومسيحي المنيا حالت كثيرا دون زيادة الخسائر, فقد اصر المسلمون الشرفاء بالاشتراك مع الاقباط الي تشكيل لجان شعبيه لحماية الكنائس وممتلكات الأقباط, وبالفعل تصدوا لمحاولة اقتحام مطرانية مطاي وملوي ومغاغه. فيقول احمد شبيب رئيس المركز العربي لحقوق الانسان أن الاقباط والمسلمين تربطهم علاقة محبة ومودة, مضيفا ان الاعتداءت التي تعرض له الاقباط هي احداث غير مسؤله من قلة مندسة تسللت الي صفوف مسيرات أنصار المعزول , لتشوية انصار التيار الإسلامي, بالاضافه الي البلطجية اللذين شاهدوا الفرصة متاحه امامهم, والارض خصبة للسرقة والنهب, بدعوي الاحتجاج علي فض الاعتصامات بالقوة. وأضاف ان التعايش المشتركة بين الأقباط والمسلمين أسلوب حياة كل المصريين منذ القدم, لا يستطيع احد ان يزايد علينا فيه, وظهر هذا جليا في الأحداث الأخيرة, اذ راينا الجميع يدا واحده ضد البلطجية اللذين استغلوا الفراغ الامني, ونهبوا كل ما طالتهم يديه. إدخال المقدسات في اللعبة السياسية محرم وطني افيما استنكر محمد عبد المنعم امين حزب حراس الثورة بالمنيا ادخال الكنائس والمقدسات في المعادله السياسية, قائلا انه منذ القدم نري الاقباط والمسلمين يد واحدة, قلب واحد, ضد اية محاولات لتشويه صورة مصر الجميلة, وشق الصف بين ابنائها, واضاف ان ما تعرضت له الكنائس كان بفعل بلطجية أرادوا النهب والسرقة. وأشار عبد المنعم ان أنصار المعزول خرجوا في تظاهرات للرد علي النظام الحاكم, واعلان رفضهم لفض اعتصام رابعه العدوية والنهضة بالقوة, ولم تكون الكنائس والاقباط هدف لهم . لن يستطيع احد شق صف مصر واشار انه لن يستطيع احد شق الصف المصري, بل سيظل الاقباط والمسلمين يد واحدة, اخوة, شركاء في الوطن, ولن ينال من وحدتنا أي حاقد او حاسدواعلن عبد المنعم عن رغبته في إطلاق مبادرة لجمع تبرعات لإعادة بناء الكنائس المحترقة, وذلك بهدف إرسال رسالة انه لن يفرق بيننا سوي الموت. اما ياسر التركي وكيل مؤسسي حزب شباب الوفد من اجل التغيير فعبر عن أسفه الشديد لما تعرضت له المقدسات الكنائس بالمنيا, واعتبرها وصمة عار, سوف تظل عالقه في جبين كل منياوي شريف, مشيرا ان من قام بهذا الفعل المشين أراد أن يشوه صورة مصر الجميلة, التي عرف عن شعبها الحب والوداعة والتالف, لكنه حرق نفسه, واظهر وجه الإخوان الحقيقي, اللذين يغلبوا المصلحة الخاصة عن العامة.