فوز حجازي مجرد "استكمال للمسخرة" ببلادنا "عرب" قبل التقديرية وهو وزير .. و"عيسى" رفضها لأن ثورة قامت ناجي قدم عبقريته "خافية القمر" ورفضوا منحه التشجيعية خربوش أحد دعاة التوريث .. فكيف فاز بالجائزة ؟ عدم حصول رضوى على صوت .. يثبت افتقاد الجائزة للتمييز كلفت والديب وجلال .. ترشيحاتي لجوائز الدولة المقبلة قال سعد القرش، الكاتب الصحفي والروائي المصري، أن جوائز الدولة هذا العام تقول أن ثمة ثورة قامت في مصر؛ فمن المرات النادرة أن نجد مسئولا مصريا يترفع عن الجوائز لضمان نزاهتها، وهو ما فعله الدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالي ومرشح الجمعية التاريخية لجائزة الدولة، وكذلك محمد أبوالخير رئيس قطاع الإنتاج الثقافي والذي رشح لجوائز الدولة للفنون . وأكد "القرش" أنه على العكس من تلك المواقف النبيلة، فقد قبل الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الحالي جائزة الدولة التقديرية العام الماضي، وكان حينها هو الوزير الفعلي، ولكنه آثر الاستقالة الشكلية من حكومة كانت مقالة بالأساس، حتى يضمن الحصول على الجائزة . ويضيف الكاتب في تصريحه لشبكة "محيط" أنه استكمالا للمسخرة نجد الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي يفوز بجائزة النيل للآداب، والتي هي في الحقيقة جائزة "مبارك" ، وذلك رغما عن كونه عضو هام في لجنة التصويت على الجائزة نفسها ومعروف علاقاته الوطيدة بالمصوتين جميعا، وهو ما يفتح باب التساؤل عن استمرار نظرية المجاملات في جوائز الدولة. وللأسف فقد أقدم الشاعر نفسه على منح نفسه جائزة ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي، وهو مقرر الجائزة! واعتبر "سعد" أن من الحسنات القليلة لوزير الثقافة السابق الدكتور علاء عبدالعزيز أنه أجبر حجازي على تقديم استقالته من مجلة "إبداع" الصادرة عن هيئة الكتاب . وأضاف أن حجازي قدم خدماته لنظام مبارك وغير مسموح باستمرار تكريمه لأن حقيقة توقف عن تقديم شيء يذكر منذ حاز الجائزة التقديرية. لكن من جهة أخرى، أبدى الروائي المصري سعادته بفوز أسماء كبيرة في مصر بجائزة الدولة ومنهم الدكتور عاصم الدسوقي المؤرخ البارز، وكذلك محمد حافظ دياب والدكتور جلال أمين. كما أبدى سعادته لفوز الأديب محمد ناجي بجائزة التفوق وهو الذي تعد روايته "خافية القمر" عن دار الهلال عبقرية حقيقية، وقدمت منذ ثماني سنوات لجائزة الدولة التشجيعية وقيل أن ناجي لن يحصل على الجائزة والسبب يعرفه جابر عصفور . ويرى القرش أن ناجي يستحق ما يفوق تلك الجائزة . من بين الكتاب الذين أبدى القرش سعادته لفوزهم، كانت نهاد صليحة وهي ناقدة ومترجمة مسرحية ، تمارس عملها بحب ودأب حتى أن الكاتب كان يراها جالسة وسط الشباب على السلالم بلا تكلف. وبسؤاله عن اتهام الجائزة بمجاملة رجال نظام مبارك، بعد فوز الدكتور محمد صفي الدين خربوش، بجائزة الدولة للتفوق، أكد الكاتب تضامنه مع هذا الرأي لأن الفائز هو أحد دعاة التوريث لنجل مبارك والحاشدين له من واقع عمله مع الشباب. كما استنكر الكاتب القرش استمرار أسلوب منح الإداريين بالمؤسسات الثقافية فرصة التصويت لجوائز الدولة، وضم صوته للمنادين بتشكيل لجان متخصصة لمنح كل فرع من فروع الجائزة بناء على معايير واضحة وشفافية ، وهو أسلوب شبيه بما يحدث في جائزة الدولة التشجيعية . وقال أنه لهذا السبب ربما لم تحصل الكاتبة الكبيرة رضوى عاشور على صوت واحد أمام حجازي ، ضمن التصويت لجائزة النيل، وذلك لأن المصوتين يتأثرون بوسائل الإعلام وبتوجهات الوزير وغيرها من العوامل الغير موضوعية على الإطلاق . ويعد فوز الشاعر سيد حجاب والسيناريست محفوظ عبدالرحمن والدكتور مصطفى العبادي من مصادر السعادة كما يؤكد الكاتب سعد القرش، والذي أكد أن الاسم الثالث "العبادي" حائز جائزة النيل، يمتاز بأنه رجل يعمل في صمت . من جهة أخرى، أكد القرش أننا بحاجة لإعادة هيكلة المجلس الأعلى للثقافة ليكون منبرا مستقلا حرا للمبدعين والمفكرين بعيدا عن وصاية الوزارة الرسمية، وأن تصبح جوائز الدولة مدعومة من هيئات مستقلة تتلقى تمويلها بشكل غير رسمي وربما حينها نتحدث عن جوائز دولة حقيقية. أما عن ترشيحاته الخاصة لجوائز الدولة العام المقبل، فقال القرش أنها مسالة يصعب حسمها في دقائق، لكن بشكل مبدأي هناك أسماء كخليل كلفت وعلاء الديب وشوقي جلال ، فالأول مثقف يساري مرموق ومترجم بارز ، والثاني يعد أحد نبلاء جيل الستينيات وخرج من عبائته كبار المبدعين ومنهم ابراهيم أصلان. أما "جلال" فهو مفكر ومترجم مصري بارز .