عرضت صحيفة لوس أنجلوس تايمز لكتابين يتحدثان باستفاضة عن الأنتخابات الرئاسية الأمريكية بين كل من الرئيس باراك أوباما والمرشخ الأخر ميت رومني . وهذان الكتابان هما " تصادم 2012 : أوباما مقابل رومني ومستقبل الانتخابات في أمريكا " للكاتب دان بالز ، وصدر في 400 صفحة ، أما الكتاب الثاني فهو " جامبل : خيار وفرصة في الأنتخابات الرئاسية لعام 2012 " لكل من جون انسيد ولين فافريك ، نشرته مطبعة جامعة برينستون ، وصدر في 352 صفحة . يبدأ العرض المزدوج بالإقرار بأن المنافسات الرئاسية الشديدة تولد دائما ابتكارا خاصة في وسائل الإعلام والدعاية ، مستشهدا بالحملة الدعائية لأيزنهاور عام 1952 ، وحملة بيل كلينتون عام 1992 ، وحملة جورج بوش 2004 والحملة الدعائية لأوباما موضوع الكتاب عام 2012 . فقد استغل أوباما كميات هائلة من المعلومات جعلته يطرق الأبواب بطريقة صحيحة وجهت الناخبين لإختياره رئيسا للولايات المتحدة ، بما في ذلك الإعلانات الإنتخابية التي قام بنشرها . وهو ما حدث أيضا في الصحافة فقد تم معرفة الطرق الناجحة التي تستخدم الاحصاءات لتروي قصة تجذب مزيد من الناخبين ، وهو ما يرويه بالز في كتاب التصادم ، حيث يحلل الشخصيات ويعقد المقارنات بين غرور كل جانب وحساباته السيايسة ، ومن منهم يسعى لمواجهة نزيهة ومن لا يسعى لذلك . أما لين فيسعى في كتابه غامبل لتقديم رؤية كدارس بالعلوم السياسية لكل من المرشحين أوباما ورومني بانتخابات 2012 . ويستعرض لين حملة رومني مؤكدا أنه كمرشح كان يحوز على قبول الغالبية الكبرى من الناخبين ، كما أن حملته كانت مخططة بشدة وبدقة كبيرة ، وتضمن له عدم صمود مرشح قوي أمامه . غير أن رومني اعتمد في تغطيته الإعلامية على الاقرار الدائم بتقدمه على المرشخ الأخر ، بدلا من أن يعتمد على تدقيق في الأسباب التي تجعله يحوز المزيد من الناخبين ، وهو ما جعل قبول في انخفاض مستمر . كما انه دائما لا يسلط الحملة على الأرقام التي تبرز انجازاته ، وهو عامل هام في إبراز طموحاته كمرشح ، وعندما سلط الضو ء عليها كان بشكل يظهر بشكل آلي لا يحذب ناخبين إليه ، بل جعل من الناس يتخيلون كم المراوغات المستقبلية التي تأتي من شخص كرومني . رغم كل ذلك اعتمد رومني في حملته على المشاكل الإقتصادية التي ظهرت في الفترة الرئاسية الأولى لأوباما ، وجعل من نفسه مصلح هذه المشكلات مستقبلا . بدأت البلاد تنقسم حزبيا كل حول مرشح الحزب التي تنتمي إليه ، وبدأ مع بداية الإنتخابات الإقتصاد ينمو ببط ، وجاءت المناظرة الأولى بين المرشحين لصالح رومني وجعله يشعر بأنه الأوفر حظا . ويختم بالز كتابه بان انقسام الناس حول أحزاب بعينها هو العامل الأكثر دلالة على النصر ، ويجعل من العملية الإنتخابية أمرا منتهيا .