أشارت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، إلى تعهد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحليفه إيران، بالرد على أي هجوم أمريكي, فيما يرى محللو الشرق الأوسط انه ينبغي أن تؤخذ تلك التهديدات على محمل الجد، نظرا للأسلحة والشبكات "الإرهابية" في إيران وسوريا. ونقلت الصحيفة، عن ارييل كوهين، باحث كبير في مؤسسة التراث, ان "إيران تشكل تهديدا كبيرا" منوها أن بإمكانها إغلاق مضيق هرمز، وهو منفذ الخليج ل20% من إمدادات البترول العالمي، مضيفا، أننا بحاجة إلى النظر في أمن الشحن بسوريا وخاصة نقل النفط في المضايق. وأشارت الصحيفة، إلى أن إيران ترى مصلحتها في بقاء نظام الأسد لتحقيق أهدافها، منوهة إلى أن سوريا تعد ميناء إيران على البحر الأبيض المتوسط، وممر إلى وكيل إيران "الإرهابي" في لبنان "حزب الله". وزعمت الصحيفة، انه في حالة اتخاذ إيران قرار الرد على حلفاء الولاياتالمتحدة لحماية الأسد، فإنها لا تواجه إسرائيل فقط، ولكن أيضا الدول العربية المتحالفة مع الولاياتالمتحدة مثل المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والأردن. وأكدت الصحيفة، أن بإمكان إيران أن تأمر قوات الحرس الثوري الإسلامي، أو حزب الله ، باستخدام شبكاتها في جميع أنحاء العالم لاستهداف العديد من الدول التي تدعم الضربة العسكرية على سوريا, مشيرة إلى قتل حزب الله للمئات من المدنيين، بما في ذلك الأميركيين, معتمدا على سوريا التي تعد بمثابة معبر للأسلحة، وملاذا آمنا في بعض الأحيان. وقالت الصحيفة، أن إيران الآن لديها منصات عسكرية متعددة يمكن استخدامها لتهديد حركة الملاحة البحرية في الخليج، بما في ذلك غواصات صغيرة يصعب الكشف عنها وزوارق دورية صغيرة عالية السرعة بالإضافة إلى قدراتها الصاروخية التي يمكن استخدامها ضد السفن وضرب البلدان في أماكن بعيدة مثل إسرائيل. ويرى كريس هارمر، المحلل في معهد دراسة الحرب والذي عمل في الخطط العسكرية لمنطقة الخليج باعتباره قائد في البحرية, أن القوات الأمريكية تستعد لمثل هذه الهجمات لكنها لن تكون قادرة على منع كافة الهجمات في الحال، مشيرا إلى أن التجربة الأخيرة تبين أن الأسلحة الإيرانية لا تزال تشكل خطرا على القوات البحرية الحديثة. وأوضحت الصحيفة، أن حزب الله لديه أيضا الآلاف من الصواريخ مخبأة في قاعدته في جنوب لبنان, وبإمكانه إطلاقها باتجاه المدن الإسرائيلية، كما أن سوريا لديها صواريخ يمكن أن تُطلق في المملكة العربية السعودية، والأردن، وتركيا، وقبرص، وإسرائيل. ونوهت الصحيفة، أن الإرهاب والاضطرابات السياسية، باتت تمثل عنصرا أساسيا من العنف في الشرق الأوسط. وذكرت الصحيفة، إن إيران بكونها دولة "ثيوقراطية" مسلمة شيعية، قد تفجر الانتفاضات بين السكان الشيعة في دول الخليج التي يقودها السنة، خصوصا البحرين، والتي لديها الأغلبية الشيعية، والمملكة العربية السعودية، والكويت، التي لديها أقليات شيعية. وعلى النقيض, لا يتوقع بعض المحللين، أن ترد القيادة الإيرانية الحالية على التدخل في سوريا، حيث نوهت سوزان مالوني، الخبيرة في الشؤون الإيرانية في مركز معهد بروكينجز سابان لسياسة الشرق الأوسط، ومخططة السياسات السابقة في وزارة الخارجية في عهد جورج دبليو بوش، أن تصريحات الرئيس الإيراني الجديد، حسن روحاني، تبين أنه يريد الخروج من الوضع الحالي بأقل ضرر ممكن لسمعة إيران. وأضافت أن روحاني يدرك انه إذا دخلت إيران في حرب إطلاق نار مع الولاياتالمتحدة وأوروبا والتدخل الدولي، فمن المحتمل أن يكون ذلك مسار سريع للقضاء على النظام الايراني.